90 طريقة لتحليل المحاصيل.. و4 أيام حداً أقصى لإعلان النتائج

الصادرات الزراعية «إشارتها خضرا».. معمل متبقيات المبيدات «هنا البداية»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بجوار المبنى التاريخى لوزارة الزراعة بالدقي، يقع المعمل المركزى لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة فى الأغذية، وهو المسئول الأول والأخير عن أى شحنة خضار أو فاكهة يتم تصديرها للخارج، حيث إنه يقوم بتحليل عينات من كل الرسائل المصدرة ويمنحها شهادة معتمدة وهى تعتبر جواز المرور لأى محصول زراعى يصدر للخارج.


«الأخبار» حاورت د.أشرف المرصفى مدير المعمل، وقامت بعمل جولة بالمعمل لرصد خطوات تحليل كل عينة بدءا من دخولها المعمل حتى منحها الشهادة الخاصة بالموافقة على التصدير.


فى البداية أكد د.أشرف المرصفي أنه منذ اليوم الأول لتكليفه بإدارة المعمل كانت له رؤية محددة وخطة يسعى لتنفيذها، وطلب منه الوزير آنذاك أمورا محددة يمكن تحقيقها وبالفعل وضع الخطة أمامه وبدأنا التنفيذ وقام بتحديد تواريخ محددة لذلك، ولم يكن هناك اعتمادات مالية كبيرة لتنفيذ الخطط الموضوعة حيث إن الدولة كانت تعتمد للمعمل فى ذلك الوقت حوالى 4 ملايين جنيه، وهنا حدد للوزير الطرق والمصادر التى سيتم من خلالها زيادة دخل المعمل.


وأضاف المرصفي لـ«الأخبار» أنه بنهاية كل عام نستقبل أحدث أنواع التكنولوجيا والمعمل مستعد لذلك بفضل البنية التحتية التى يمتلكها سواء من حيث الأجهزة أو الكهرباء أو مجموعة الباحثين، وهنا بدأ المعمل يأخذ شهرة دولية لدرجة أننا نصرح للأوروبيين فى الأسواق الدولية بتناول الطعام المصري، وأوضح أن المعمل يساهم بدور رئيسى وفاعل فى زيادة حجم الصادرات الزراعية المصرية وتحسين قدراتها التنافسية ومطابقتها لمواصفات الجودة والأمان المتبعة فى الأسواق العالمية، طبقا لاتفاقيات التجارة الحرة وسياسات الجوار مع الاتحاد الأوروبى وذلك بإصدار شهادات معتمدة بالتحاليل التى تجرى على الصادرات قبل تصديرها.


وأشار إلى أن المعمل يقوم بتنفيذ برامج تقصى لنسب الملوثات الكيميائية والبيولوجية فى المحاصيل الزراعية بالأسواق المحلية والتى تتم فى 15 محافظة بـ 17 سوقا مركزيا لتحليل 25 نوعا من المحاصيل الأكثر تداولا فى مصر بهدف الحفاظ على صحة المواطن وحمايته من الأغذية الملوثة عن طريق تقليل التلوث فى المحاصيل الغذائية ومنع التدهور البيئى الناتج من الاستخدام المكثف وغير الواعى للمبيدات، وأضاف أنه تم اعتماد وتجديد حوالى 90 طريقة من طرق التحليل الحديثة للكشف عن الملوثات الكيمائية والميكروبية طبقا لاتفاقية أيزو 17025 والتى تشتمل على أكثر من 650 من الملوثات الكيمائية وأكثر من 19 ملوثا ميكروبيا.


وأشار إلى أن المعمل مجهز بأحدث التقنيات ليتلاءم مع ما هو مستخدم من أجهزة بالمعامل العالمية بالإضافة إلى أن المعمل لديه من الكوادر المدربة والمؤهلة للقيام بهذه التحاليل وفقاً لأحدث طرق التحليل العالمية، وأوضح أنه تم مؤخرا تركيب أحدث جهاز لتحليل متبقيات المبيدات وسوف يتم استقبال عدد من الأجهزة المماثلة خلال الأيام المقبلة لتصبح قدرة المعمل فحص 1000 عينة فى اليوم الواحد.


وأشار إلى أنه يتم تقدير نسب متبقيات المبيدات باستخدام طرق متخصصة لبعض المجاميع الكيميائية فى بعض الأصناف من الأغذية مثل الفلفل الحار والزيتون والأطعمة الدهنية والزيوت، كما أن وقت التحليل يستغرق من يوم إلى أربعة أيام بحد أقصى وفقا لنوع التحليل الذى يتم عمله.


وأشار إلى أن المعمل يقوم بإجراء برامج تدريبية فى جميع الأنشطة المتعلقة بسلامة الغذاء للمختصين والعاملين بالمجال سواء داخل مصر أو المختصين من الدول العربية والأفريقية، كما قام المعمل بتطوير برامج التدريب سواء على طرق التحليل المختلفة أو طرق سحب العينات وكذلك برامج التدريب فى إدارة الجودة بالمعامل، ويقوم المعمل بالتعاون مع الجهات العاملة فى مراقبة الواردات كالحجر الزراعى والحجر البيطرى فى اعداد برامج تدريب متخصصة لمفتشى تلك الجهات على الطرق السليمة لسحب العينات طبقا للمواصفات الدولية المنظمة لذلك.


وفى جولة بالمعمل، أوضح د.أحمد حمزاوي، باحث، أن العينات التى يتم تسليمها للباحثين بالمعمل تكون مجهلة ولا تحتوى على أى بيانات إلا نوع العينة وتاريخ تسليمها ونوع التحليل المطلوب إجراؤه، وأكد أن هناك وزنا معينا لكل عينة يتم تحليلها، كما أن المحاليل المستخدمة معظمها مستورد ولا يوجد فى كثير من المعامل الأخري، حيث يتم التحليل بطرق دولية معتمدة.


وأشار إلى أنه بعد أخذ العينة يتم خلطها مع عدد من المحاليل ثم يتم استخلاص المبيدات الموجودة فيها لتحديد نسبتها والتى تختلف من محصول إلى آخر، وبعد ذلك يتم تنقية العينات ويتم التخلص من أى شوائب من خلال عملية فلترة، وأوضح أن كل ذلك يتم من خلال أحدث الأجهزة والمعدات وهو ما يضمن نزاهة التحليل الذى يتم.


بينما أشار د. إسلام رفعت، باحث، إلى أنه كل فترة يتم تزويد المعمل بأحدث الأجهزة اللازمة لتطوير العمل أيا كان سعرها أو حجمها، وأوضح أن التعامل مع العينات يكون بمواد كيماوية عالية النقاوة والجودة حيث يصل عدد المركبات التى يتم استخدامها فى التحليل لأكثر من 650 مركبا، وأضاف أن هناك نظام حماية متكاملا لجميع العاملين بالمركز وكذلك نظام لحماية الأجهزة والمعدات، وأكد أن الشهادة التى يمنحها المعمل لا يمكن تزويرها على الإطلاق.