الجماعة الإرهابية.. نذالة وغباء على مر السنين

صورة أرشيفيو
صورة أرشيفيو

لن تتوقف كثيرا لفهم غباء الإخوان وحماقة تصرفاتهم وعمالتهم وإرهابهم فقط عليك ان تراجع تاريخهم.. هو نفس الغباء نفس الخداع والتضليل والتشويه والتشويش هى العمالة وامتطاء الدين والرغبة فى الوصول إلى الحكم بأى ثمن وبأية وسيلة فما يفعلونه الآن من ارهاب وتضليل وحرب شعواء على مصر هو صورة لما فعلوه بعد ثورة 1952.. ولعل كلمات الرئيس عبدالناصر فى احدى خطبه تلخص ذلك بوضوح. 

ويقول عبدالناصر: «الإخوان كانوا يريدون التأثير على الثورة ويعملوا نفسهم أوصياء عليها..اختلفنا معاهم فأعلنوا الحرب علينا.. وأطلقوا الرصاص علىَّ.. كنا بنتفاوض مع الانجليز على الجلاء وهما بيعقدوا صفقات معاهم ويقولولهم نستطيع الاستيلاء على السلطة.. أيام ما كنا بنحارب الانجليز فى القناة مرشد الإخوان قال انتوا تحاربوا فى القناة واحنا نرى اننا نحارب فى أى بلد آخر لأننا دعوة واسعة.. كلام كله تضليل وتجارة بالدين..اكتشفنا وجود خطط للاغتيالات وتدمير البلد.. ونحن لن نسلم انفسنا لأعوان الاستعمار فهذه الجماعة تعمل لحساب الاستعمار".

انتهى كلام الرئيس الراحل عبدالناصر لكن «هلاوس» الجماعة بقيت كوباء في جسد هذه الأمة»، الإخوان والثورة قصة هامة نلخصها فى المشاهد التالية:

قبل ثورة يوليو 1952 دأب حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان على تملق الملك فاروق وتأييده فى كافة مواقفه ووصل الأمر إلى ان طالب بتنصيب فاروق خليفة للمسلمين، وتبارت صحف الإخوان وقتها فى الإشادة بخلق فاروق ومدح «تدينه» وكتب البنا مقالا تحت عنوان «حامى المصحف» وصف خلاله الملك فاروق بحامى حمى الدين وأمير القلوب.

وفى مراسلاته للملك خلال أزمة الجماعة مع حكومة النقراشى يعلن البنا ولاءه التام لفاروق ويصفه بأنه «خير ملاذ «وأفضل معاذ» فيقول فى خطابه إلى الملك فاروق «يا صاحب الجلالة إن الإخوان المسلمين يلوذون بعرشكم وهو خير ملاذ ويعوذون بعطفكم وهو أفضل معاذ ملتمسين أن تتفضلوا جلالتكم بتوجيه الحكومة إلى نهج الصواب أو بإعفائها من أعباء الحكم ليقوم بها من هو أجدر بحملها». ويستمر البنا فى محاباته لفاروق ويعلن تبرئته تماما من هزيمة حرب فلسطين ويطالب الإخوان بتنظيم الاحتفالات الجماهيرية لاستقبال الملك فاروق أينما حل.

المشهد الثاني:

الثالث والعشرون من يوليو 1952 يتحرك الضباط الأحرار ضد الملك فاروق.. يرفض الهضيبى مرشد الجماعة وقتها إصدار بيان تأييد للثورة فى الأيام الأولى إلى أن اطمأن ان الملك فاروق قد غادر البلاد وقتها أعلن الإخوان تأييدهم للثورة وحاولوا ركوبها وتعاونوا تعاونا كبيرا مع الضباط الاحرار وروجوا لفكرة القدرة على الحشد الجماهيرى وتبع ذلك زيارة الرئيس جمال عبد الناصر قبر حسن البنا وإعادة التحقيق فى مصرعه والقبض على المتهمين وتقديمهم للمحاكمة، وقد قضت المحكمة بالسجن 15 سنة على الأميرالاى محمود عبد الحميد مدير المباحث الجنائية الذى تم اتهامه بتدبير عملية اغتيال البنا كما تم اصدار عفو خاص عن قتلة المستشار أحمد الخازندار وعن بقية المحبوسين فى قضية مقتل النقراشى باشا وعن المحكوم عليهم من الإخوان فى قضية المدرسة الخديوية. كما تم استثناء الإخوان من قانون حل الأحزاب السياسية.

المشهد الثالث: 

يشعر الإخوان بقوتهم بعد ان اقتربوا من مجلس قيادة الثورة فيحاولون القفز إلى الحكم ويقدمون لعبد الناصر بياناً يؤكدون فيه أنه «لم يبق من مؤيد للثورة إلا جماعة الإخوان، ولهذا يجب أن يكونوا فى وضع يليق بدورهم وبحاجة الثورة لهم»، وطالبوه فى البيان بألا يصدر أى قانون إلا بعد عرضه على مكتب الإرشاد، للتصديق على القرارات بوصف الجماعة الحليف المتبقى للمجلس. والمطلب الثانى «ألا يصدر أى قرار إلا بعد أن يقره الإرشاد». فيرد عليهم عبد الناصر وبحسم شديد بأن «الثورة ليست فى أزمة كما تتصور الجماعة» وأن «قادة الثورة لن يقبلوا بالوصاية».

ويستمر صلف الإخوان فيطالبون عبدالناصر بأن يصدر مجلس قيادة الثورة مراسيم بقوة القانون تفرض على المصريات ارتداء الحجاب، وأن يتم إغلاق دور السينما والمسرح، وأن يتم منع الأغانى وتعميم الأناشيد الدينية، حتى داخل الأفراح، مع منع السيدات من العمل فى المصالح الحكومية والخاصة، وإزالة كل التماثيل القديمة والحديثة من القاهرة.

ويرد عبدالناصر بخط يده أسفل ورقة المطالب التى تقدم بها المرشد العام قائلا «لن نسمح بتحويل الشعب المصرى إلى شعب يعيش حياة بدائية فى أدغال أفريقيا»، وأضاف «لماذا بايعتم الملك فاروق خليفة للمسلمين ولم تطالبوه بهذه المطالب عندما كانت هذه الأشياء مباحة بشكل مطلق؟ ولماذا كنتم تقولون قبل قيام الثورة ان الأمر لولى الأمر؟!

المشهد الرابع: خيانة

يشعر الإخوان بصمود عبدالناصر ضد انتهازيتهم فراحوا يعقدون صفقة مع الإنجليز من أجل إثارة القلاقل داخل المجتمع المصرى وهو ما أكده «أنتونى إيدن» رئيس وزراء بريطانيا فى مذكراته قائلاً» كنا نعتمد على الإخوان فى إثارة القلاقل والإضرابات لإيقاف مفاوضات الجلاء، بدعوى أن الأحوال داخل مصر غير مستقرة».

كما أشار إلى أن المفاوضات بين بلاده وجماعة الإخوان كانت تتم بين السكرتير الشرفى فى السفارة البريطانية والقيادى الإخوانى منير الملا فى منزل الملا ببولاق، بل وطالبوا الانجليز بالبقاء فى مصر مقابل مساعدتهم فى الانقلاب على عبدالناصر ويعلن الهضيبى فى 1953 لوكالة الاسوشيتد برس «أن الغرب سيربح إذا حكمنا مصر.. سيفهم مبادئنا المعادية للشيوعية..ويقنع بمزايا الإخوان ويذكر انتونى ايدن فى مذكراته ان «الهضيبى كان حريصا على علاقات ممتازة معنا بعكس عبدالناصر».

المشهد الخامس: 

فى عام 1954 تحدث الأزمة الشهيرة بين الرئيس محمد نجيب ومجلس قيادة الثورة فى البداية حاول الإخوان اللعب على الجميع فتواصلوا مع عبدالناصر وفى الوقت نفسه حاولوا استمالة نجيب واحتواءه ليكون وسيلة لوصولهم للحكم.. تطورت الازمة بسرعة إلى ان قدم نجيب استقالته من مجلس قيادة الثورة.

استغلت جماعة الإخوان الخلافات وظنت ان الفرصة قد سنحت لهم للانتقام من عبدالناصر فنظمت مظاهرات ضخمة يومى 27 و28 فبراير أمام قصر عابدين رغبة منهم فى مساندة نجيب ضد مجلس قيادة الثورة. واشترك مع الجماعة فى مظاهرات اليوم الاول الوفد والحزب الاشتراكى وفى اليوم الثانى.دعا التنظيم السرى للجماعة إلى مظاهرات مسلحة يوم 28 فبراير، وشهدت المظاهرات صدامًا بالرصاص بين المتظاهرين والبوليس ويكشف على عشماوى أحد قادة التنظيم السرى لجماعة الإخوان، فى مذكراته أن الجماعة كان لها الدور الرئيسى فى تنظيم هذه المظاهرات.

ويضيف: «تم ترتيب مظاهرة فى القاهرة، واستدعينا جميعا للاشتراك فيها والترتيب لها، وكانت هناك أصوات كثيرة تنادى بوجوب تسليح المجموعات داخل المظاهرة للرد على أى اعتراض من الحكومة، بعد المظاهرات عاد الرئيس محمد نجيب مرة أخرى فى فبراير 1954 إلى ان قرر مجلس قيادة الثورة إعفاءه فى نوفمبر من نفس العام".

المشهد السادس: 

خلال سنوات خلافهم مع عبدالناصر وبعد فشل مظاهراتهم وتعاونهم مع الانجليز لجأ الإخوان إلى اطلاق الشائعات والتضليل ضد عبدالناصر وقراراته فهاجموا الاصلاح الزراعى وقالوا انه مخالف للشرع وهاجموا كذلك مشروع السد العالى وزعموا انه سيدمر الأرض الزراعية ويمنع وصول الطمى إليها وتغافلوا عن أهميته العظيمة فى منع الفيضان وتنظيم موارد المياه وإنارة مصر بالكهرباء.

واطلقوا الشائعات الكاذبة حول قرار تأميم قناة السويس وادعوا أن الانجليز كانوا سيتركونها بعد 9سنوات للمصريين وقالوا ان قرار التأميم تسبب فى العدوان الثلاثى على مصر. وفرحوا بهزيمة 1967 واعتبروها انتقاما من عبدالناصر لوقوفه أمام أطماع الجماعة.

المشهد السابع: 

فى السادس والعشرين من أكتوبر عام 1954 يقف الرئيس جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية يخطب فى جموع الشعب.. قبلها بأيام كانت جماعة الإخوان قد وضعت خطة اغتياله وتشكلت خلية التنفيذ وتحدد الموعد والمكان فى ميدان المنشية بالإسكندرية.. بدأ عبد الناصر الخطاب واتخذ المنفذون أماكنهم انتظارا لإشارة التنفيذ وفجأة خرجت رصاصات عضو الجماعة محمود عبد اللطيف تجاه عبد الناصر لكن يشاء القدر ألا تصيبه.. بعدها بدقائق يتم إلقاء القبض على الخلية المنفذة لتحال إلى المحاكمة.

واعترف محمود عبداللطيف المتهم الأول فى محاولة اغتيال عبدالناصر بأنه أخذ الأوامر من الجماعة وأنهم خدعوه وكتب عبد اللطيف خطابا للمحكمة قال فيه «أنا محمود عبد اللطيف انضممت إلى الإخوان المسلمين فى سنة 1942، كان اعتقادى فى هذه المرة أن هذه الجماعة تعمل لله، وأن قادة الإخوان لا يأمرون إلا بما فيه خير الإسلام والمسلمين، فكنت أسمع كل أمر في طاعة، دون تردد أو مناقشة وكنت أعيب على بعض الطلبة حين يناقشون فى أى أمر، وأقول في نفسى إن الطلبة عندهم حب الجدال فى أى شيء.. وكان كل أمر يأتينى من الإخوان أرى أن في طاعة هذا الأمر طاعة لله خالصة. حتى ضمونى إلى النظام السري".

وأكمل: "قبل الحادث بأسبوع جاءنى تكليف باغتيال الرئيس جمال عبد الناصر وأحضر لى هنداوى دوير القيادى الإخوانى السلاح، وقال لى سر على بركة الله.. فسافرت إلى الإسكندرية وارتكبت الحادث. ومن نعمة الله علىّ أنى لم أذهب بدماء الرئيس جمال عبد الناصر. وأقف بين يدى الله بها.

وأضاف: «أحب أن أنبه جميع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها. بألا يأخذوا من أى واحد يثقون به من المسلمين أمرا. حتى يتبينوا حقيقته. أهو لله والإسلام.. أم لغير ذلك».

المشهد الثامن:

بعد فشل محاولة اغتيال عبد الناصر رسم الشاعر الكبير بيرم التونسى وقتها لوحة شعرية ساخرة لما كان يمكن أن تؤول إليه البلاد إذا نجح الإخوان فى اغتيال عبدالناصر ووصلوا إلى الحكم كتب بيرم يقول:

«كفاية يا مصر لو يبقى الهضيبي 

وأعوانه على عرش الإمارة

وسيد قطب يعطوه المعارف

وسيد فرغلى ياخد التجارة

وعودة يعودوه ضرب المدافع

وسى عبدالحكيم عابدين سفارة


وسى عبدالعزيز أحمد يسوقها
ويتولى المواصلات بالإشارة
وكل جهاز تتعين عياله
عمد فى كل قرية وكل حارة
محافظ مصر خريج الدباغة
وتحته وكيل خريج التجارة
ويقنى الكمسارى أكبرها عزبة
ويقنى السمكرى أضخم عمارة
ويومها تحلق الإخوان دقونها
ويترص الحشيش ملو السيجارة
ووحياتك لا إيد اللص تقطع
ولاتبطل مواخير الدعارة