العائلة المقدسة وقدم المسيح.. 7 أيام في «سخا» ساعدت على تغيير البشرية

المذبح الاثرى
المذبح الاثرى

هنا ترك المسيح أثر قدمه محفورا في الصخر.. هنا أقامت العائلة المقدسة 7 أيام خلال رحلتها في مصر.. هنا آثار مقدسة تعود للقرن الرابع الميلادي.. هنا إحدى أقدم كنائس مصر.. هنا كنيسة العذراء مريم المقامة بحي سخا في محافظة كفر الشيخ.

أقيمت الكنيسة بموضع إحدى المحطات الرئيسية التي شهدت رحلة العائلة المقدسة داخل مصر ..حيث نزلت العائلة المقدسة بمنطقة سخا لمدة 7 أيام، وتحتوي على العديد من الآثار الدينية المهمة أبرزها الحجر الذي انطبعت عليه قدم السيد المسيح وهو طفل خلال إقامة العائلة المقدسة نسخا، إلى جانب العديد من المخطوطات والقطع الأثرية النادرة التي تم الحفاظ عليها داخل الكنيسة.

ويعود تاريخ إنشاء الكنيسة إلى القرن الرابع الميلادي، وتم ترميمها في القرن الحادي عشر بأمر من الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، وفي القرن السادس عشر تهدمت الكنيسة، وظلت متهدمة حتى أمر محمد علي باشا بإعادة بنائها عام 1846 ميلادية مع الحفاظ على الطابع الأثري لها والحفاظ على الأجزاء الأثرية المتبقية منها.

وفي عام 1968 أعيد بناء صحن الكنيسة، وخلال عملية البناء تم العثور على رفات أجساد بعض القديسين منهم القديس البطريرك الأنبا ساو يرس الانطاكي والقديس الأنبا زخارياس أسقف سخا في القرن السابع الميلادي إلى جانب رفات أخرى.

وفي عام 2008 وقع حريق كبير بالكنيسة، وأمر اللواء أحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ في ذلك الوقت بترميم الكنيسة واستمرت أعمال الترميم حتى عام 2014، حيث تم افتتاحها في الأول من يونيو من ذات العام في ذكرى نزول العائلة المقدسة بأرض مصر، ورغم كل تلك الإحداث إلا إن الأجزاء الأثرية من الكنيسة والذي يعود بعضها للقرن الرابع الميلادي مازالت بحالة جيدة.

القمص متياس موريس كاهن الكنيسة اصطحب "بوابة أخبار اليوم" في جولة داخل الكنيسة، وكانت البداية بالدخول من الباب الغربي الذي تم تصميمه ليتوافق مع الطابع الأثري للكنيسة.

ويوجد بعد الباب مباشرة ممر يضم متحفا لمقتنيات الكنيسة الأثرية وعلى رأسها الحجر الذي انطبعت فيه قدم السيد المسيح.

وتعود قصته إلى رفض أهالي المنطقة إعطاء السيدة مريم بعض المياه فوضع السيد المسيح "وكان عمره عامان" قدمه على الحجر فانطبعت أثر القدم في الحجر وخرجت منه الماء.

كما يحتوي المتحف على إيقونات وكتب ومخطوطات ومقتنيات أثرية، وبعض من رفات القديسين التي تم اكتشافها  في القرن الماضي.

وفي نهاية الممر المتحفي يوجد على اليسار مدخل لصحن الكنيسة والذي يعد تحفة فنية ومعمارية،كما أنه في مواجهة الصحن يوجد الحجاب "حامل الإيقونات" وخلفه الجزء الأثري من الكنيسة وهو عبارة عن 3 هياكل الأوسط منها "هيكل السيدة العذراء مريم"، يعود تاريخ بنائه إلى القرن الرابع الميلاد، ومازال موجودا حتى الآن، وتمت تعليته مرتين الأولى في القرن الحادي عشر والثانية في القرن التاسع عشر الميلادي.

يقول القمص متياس موريس كاهن كنيسة العذراء مريم الأثرية نسخا: "تحتل سخا مكانة كبيرة بسبب نزول العائلة المقدسة بها، ويذكر المؤرخ الكبير (المقريزي) أنه في القرن الرابع عشر الميلادي كان الناس يحجون في ذكرى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر يوم 24 بشنس "الأول من يونيو" كل عام إلى سخا، مثل حجهم إلى القدس في عيد القيامة".

وأضاف القمص متياس، أن الزائرون مازالوا يأتون حتى الآن إلى الكنيسة في هذه الذكرى.

من جانبه أكد د. إسماعيل طه محافظ كفر الشيخ، أن المحافظة على استعداد لتسخير كافة الإمكانات لتصبح كنيسة العذراء مريم نسخا مقصدا للسياحة الدينية لما تحمله من قيمة كبيرة في نفوس البشر جميعا، قائلا: " يكفي محافظة كفر الشيخ فخرا إن العائلة المقدسة نزلت بأرضها".