يوليو.. الثورة «التائهة» في السينما والإعلام

صورة من فيلم رد قلبي
صورة من فيلم رد قلبي

كان لثورة يوليو تأثير إيجابي في الثقافة خاصة على جيل الرواد أمثال عبدالرحمن الشرقاوي، ونجيب محفوظ، فالشرقاوي كتب رائعته «الأرض» قبل 1952، لكنها نشرت بعد قيام الثورة، وواصل بعدها التعبير عن آرائه بكل حرية، فتحدث عن العدالة الاجتماعية في «الفتى مهران» وعن الإصلاح الزراعي في «الفلاح».

أما محفوظ فتناول فكرة العدالة الاجتماعية فى «أولاد حارتنا» عام 1958، وفى فترة الستينيات حصل المثقف على حقه كاملاً فى التعبير عن رأيه، وشهدت الثورة فى عهدها مولد أعظم الأعمال الأدبية مثل «أعمال نجيب محفوظ» ونعمان عاشور، وألفريد فرج ويوسف إدريس.

تقول دكتورة ليلى عبد المجيد، إن الاحتفال بثورة 23 يوليو،  يأخذ كل سنة شكلًا احتفالياً تقليديًا، مع أنها يجب أن تكون مناسبة  للتذكرة بجزء مهم من تاريخ مصر، وأن يكون هناك اهتمام اكبر، لأن الأجيال الصغيرة لا تدرى الكثير عن هذه الحقبة، وإنه لا يكفى ما  يدرس في مادة التاريخ.

 وتضيف عبدالمجيد أنها مناسبة جيدة  لتقديم مواد إعلامية تثقف الشباب بتاريخ مصر في هذه الفترة، بشكل موضوعي وتخبرهم بالأهداف الأساسية لهذه الثورة، وكيف تمت ترجمتها في شكل سياسات وجهود تم بذلها عبر هذه الفترة الطويلة.

وتشير عميد إعلام الأسبق إلى أن أكثر ما يتم عرضه فى هذه المناسبة على التليفزيون فيلما «رد قلبي» و«الله معنا»، وبعض المقالات التي يكتبها الكتاب في الجرائد، وترى أن هذا غير كاف، لأن هذه الثورة كانت نقطة مهمة جدًا في تاريخ مصر والمنطقة كلها والعالم الثالث.

وعبرت عن استيائها من أن الشباب ليس لديهم الحد الأدنى من هذه المعلومات، وقالت عما يتم دراسته فى مادة التاريخ «بيتحفظ ويمتحنوا فيه وينسوه»،  ويعد بمثابة سطور فى كتاب، إذ إن الثورة نقطة فاصلة ومهمة جدا فى تاريخ مصر الحديث، وإنها أشبه بالثورة الفرنسية فى فرنسا، مشيرة إلى الجهد الذى يبذله الفرنسيون، لتوصيل الثورة لأجيالهم جيلًا وراء جيل، وتوثيق ما حدث فى العالم بأكمله، وليس فقط فى فرنسا.

أما الناقد السينمائى، محمود قاسم، فيقول إن السينما لم تفهم 23 يوليو إلا بعد حوالى 25 سنة من قيام الثورة عندما عرفت السلبيات والإيجابيات، لكنها كانت فى البداية لسان حال الثورة..  ويؤكد قاسم  أن رواية «رد قلبى» جاء فيها أن محمد نجيب هو من قام بالثورة، عكس ما جاء فى الفيلم بأن من قام بها جمال عبد الناصر أو الضباط الأحرار،  وأن ما جاء فى الأفلام مختلف عما حدث بالفعل، فالعديد من الأفلام سنة 53 السنة الأولى لحكم محمد نجيب، كان اسم الثورة حركة أو انقلابًا وقتها، وأن إحسان عبد القدوس كتب الله معنا، وكان يدافع عن الثورة، قبل أن يهاجمها مع انه كان صديقًا شخصيًا لجمال عبد الناصر.

 وأشار إلى أن الثورة كان لها مراحل مختلفة فى تناولها، ففى سنة 1975 هاجموا الثورة والدور الذى لعبه صلاح نصر والتعذيب الذى عذبوه لكل الأطراف الفكرية والسياسية فى مصر، ومن ثم تغيرت الأمور،  فأحمد زكى على سبيل المثال مثل شخصية جمال عبد الناصر فى ناصر وبعد بضع سنوات، عندما أدى شخصية  أنور السادات فى فيلم أيام السادات، ألغى تمامًا شخصية جمال عبد الناصر فى الفيلم.