بين الرؤية والاستضافة.. الأطفال ضائعون بالعناد والخلافات

بين الرؤية والاستضافة.. الأطفال ضائعون بالعناد والخلافات
بين الرؤية والاستضافة.. الأطفال ضائعون بالعناد والخلافات

عندما يصل قطار الزواج إلى محطته الأخيرة بالطلاق، وتبدأ الخلافات والمشاكل في الزيادة، يبدأ كلا الوالدين في شحن الأطفال بمشاعر سلبية تجاه الطرف الآخر، وتبدأ المشاكل والشجار، بداية من العناد حتى استخدام كل وسائل الضغط، وبالتأكيد تكون الضحية الأطفال، ومن أبرز أوراق ممارسة الضغوط هو «حق الرؤية والاستضافة».

تحدثنا مع بعض الأمهات المطلقات، والأباء، لنقترب أكثر من القضية، وموقف كلا الطرفين.

الأمهات: نعم للرؤية ولا للاستضافة

بدأت «سعاد» حديثها بأن الاستضافة لا تحقق ثمارها المرجوة لأنها تطبق في جو مشحون بالحقد والانتقام، وأن التربية لا تكون في أيام الجمعة والعطلات الرسمية فقط، مستنكرة موقف طليقها الذي تركها وتزوج عليها امرأة أخرى، ولم ينفق على ابنها لمدة 6 سنوات، فهي التي تحملت عبء الإنفاق عليه بداية من المصروفات الشخصية حتى المدرسية.

وأضافت "سعاد" أنه عندما طلب طليقها رؤية ابنه، أخبرته أن يستأذن أولاً من والدها لأن الرؤية ستكون في بيته، حتى يكون الجو ملائماً للطفل، ولكنه زوجها رفض في النهاية خوفاً من زوجته الجديدة، وفوجئت سعاد أنه أقام دعوى قضائية لرؤية طفله.

وتابعت أنها حرصت على تنفيذ الرؤية إلا إنها فوجئت به يأتي للرؤية ومعه زوجته الجديدة، ويخبرابنهما أنها أمه الجديدة، فأصيب الابن بالفزع لدرجة أنه تبول على نفسه وأعتقد أنني رحلت عنه وسأتركه.

أنهت سعاد حكايتها مع «بوابة أخبار اليوم» أن زوجها كان يتعمد عدم المجيء خوفاً من زوجته الجديدة، وقالت: "كنت أجلس أنا وابني قرابة الثلاث ساعات، وهو لا يأتي لذلك أنا ضد الاستضافة، إذا كان الأب لا يستطيع تحمل عبء حق الرؤية فهل يتحمل عبء الاستضافة؟

 حق مشروع

بينما يرى «حاتم»، أن الاستضافة حق مشروع للتواصل بين الأب والأبناء فمن خلالها يستطيع توجيه أبنائه والإشراف على تربيتهم وتنشئتهم تنشئة صحيحة.

وبدأ حاتم حديثه وبحزن، قال إنه لم ير ابنته ذات الـ10 أعوام، فهو محروم من ابنته الوحيدة بسبب رفض طليقته تطبيق حق الرؤية.

وأضاف أنه اتفق مع طليقته عليى جميع حقوقها المالية مقابل السماح له برؤية ابنته مرتين أسبوعياً، فبمجرد حصولها على جميع مستحقاتها أخذت تماطله وتساومه على رؤية ابنته.

ويرى حاتم، أن الاستضافة حق مشروع للأب حتى يكون هناك تواصل بين الأب وأبنائه ولكي يستطيع تقويم سلوكهم وتربيتهم تربية صحيحة، وأن الاستضافة الحل الأمثل للقضاء على مشاكل الرؤية.

الابن مسئولية الأب والأم

ويؤكد الدكتور رشاد عبد اللطيف، الأستاذ بقسم تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان، أن الأمهات يجب أن يدركن أهمية دور الأب في حياة الأبناء وأن يدركن أن الشخصية السوية لا تتكون إلا بتكامل دور الأب والأم معا، فالآباء مسئولون مسئولية كاملة عن أبنائهم مثل الأمهات وعلى الآباء والأمهات أن لا يعكسوا الخلافات والنزاعات باختلاف الآراء بينهما على تكامل دورهما في بناء شخصية الأبناء.

وأضاف "عبد اللطيف"، أنه يجب على الطرفين التغاضي عن المشكلات لمصلحة الأبناء، مشيرا إلى أن تحسين صورة الأب والأم أمام الطرف الأخر يؤثر تأثيرا قوي في بناء شخصية الأبناء فهما القدوة التي يجب الاقتداء بها.

ويوضح أنه لا مانع من استضافة الأب للطفل طالما ذلك سيحقق مصلحته، فحق الاستضافة  يؤثر علي العلاقة الأبوية بين الأب وأبنائه بما يسمح بنقل بعض القيم والثقافات التي يجب غرسها في الأطفال وتدعيم الأب دور الأب في متابعة أبنائه دراسيا واجتماعيا وفي الوقت نفسه يشبع حاجات نفسية لدى الأبناء ويدعم شعور الأبناء بأن لديهم آباء حرصين عليهم.

ويري عبد العزيز الشناوي، المحامي، أن الزواج رابطة روحية مقدسة به يسكن كل من الزوجين إلى الآخر فتكون بينهما المودة والرحمة ولكن هذه الرابطة المقدسة قد تعرقلها مشكلات الحياة، ويستحيل للزوجين العيش مع بعضهما البعض ويلجأ الزوجان إلى الطلاق ومن الحقوق الثابتة في الشرع حق الرؤية.

وتابع أن الطرف غير الحاضن يحق له رؤية الطفل الصغير وليس من حق الحاضن أن يمنعه، أي للأب حق في رؤية طفله الذي ينشده وليس من حق الحاضنة أن تمنعه من رؤيته، وليس للأب إذا انتهت مدة الحضانة أن يمنع الأم من رؤية ولدها ويجب أن يمكن كل منهما الأخر من رؤية ولده وقد منع الله تعالي أن يضار أحد بولده حيث قال سبحان وتعالي «لا تضار والدة بوالدها ولا مولود له بولده».

ويري الشناوي، أن استضافة الأب لابنه لمدة 48 ساعة أسبوعيا حق شرعي له،ولكن لو كان الأب متعسف في حقه ولا ينفق علىي أولاده فلا يستحق الاستضافة ولا حتي الرؤية ، فيجب أن يقوم الأب بالتزاماته كامل تجاه أولاده حتي يطال بحقوقه.

وقد نص القانون المصري رقم 25 لسنة 1929 المعدل بالقانون رقم 100 لسنة 1985 في مادته العشرين الفقرة الثانية وما بعدها بأن لكل الأبوين الحق في رؤية الصغير أو الصغيرة وأثبت هذا الحق للأجداد عند عدم وجود الأبوين بوصفهم من الآباء لأنه حق مقرر شرعا لأنه من باب صلة الأرحام التي أمر بها الله.

 وإذا تعذر تنظيم الرؤية اتفاقاً نظمها القاضي بشرط ألا تتم في مكان يضر بالأبناء، ويحدد القانون المصري الوقت للرؤية بأن تكون 3 ساعات خلال يوم واحد في الأسبوع وعلى الأم الالتزام بالحضور في الموعد وإذا لم تأتي لمدة مرتين متتاليتين يحق للأب تحرير شهادة من إدارة المكان ورفع دعوي قضائية يطلب فيها نقل الحضانة للشخص التالي للأم في الترتيب.