صراع أيدلوجيات.. «رحيل مادورو» هدفٌ «علنيٌ» لأمريكا

نيكولاس مادورو
نيكولاس مادورو

بين الولايات المتحدة وفنزويلا عداءٌ متأصلٌ، خاصةً مع وصول الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز للحكم عام  1999، واستمر حتى بعد وفاته، بعد أن خلفه نائبه نيكولاس مادورو في الحكم عام 2013.

 

الصراع بين الجانبين يكسب طابعًا أيدلوجيًا، ففنزويلا يحكمها الاشتراكيون، الفكر الذي سعت الولايات المتحدة لمحوه إبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي -سابقًا-، ولا تزال تطارد أشلاءه في فنزويلا وكوبا، أبرز ما تبقى من الاشتراكية.

 

الزعيم الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز دائمًا ما كان يقول إنه يخوض حربًا ضد الإمبريالية الأمريكية، ولم يحيد خلفه مادورو عن الطريق الذي رسمه الزعيم الاشتراكي تشافيز، فسار على نهجه، فكان العداء بين الولايات المتحدة وفنزويلا متبادلًا من الجانبين.

 

صراع في فنزويلا

 

وفي هذه الأيام، تعيش فنزويلا أوقاتًا عصيبةً على المستوى السياسي، تلقي بظلالها على المشهد هناك، خاصةً فيما يتعلق بالسلطة، وتحديدًا منذ أواخر يناير الماضي، حينما سمى خوان جوايدو، زعيم المعارضة ورئيس الكونجرس في البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة، نفسه رئيسًا انتقاليًا للبلاد.

 

الولايات المتحدة كانت من أولى البلدان التي بادرت بالاعتراف بجوايدو "رئيسًا شرعيًا" للبلاد، في خطوةٍ بدت عاديةً في ظل الأجواء المشحونة دائمًا بين البلدين.

 

وكان مادورو قد أُعيد انتخابه في مايو من العام الماضي رئيسًا لولايةٍ ثانيةٍ، خلال انتخاباتٍ قاطعتها المعارضة، ورفضت واشنطن بالطبع الاعتداد بشرعيتها.

 

السعي نحو رحيل مادورو

 

واليوم، تقف البلدان عند نقطة كشف أوراق اللعبة السياسية بينهما، وبالتحديد من الجانب الأمريكي، بعد أن كتب جون بولتون، مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، على تويتر قائلًا، "لن تهدأ الولايات المتحدة حتى يرحل مادورو "المستبد"، وتتوقف "الجهات الفاسدة" عن ارتكاب تجاوزات ضد الفنزويليين".

 

واستهدفت وزارة الخزانة الأمريكية أربعة مسؤولين كبار في جهاز الاستخبارات الفنزويلية بالعقوبات أمس الجمعة، ضمن قافلة من العقوبات تطال مادورو، ونجله نيكولاس أرنستو مادورو جويرا.

 

وبدوره، رأى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن المفاوضات الجارية حاليًا بين الحكومة والمعارضة في فنزويلا يجب أن تقوم على رحيل مادورو، حسب قوله.

 

وقال بومبيو ردًا على سؤالٍ وُجه له خلال حديثٍ صحفيٍ بالأرجنتين، "أنا رجل أعيش على الأمل دائمًا، ففي نهاية الأمر لا يمكن أن تتناول المناقشات إلا نقطة واحدة، هي رحيل مادورو".

 

تصريحان من اثنين من كبار المسؤولين في الولايات المتحدة، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك سعي الولايات المتحدة الحثيث للإطاحة بحكم نيكولاس مادورو "الاشتراكي".

 

دائمًا ما وجه مادورو اتهاماتٍ لزعيم المعارضة خوان جوايدو بالعمالة للولايات المتحدة، البلد الذي يمثل عدوًا لكراكاس، والتي تخوض صراعًا ضده، أساسه من البداية صراعٌ أيدلوجيٌ وحرب أفكار.