في ذكرى وفاتها الـ75..

أسمهان «أميرة الجبل».. نهاية حياة في بداية مشوار فني

أسمهان
أسمهان

ظهرت موهبة المطربة السورية أسمهان منذ طفولتها في البيت والمدرسة، فكانت تشدو بأغاني شقيقها فريد الأطرش وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، ورغم حياتها الفنية القصيرة وأعمالها القليلة، إلا أنها حفرت مكانة لها في ذاكرة محبي الفن على مدار الأجيال، وانتهت حياتها في حادث سيارة غامض وعمرها 32 عاما.

 

تمر اليوم الذكرى الـ 75 على وفاة الأميرة السورية، التي عاشت طفولتها في سوريا، وانتقلت مع الثورة السورية الكبرى إلى مصر، وتعيش في القاهرة، حيث أقامت العائلة في حي الفجالة وهي تعاني من البؤس والفقر، الأمر الذي دفع بالأم إلى العمل في الأديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الثلاثة.

 

بدأت مشوارها الفني، في إلى جانب أخيها فريد الأطرش المطرب والموسيقار المعروف الذي أخذ بيدها إلى عالم الفن وجعلها نجمة غناء لامعة إلى جانب شهيرات ذلك الوقت أم كلثوم، نجاة علي، ليلى مراد وغيرهن. 

 
ولدت إيميلى أو آمال الأطرش، الشهيرة بـ«أسمهان»، على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا بعد خلاف وقع بين الوالد والسلطات التركية في 25 نوفمبر عام 1912، ووالدها هو أحد زعماء جبل الدروز في سوريا، ووالدتها هي الأميرة علياء حسين المنذر.


 
اكتشفها الموسيقار داود حسنى وهو يزور والدتها في مسكنهم، وسمعها وهي تدندن لأم كلثوم، فسألها إن كانت تريد أن تتعلم أصول الغناء، فوافقت فكانت البداية، واختار لها اسم «أسمهان» حيث كانت لا تزال طالبة في المدرسة.


 
بدأت الغناء بشكل فعلي عام 1930 بعد أن أقنعها شقيقها فريد بالعمل معه في صالة «منصور» في القاهرة، وفي عام 1932 جاء إلى القاهرة الأمير حسن الأطرش ليعود بها إلى جبل العرب حيث تزوجها، وأقامت في قصره مدة ست سنوات، أنجبت خلالها ثلاثة أبناء، بقي منهم على قيد الحياة ابنتها الوحيدة كاميليا.


 
تزوجت أسمهان من ابن عمها الأمير حسن الأطرش، وانتقلت معه إلى جبل الدروز في سوريا، واستقروا هناك 6 سنوات مدة الزواج، أنجبت ابنتها الوحيدة "كاميليا"، لكن حياتها في الجبل انتهت بانفصالها عن زوجها، وعادت إلى القاهرة في عام 1938، لتبدأ رحلة مع الفن من جديد.


 
تعاونت أسمهان مع عدد كبير من الملحنين منها: محمد عبد الوهاب، ورياض السنباطي، ومحمد القصبجي، وداود حسني، ومن الشعراء: أحمد رامي، ويوسف بدروس، والأخطل الصغير، ومأمون الشناوي، وبديع خيري، وبيرم التونسي.
 


ومن الأغنيات التي قدمتها: "نويت أداري آلامي، عليك صلاة الله، ياللي هواك، ليالي البِـشر، يا بدع الورد، إيدي في إيدك، ليالي الأنـس، أهوي، رجعت لك، يا حبيبي تعالى، بنت النيل، أيها النائم، حديث العيون".


 
قدمت أول تجربة لها مع التمثيل عام 1941 من خلال فيلم "انتصار الشباب" مع شقيقها فريد الأطرش وأنور وجدي وعبدالسلام النابلسي وبشارة واكيم، وفي عام 1944 قدمت فيلمها الثاني والأخير "غرام وانتقام" مع يوسف وهبي وأنور وجدي وزوزو ماضي وأمينة شريف وبشارة واكيم، وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها، حيث اضطر يوسف وهبي تغيير نهاية الفيلم لأن أسمهان قد توفيت قبل إنهاء التصوير.


 
شاركت بصوتها في عدد من الأفلام منها "يوم سعيد"، "ليلى بنت الصحراء"، "زوجة بالنيابة"، وارتبطت بالكاتب محمد التابعي، وتمت خطبتهما بعد سنوات من الصداقة القوية، ولكن لم يكتمل الأمر إلى الزواج وتم فسخ الخطوبة.


 
في 14 يوليو عام 1944 توفيت هي وصديقتها إثر حادث، حيث سقطت السيارة في ترعة الساحل بـ«رأس البر» وهي في طريقها لقضاء إجازة قصيرة.