الحكومة البريطانية والتسريبات «عرض مستمر»

تيريزا ماي
تيريزا ماي

يبدو أن الأيام الأخيرة لرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في منصبها لن تكون سهلة، وسيكون عليها التعامل مع العديد من الأزمات السياسية التي اعتادت عليها منذ توليها منصبها في 13 يوليو 2016 حتى إعلانها الاستقالة بالدموع في 24 مايو الماضي.

كوارث الأيام الأخيرة لازالت تسقط على رأس تيريزا ماي، فمن تسريبات التفاوض حول إسناد خدمة «5G» إلى شركة هواوي الصينية، إلى تسريب وثائق للسفير البريطاني في واشنطن كيم دارويش ووصفه إدارة ترامب بالمختلة بعد أيام من لقاء الرئيس الأمريكي لملكة بريطانيا.

تسريبات دارويش

نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية مجموعة من الوثائق الدبلوماسية التي كان يبعث بها السير كيم داروش سفير بريطانيا في أمريكا إلى الحكومة والتي يكشف فيها عن وجهة نظره في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكيفية إدارته للبيت الأبيض.

وأصبح السير داروش سفيراً لبريطانياً في واشنطن منذ يناير 2016، هو الممثل الدائم السابق للمملكة المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي، وينظر له على أنه واحد من أبرز الدبلوماسيين البريطانيين.

كشفت الوثائق المُسربة عن أن دارويش استخدم ألفاظًا مثل «غير كفء» و«غير مؤتمن» لوصف الرئيس الأمريكي خلال البرقيات السرية للحكومة.

وتابع أن فترة دونالد ترامب الرئاسية قد تنتهي بخذي كبير، خاصة وأن أسلوب إدارته «مختل بشكل فريد»، ومن الممكن أن تؤثر على علاقتها مع بريطنيا.

وأكد دارويش على أن صراعات كبيرة تدور داخل البيض الأبيض، وأنه استطاع أن يتأكد منها من مصادره الخاصة، وأن تلك الإدارة لن تتماسك مع مرور الوقت.

وكان ترامب وصف الصراعات الداخلية لإدارته والتي تتحدث عنها وسائل الإعلام بالـ«كاذبة» إلا أن السفير البريطاني وصف الصراع خلال وثائقه بـ«القتال الوحشي».

وفقد الدبلوماسي البريطاني المُخضرم وظيفته كسفير للملكة في أمريكا بل ووصفه الرئيس الأمريكي ترامب بعدها بالغبي، مما أثار غضب عدد من المسئولين البريطانيين.

 المرشح لرئاسة وزراء بريطانيا جيرمي هانت طالب بضرورة محاسبة الشخص الذي قام بتسريب الوثائق الدبلوماسية لوسائل الإعلام.



تسريبات الـ«5G»

منذ أسابيع قليلة كانت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي تواجه أزمة دبلوماسية أخرى بعدما خرجت تسريبات تشير إلى أن حكومتها ستمنح حقوق شبكة «5G» إلى شركة هواوي الصينية، وذلك بالتزامن مع الحرب التي كانت تخوضها الشركة مع الإدارة الأمريكية.

وزير الدفاع جافين ويليامسون كان الشخص الذي أطيح به هذه المرة من منصبه بسبب التسريبات، بعد التحقيق الداخلي الذي أجرته الحكومة بمعرفة السير مارك سيدويل مستشار الأمن القومي والذي خلص إلى أن وزير الدفاع هو صاحب التسريبات.

وخرج ويليامسون ليدافع عن نفسه قائلا إنه لم يمنح الصحافة البريطانية أي معلومات حول التعاون مع هواوي قائلا إن رئيسة الوزراء ارتكبت خطأ كبيرا بإقالته.

الاجتماع في مكان سري

كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قررت مواجهة التسريبات التي تخرج من اجتماعات حكومتها بعقد تلك الاجتماعات في مكان سري من أجل وضع حدا للاختراق داخل حكومته والذي من الواضح أنه لم ينتهي بعد.