وداعا يوسف شريف رزق الله

يوسف شريف رزق الله
يوسف شريف رزق الله

كدأبه دائما الهدوء والصمت والالتزام والولاء فقط للعمل، ذلك هو شأن وأسلوب يوسف شريف رزق الله، الذي تفتحت مداركنا السينمائية على برنامجيه "نادي السينما"و"الأوسكار" الذي أعدهما على مدار سنوات وسنوات عبر التليفزيون المصري. في وقت لم يكن هناك إنترنت أو وسائل ميسرة للوصول إلى الجديد من السينما العالمية.

وكأن الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة(2018) والتي تم تكريمه في ختامها، تودع هذا المثقف الدءوب والمحب للسينما، وظلت القاعة تعج بالتصفيق له عندما صعد على المسرح ليحي الجمهور في تواضع شديد. 

رحل يوسف شريف رزق الله في هدوء، رغم معاناته مع المرض منذ سنوات، غير إنه كان يعمل في صمت، لا يشكو من مرضه، كان يستمع لكل صغير وكبير في إنصات تام، ويعطي كل تفصيله حقها مهما كانت شأنها. لا يبخل بالعطاء أو المعلومات، شغوف كل الشغف بالسينما، فكان عندما يعرف بإعجاب شخص بعمل فني يبادر بمشاهدته وتقيمه، يعطي كل ذي حقا حقه، ولا يتوانى أن يسند المجهود إلى صحابه، نعم هو فارس من زمن الفوارس الذي تولى رجاله تباعا.

وشاءت الظروف أن أتعامل معه في مرحلتين من حياتي المهنية، الأولي عندما كنت مندوبة لجريدتي في بداية مشواري الصحفي أتابع أخبار ماسبيرو، وكنت ألتقي معه باستمرار لمتابعة أخبار برامجه، والمرحلة الثانية أثناء عمله في مهرجان القاهرة السينمائي، ولعل هناك واقعتين لهما مدلول على مدي حرصه بكل التفاصيل مهما كانت بسيطة ، الواقعة الأولي عندما نشرت  تحليلا بعنوان " ظهور"الطرف الخفي" في مهرجان القاهرة السينمائي الـ38 "، وحرصه الشديد إلي الوصول إلى أصل الموضوع ومناقشته معي في كل تفصيله، أما الواقعة الثانية أثناء عضويتي في لجنة اختيار أفلام الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة، عن إعجابي الشديد بالفيلم الفيتنامي "الزوجة الثالثة" ،وفيلم "ليلة الإثنتي  عشر عاما" فعلق ضاحكا.. أنت صاحبة أكبر عدد من رفض للأفلام باللجنة، وعندما تشيد  بعملا ذلك هو الحدث، ورغم كونه مديرا فنيا لمهرجان القاهرة، كان يحترم رأي لجنه المشاهدة مهما كان، ولا يتدخل في عملها، أعمالا بالديمقراطية، نعم هو فارس فى زمن عز فيه الفوارس، وداعا يا صاحب البسمة الهادئة والعقل الثاقب.