حكايات| «أزاهير» المصرية تقدم: وجبات من الورود المعدة للأكل

أزاهير
أزاهير

إن كنت ممن يحب الورد لجماله ورائحته، فإن ثمة ميزة أخرى جديدة ستبهرك وستزيد من تمسكك بانجذابك للورد، فكما يخاطب حاستي النظر بألوانه والشم بعطوره، فلغة خاصة جديد تربطه بالتذوق، فما رأيك في تناول وجبة من الزهور القابلة للأكل؟

رغم كون الزهور رمزا للرومانسية، إلا أن مزرعة «أزاهير» لم تعد رمزًا للتعبير عن الحب فقط، ولكن أصبحت نكهة من النكهات التي تضاف إلى الأكلات لتعطي لها مذاقًا خاصًا.

على بعد عدة كيلو مترات من القاهرة وبالتحديد على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي تقع مزرعة «أزاهير» التي تعد الأولى من نوعها في مصر والمنطقة العربية المتخصصة في زراعة الزهور الصالحة للأكل، وهي مكونة من جزئيين الأول خاص بحدائق الموالح المثمرة، والثاني يجمع نكهات الزهور المختلفة التي تفيد أصحاب المطاعم والطهاة، بمنتجات مصرية 100%.

فكرة خارج الصندوق

في البداية أكد المهندس حاتم فتح الله صاحب مزرعة أزاهير أنه شغوف بالزراعة فهو ورث المهنة من والده الذي ترك له مزرعة عبارة عن 30 فدانًا، قام باستصلاحها وزراعتها بأصناف مختلفة مثل الموالح والخضروات بهدف التسويق المحلي والتصدير.

يقول فتح الله: «الفكرة جاءت لنا بالصدفة، فمن خلال التشاور مع صديقي المهندس ياسر فكرنا في زراعة زهور صالحة للأكل، فقمنا بدراسة المشروع وبعدها لاقت الفكرة استحسان وقبول بالرغم من اختلافها وغرابتها، بعدها قومنا بتكوين فريق عمل لتنفيذ التجربة، وواجهنا التحديات وذللنا  الكثير من العقبات».

ويلتقط المهندس ياسر سمير مدير المزرعة أطراف الحديث قائلًا «دائما ما نبحث في المزرعة عن الأفكار الجديدة والغريبة التي تساعدنا على التميز والاستفادة بخبرات الغير».

 

100 نوع من الزهور صالحة للأكل

يقول المهندس ياسر: «هناك 100 نوع من الزهور الصالحة للتناول، ولكننا في مزارعتنا بدأنا بـ5 أنواع فقط، نظرًا لطبيعة الطقس في مصر، فبعض الزهور غير مهيأة للزراعة في هذا المناخ، وهناك أنواعًا من الزهور باهظة الثمن مثل زهور الأوركيد علاوة على أن النبات نفسه انتاجه قليل ويستغرق وقتًا طويلًا».

وعن طريقة زراعة هذه الزهور يضيف فتح الله: «لدينا موسمان للزراعة موسم صيفي وأخر شتوي، فنقوم باستيراد البذور من الخارج لأنها غير متوفرة في مصر وفي البداية نزرعها في مشتل لمدة شهر، ثم ننقلها بعد ذلك إلى الأرض وتستغرق 3 شهور، ونحاول جاهدين استخدام طرق حديثة لزراعة الزهور مثل التربة البديلة والزراعات المائية رغبةً في التغلب على مشاكل التربة، ووصول منتج أمن ونظيف للمستهلك».

الأولى في مصر والوطن العربي

ويستكمل ياسر حديثه قائلًا: «تعتبر مزرعتنا الأولى في مصر والمنطقة العربية التي بها خط انتاج للزهور الطبيعية الصالحة للأكل، وتنقسم إلى زهور خضروات وفواكه وأعشاب، وتوجد بعض الأنواع إذا كان النبات يأكل فزهوره يمكن أكلها فمثلًا في الفاكهة توجد زهور الخوخ والليمون والموالح وجميعها تصلح للتناول، فزهور الليمون بعطي مذاق الليمون اللاذع القوي وفي نفس الوقت شكلها جميل فهي بيضاء ويزين بها أطباق الأسماك، وطريقة استخدام هذه الزهور سهلة يتم غسلها وإضافتها إلى الطعام فقط».

 

زهور الثوم والشبت

ويؤكد حاتم «هناك بعض الزهور التي تصلح للأكل في جنائن مصر، ولكن يجهلها الكثيرون على رأسها زهور البانسيه والقرنفل والياسمين فهم يعيطون مذاقًا شهيًا للطعام، وهناك زهور الثوم والشبت التي تضاف إلى الأطباق الحادقة، ويمكن إضافة زهور الليمون والخوخ إلى أطباق الحلوى ، فنحن نفكر في طرح منتجات جاهزة بطريقة تناسب ربات البيوت لزراعة هذه المنتجات في المنزل».

وفي النهاية يعبر الصديقان عن أسفهما فيقولان «الفكرة غير دارجة في مصر، وهذا ما شجعنا على القيام بها، ولكن السوق المحلى مستهدف ولكننا قمنا بتجربة التصدير لبعض الدول العربية، ونالت إعجابهم مع مراعاة أن المنتج حساس وعمره الافتراضي قصير، وعن أبرز المشاكل التي تواجههما يقولان أن البذور الخاصة بالزهور غير متوفرة في مصر ويتم استيرادها من الخارج».