ألقى الدكتور أيمن الحجار، الباحث بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، محاضرة للأئمة الأثيوبيين الذين يتلقون تدريبًا مكثفًا بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، مستعرضًا المشكلات التي يقع فيها المتشددون.
وأكد "الحجار"، أن العلم الشرعي في حد ذاته هدفه هو ترقي سلوك الإنسان ومساعدته على النضج وبناء العقل وتفتحه، على أن يكون ناظرًا لكون نظرة حسنة لا مظلمة قبيحة، فيرى الخير في البشر، ويمد يد العون لهم حتى يصل لطريق الله الصحيح.
وقال الباحث بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، إن الجماعات المتشددة أهملت أصلاً من أصول فهم النصوص الشرعية وهو ما يسمى بعلم الوسائل، حيث لم يدرسوه من قريب أو بعيد لأن علم الوسائل من أهم العلوم التي تعين الباحث على فهم النص فهمًا صحيحًا، فضلا عن أن للوسائل أهمية بالغة لا تقل عن أهمية المقاصد، إذ أنها هي الموصلة والمحققة لها، مما أدى إلى حدوث خلط عند هذه الجماعات فاصطدموا بالنصوص الشرعية.
وكان هذا الخلط هو من أهم الأسباب التي أقحمت أمثال هؤلاء في براثن التطرف، فالذي يبدأ بداية خاطئة لابد أن ينتهي إلى نهاية خاطئة، وهذا ما حدث لهؤلاء المتشددين الذين لم يجلسوا إلى عالم متخصص بل اعتمدوا في فهمهم للنصوص على أراء منحرفة.
ودعا الدكتور الحجار أمثال هؤلاء، لأن يتلقوا العلم الصحيح من أهل التخصص الذين يبنون عقول طلابهم على خريطة علمية شرعية سليمة، تؤهلهم للبحث والتعلم الصحيح، وهو ما يجعلهم متمكنين من أدوات بحثهم الصحيح، فإذا فعلوا ذلك يصلون إلى الصواب الذي يبني الأمم والحضارات.
