الطريق إلى 30 يونيو| 1 يوليو.. مرسي العياط يتلقى الإنذار الأخير

ثورة 30 يونيو
ثورة 30 يونيو

أذهلت ملايين المصريين العالم ببقائهم في الشوارع، أمواج بشرية تسقط شرعية الإخوانجية، ولكن ما من إجراء ينهي الأزمة بعدي يوم صعب من ثورة عارمة، إلى أن تدخل الجيش المصري قبل أن تتحول السلمية لتحركات عنيفة على الأرض.


يوم الأحد 30 يونيو كان فارقا ومهيبا فاق قدرة الجماعة والرئاسة الإخوانية في ذلك الوقت على الاستيعاب، فكان لابد من وجود وقفة لفض الاشتباك وتحويل تحركات الشعب لإجراءات ملموسة، وهنا تدخلت القوات المسلحة وأصدرت بيانا تاريخيا أمهلت في محمد مرسي العياط 48 ساعة لتنفيذ مطالب الشعب.


https://youtu.be/ihmxQrBDwvA

نقاط فارقة


وأكد البيان على عدة نقاط فارقة وهي:
• إن القوات المسلحة لن تكون طرفاً في دائرة السياسة أو الحكم ولن تخرج عن دورها المرسوم لها في الفكر الديمقراطي.
• إن الأمن القومي للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التي تشهدها البلاد.
• القوات المسلحة استشعرت مبكراً خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصري العظيم ولذلك فقد سبق أن حددت مهله أسبوعاً لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أي بادرة أو فعل وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذي أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.
• إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيداّ من الانقسام والتصارع.
• عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهو ما يلقى بعبء أخلاقي ونفسي على القوات المسلحة التي تجد لزاماً أن يتوقف الجميع عن أي شيء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبي الذي برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفاني من أجله.
• إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميع [48] ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن الذي لن يتسامح أو يغفر لأي قوى تقصر في تحمل مسئولياتها .
• أهابت القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها إستناداً لمسئوليتها الوطنية والتاريخية واحتراماً لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف.
جاء ذلك البيان بعد أن استشعرت القوات المسلحة الخطر الذي بدأ يتنامى خاصة بعد الأعمال الاحتجاجية التي استهدفت مقار الإخوان، بالإضافة للحشد والحشد المضاد بين المصريين من جهة وأعضاء الجماعة من جهة أخرى، ما ينبئ بخطر كبير على الأمن في البلاد.

أصداء عالمية


البيان التاريخي كان له أصداء عالمية كبيرة، إذ اهتمت الصحف العالمية ببيان القوات المسلحة الذي أصدره، ووصفته بـ«الإنذار الأخير» لمرسي لحل الأزمة السياسية التي تعيش فيها مصر الآن . 
فقالت «واشنطن بوست» إن بيان الجيش افرح الشعب المصري في جميع الميادين المصرية و أظهر ذلك هتاف «الجيش والشعب يد واحدة»، فيما قالت صحيفة «التايم» إن الجيش أصدر البيان بعد نجاح مظاهرات الأحد 30 يونيو ونزول ملايين من الشعب المصري في ميادين مصر في مختلف المحافظات ضد مرسي وسياسته وجماعة الإخوان المسلمين، مضيفة أن المتظاهرين احتجوا على محمد مرسي بعد التدهور الاقتصادي والأمني والسياسي الذي وصلت إليه مصر بعد ثورة 25 يناير وعدم تنفيذ أهداف الثورة التي وعد الرئيس بتنفيذها.

في ذلك اليوم علم الشعب جيدا أنه لن يحتج منفرد، وأن القوات المسلحة ليست بعيدة عنه، إنما ورائه تسعى لحمايته من الخارج وتشعر بأزماته تسعى لتنفيذ متطلباته في الداخل.