30 يونيو| «الأيام العجاف».. وقود الثورة

الاتحادية
الاتحادية

- عام «الجماعة» يتحول إلى عام «المجاعة».. والشعب هو البطل

على غرار السنين العجاف فى عهد سيدنا يوسف.. كان عام حكم الإخوان وابلا من الأزمات وسيلا من المشاكل، وعود تحسين المعيشة التى أطلقتها الجماعة كانت مجرد أكاذيب.. ومشروعهم للنهضة كان «فنكوش» فأخذ البلاد والعباد فى طريق التقهقر والسقوط، نحو حضيض من الأوضاع المعيشية التى عانى منها المواطنون.. أزمات انقطاع الكهرباء بشكل دائم واختفاء الوقود وانتشار القمامة وطوابير العيش، أحبطت المصريين وكادت تصيبهم بصدمة نفسية.. ولكن عزائم المصريين لا تلين فكانت انتفاضتهم على الأيام العجاف لحكم الإخوان وقوداً لثورة ٣٠ يونيو.. بعدما كاد يتحول عام الجماعة إلى عام المجاعة.. وسط لا مبالاة الإخوان فى مواجهة أزمات المواطنين.. ليكون الشعب هو البطل بحق وعن جدارة.


فى تلك الفترة شهدت مصر أزمات كبيرة وأصبح المصريون يبيتون ليلتهم مدركين تمام الإدراك أنهم سيستيقظون على مشكلة جديدة وكان فى مقدمتها أزمة الكهرباء والبنزين.. بالنسبة لأزمة انقطاع التيار الكهربى والذى امتد لمعظم ساعات اليوم مما أشعل غضب جموع المصريين وشعروا أنهم مهانون ومنكسرون فى وطنهم.. خاصة أنه تزامن هذا الوقت مع امتحانات الشهادة الاعدادية واقتراب ماراثون الثانوية العامة، مما دعا الأهالى للجوء لاستخدام الكشافات ولمبات الجاز وأحيانا «الشمع» ..وصاحب انقطاع الكهرباء اختفاء المواد البترولية فجأة من كل محطات الوقود الأمر الذى أحدث أزمة بين المصريين واصطفت السيارات أمام محطات الوقود لتبدأ رحلة الذل فى البحث عن لتر بنزين واحد لسيارة ، حتى بات الأمر عاديا بالنسبة للحكومة التى لم تشعر فى تلك الفترة بمعاناة المصريين بشكل يومى بسبب نقص كل المواد البترولية والتى تسببت فى انقطاع الكهرباء عن معظم البلاد، الأمر الذى يتسبب فى وقوع خسائر مالية ضخمة فى مختلف القطاعات فضلاً عن تعرض حياة المرضى للخطر داخل المستشفيات خاصة فى غرف العناية المركزة وقد وقعت بالفعل العشرات من حالات الوفاة بسبب انقطاع التيار الكهربائى داخل المستشفيات. 
مشكلة القمامة
القمامة.. لغز الألغاز فى حملة الـ 100 يوم التى تبناها المعزول محمد مرسى قبل توليه الرئاسة، ووعد بأنه سيقضى عليها تماما إلا نها ايضا كانت من ضمن سلسلة وعود وهمية لا حصر لها.. القمامة أزمة عانت منها جميع المحافظات بما فيها العاصمة والقاهرة الكبري، وعندما أبدى مرسى اهتمامه، تعلق المصريون بالأمل فى أن يروا شوارع وميادين نظيفة، وحكومة تبذل جهداً يوازى اهتمام التعهد الرئاسي، لحل هذه القضية، التى حولت القاهرة والمحافظات إلى صندوق قمامة كبير، غير أن الواقع المؤلم، أن سلاسل القمامة تنتشر فى كل الشوارع وحول المدن، ويبدو أن التعهد بحلها فى 100 يوم، كان مجرد شعارات انتخابية تبنته حملة فاشلة لرئيس خائن لم يصن القسم الذى أقسم به فى ان يحافظ على مصر وترابها وشعبها ومع ذلك الصورة لم تتغير، لا فى القاهرة، ولا فى عموم محافظات مصر كلها.
معارضة المعزول
الى أن قامت شرارة ثورة 30 يوينو بعد أن فاض الكيل من جموع المصريين وانتشرت تلك الشرارة فى كل محافظات الجمهورية بقراها ونجوعها ونظمتها أحزاب وحركات معارضة للمعزول الخائن.. طالب جموع الشعب وقتها برحيل محمد مرسي، الذى أمضى عامًا واحدًا فى الحكم ومعه جماعته الفاشية التى أدخلت البلاد إلى نفق مظلم إلى أن جاء يوم 3 يوليو أعلن وقتها الفريق أول عبد الفتاح السيسى إنهاء حكم مرسى وجماعته إلى الابد وتسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا، المستشار عدلى منصور ليتبدل حال المصريين من الذل والانكسار إلى الانتصار. من انكسار إلى نجاح واصرار ومن هزيمة إلي نصر..تحولات سياسية ونفسية تعرض لها الشعب المصرى قبل ثورة 30 يونيو مر خلالها بإحباطات وضغوطات قادته إلى قيام الثورة.
يقول د. جمال فرويز أستاذ علم النفس: ما بين أخونة الدولة وبين الضغوطات النفسية التى مر بها المصريون خلال العام الذى حكم فيه الاخوان اصيب العديد من الاشخاص بالأمراض النفسية خاصة الاكتئاب النفسى بسبب الأجواء التى عاشها المصريون خلال هذا العام. ويضيف أن صور الظلم والقهر التى تعرض لها الشعب خلال هذه الفترة كانت أكبر من طاقته وتعددت فى كثير من الصور مثل تفاوت الاسعار وارتفاعها بين ليلة وضحاها دون مبرر ودون وجود قيود عليها اختفاء الكثير من السلع الاساسية وعلى رأسها الادوية، بالاضافة إلى تهميش دور المصريين وإعلاء كلمة اى شخص ينتمى لجماعة الاخوان فقط. ويؤكد أن كل هذه الضغوط جعلت الشعب يعيش فى حالة إحباط كبيرة وصلت بالكثيرين إلى البحث عن وطن بديل والهجرة إلى اى مكان لعدم شعور المصريين بالامان داخل وطنهم. وذلك وضع الشعب تحت وطأة ضغط كبير سواء كان نفسيا أو جسديا وصل إلى مرحلة الانفجار والذى ألهم إلى القيام بثورة 30 يونيو من اجل التمرد على الأوضاع الحالية والتخلص من كل صور الفساد.
ويؤكد ان الوضع تغير كثيرا بعد ثورة 30 يونيو وبدأت ملامح الوطن فى الظهور من جديد وذلك أصبح واضحا للجميع من خلال الاصلاح الاقتصادى الذى يشعر به الجميع أو فى صور الانجازات الملموسة الآن.
ويقول الدكتور حسن الخولى أستاذ علم الاجتماع إن العام الذى حكم فيه الاخوان انحرفت فيه البلاد إلى منحنى فى منتهى الخطورة،و شعر فيه المصريون بحالة من الاحباط لم يعتادوها من قبل فجماعة الاخوان كانت لا تتحدث إلا لأعضائها أو للمنتمين أو للمتعاطفين معها ودون ذلك كانوا يعادون الاطراف الاخرى بل ويصفونهم بالكفار أيضا.
تجاوز الأزمات
حاول المصريون تجاوز هذه الأزمات ولكن فى كل مرة كانت تتراكم الضغوطات بشكل أكبر حتى وصل الامر إلى مرحلة الانفجار وقرر الشعب القيام بثورته والخروج من المرحلة الحرجة التى شعر فيها أن الوطن ليس وطنه حاول الاخوان أخونة كل مؤسساته وأجهزته وكأنها دولة داخل الدولة،كل ذلك دفع الشعب إلى النزول للميادين وتوحيد هتافه واستعادة وطنه من يد اعضاء الجماعة الارهابية. ويؤكد د. طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية ان الرأى العام اكتشف أن هناك جماعة تريد ان تخطف الوطن منهم سواء كانوا الإخوان أو مؤيديهم ومموليهم من الخارج فكانوا يرفعون شعار أن مصر ممر لدولة الخلافة، لذا كان لابد من تحرك سياسى وشعبى من أجل حماية الوطن،مشيرا إلي ان الاخوان لم يكن لديهم أى دراية بإدارة البلاد ورسموا للشعب مشروعات وهمية لأنها كانت جماعة ذات أهداف بعينها ومحدودة الأفق.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا