30 يونيو| دفتر يوميات الثورة.. فى الذكرى السادسة

بيان 3 يوليو العظيم
بيان 3 يوليو العظيم

 «الخائب» فى المعجم كلمة تطلق على أكثر الناس خسارةً وأعظمهم فشلًا..وتلك الكلمة قد تكون الأدق والأشمل فى وصف تاريخ جماعة الإخوان الدموية، فرغم وجودها السياسى الطويل منذ تأسيسها فى مارس 1928 فإنها لم تحقق سوى الخسارة والفشل والتخريب لبلادها والسجن لزعمائها، فاستحقت عن جدارة لقب «الجماعة الخائبة» بعد أن أهدرت عشرات الفرص بغبائها.. وفى اليوم الذى نحتفل فيه بالذكرى السادسة لثورة 30 يونيو، لابد أن نشير إلى دروس السقوط السريع والمريع لجماعة الإخوان من علياء السلطة وحتى انهيارهم بسرعة الصوت.
بدأت نوبة صحيان لدى كل طوائف الشعب المصرى..واستيعاب لمخطط الجماعة فى السيطرة على مفاصل الدولة بأكملها، بدأت فعاليات شعبية رافضة حتى استجابت القوات المسلحة للنداءات المتتالية، وبدأت فى منح مهلات متكررة لمحمد مرسى -المعزول-للتوافق إلا أنه حولها إلى معركة للفرص الضائعة، وظل فى طريقه نحو تكريس حكم الجماعة.. ولم يلتفت إلى نداء الجماهير حتى قامت ثورة 30يونيو لتطيح بهذا النظام الغاشم من على سدة الحكم، إيذانا ببدء عهد جديد يستنشق فيه المصريون هواءً وطنياً.
٢٢نوفمبر ٢٠١٢
منح مرسى نفسه مزيدا من السلطات بإصدار إعلان دستورى وحصن قراراته من الطعن عليها قضائيا، ومنع حل الجمعية التأسيسية المسئولة عن صياغة الدستور الجديد،وهى خطوة أشعلت فتيل احتجاجات استمرت عدة أيام بعد رفض جميع القوى المدنية له، وكان تمريره كفيلا بإحداث صدع كبير بين جماعة الإخوان وباقى القوى المدنية والسياسية.
٤ ديسمبر ٢٠١٢
احتشد الآلاف حول قصر الاتحادية هاتفين:»يسقط..يسقط.. حكم المرشد»، أشعل الإخوان فى اليوم التالى المعركة وأحرقوا خيام المعتصمين واعتدوا على المتظاهرين وسقط أكثر من عشرة شهداء وجُرح مئات آخرون.
٦ ديسمبر ٢٠١٢
لاحت الفرصة الأولى التى منحها وزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسي، لمرسي، حيث طلب منه إصدار بيان للتهدئة ودعوة القوى السياسية للحوار، فخرج رافضا النصيحة وأذاع بيانا يحمل اتهامات لا أساس لها، ونسب للنيابة العامة أكاذيب حول تصرفات المتظاهرين الذين أفرجت عنهم فى أحداث الاتحادية وازداد الوضع سوءا.
٧ ديسمبر٢٠١٢
«الفرصة الثانية»..السيسى يجتمع بالقيادة العامة للقوات المسلحة ويصدرون بيانًا يحذرون فيه من مخاطر تهدد أركان الدولة بسبب الانقسام السياسى ويعلنون أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لإحداث التوافق المأمول بين القوى السياسية المتصارعة، وأن الجيش لن يسمح أبدًا بإدخال البلاد إلى نفق مظلم يؤدى إلى نتائج كارثية، فى رسالة موجهة للطرفين، وتحديدًا للطرف الذى بيده الحل، والذى أدخل البلاد إلى نفق مظلم بسبب إصراره على تجاوز الإعلان الدستورى وصيغة التوافق التى تم الوعد بها فيما يتعلق بالدستور.
10 ديسمبر 2012
«الفرصة الثالثة».. اتصال بين وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى ومحمد مرسى طرح خلاله وزير الدفاع على مرسى اقتراحا بعقد لقاء بين القوى السياسية المختلفة تحت رعاية القوات المسلحة، على أن يحضر مرسى جلسته الافتتاحية، بهدف إزالة الاحتقان بين أبناء الوطن الواحد، ووافق مرسى على الاقتراح وطلب من وزير الدفاع أن يمضى فى الطريق وأن يوجه الدعوة باسم القوات المسلحة إلى الجميع بلا استثناء، دون التشاور مع جماعته، مما أثار غضبهم.
٤ فبراير ٢٠١٣
«الفرصة الرابعة».. السيسى يلقى خطابا بنادى الجلاء يؤكد فيه أن جيش مصر سيبقى فقط منحازًا للشعب المصرى، وأن الجيش لن يسمح أبدا بسقوط الدولة وسيتصدى لمحاولات تفتيتها، وإنه وإن كان يقف على مسافة واحدة من الجميع، وليس طرفا فى الصراعات الراهنة، إلا أنه يراقب الموقف ويتابعه ولن يسمح أبدا بانهيار الاستقرار وسقوط الدولة، وعلى الجميع العمل على التوافق.
١١ أبريل ٢٠١٣
الفرصة الخامسة..بعد القرار الدستورى الذى صدر بتحصين قرارات مرسى انتشرت على جميع الأصعدة الإعلامية والشعبية المعارضة مناشدات تطالب الجيش بالتدخل وعزل مرسي، وتزامن مع ذلك هجوم شرس على قادة الجيش وشائعات عن مسئوليتهم بقتل متظاهرين فى التحرير وتدبير مجزرة رفح الأولى.
وفى يوم ١١ أبريل يحضرمرسى اجتماعا مع قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وعقب انتهائه يقف مرسى بشكل مضحك «ثابت» وغير مفهوم ويطلب من السيسى أن يتحدث قبله، ثم وجه وزير الدفاع رسالة طالب الشعب فيها بعدم الإساءة للجيش وقياداته،مؤكداأن القوات المسلحة لم تقتل أو تأمر بقتل،أو تغدر أو تأمر بغدر،أو تخون أحدا منذ أحداث الثورة وحتىالآن،طالبا من الإعلام الكف عن الإساءة والتشويه فى القوات المسلحة المصرية.
١١ مايو ٢٠١٣
«الفرصة السادسة»..كانت تلك بحق أهم وأخطر الفرص التى أهداها السيسى إلى مرسى وجماعته للاستمرار فى الحكم.. لذلك كان من المهم تناولها وهى: فى صباح ١١ مايو ٢٠١٣..عدد كبير من رموز مصر السياسية والثقافية والفنية والإعلامية والرياضية تلقوا دعوة حضور احتفالية للقوات المسلحة وسط الجنود والضباط فى أرض الميدان بمنطقة دهشور العسكرية..المناسبة: تجديد دبابات الفرقة التاسعة المدرعة للقوات المسلحة بالكامل واستبدال دبابات الـm60 قديمة الطراز إلى الدبابة الأحدث والأقوى m1a1..حدث لا يتكرر كثيرا..
بدأ السيسى يتحدث بصوت قوى قائلا: «لو نزلت القوات المسلحة مجددا إلى الشارع، فلن نتكلم عن مصر لمدة ٣٠ أو ٤٠ سنة مقبلة.. وحذر قائلا: الجيش نار، لا تلعبوا به ولا تلعبوا معه..وقال السيسى: «إنتو مش قادرين تقفوا أمام الصندوق الانتخابى حتى تحققوا ما تريدونه من تغيير.
فى خضم المشهد السياسى الضبابي، وتصعيد خطاب قادة «الإخوان» إزاء دعوات التظاهر المناوئة لحكمهم.. خرج الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وسط قادة وضباط الجيش ليمهل القوى السياسة المتصارعة أسبوعا للتوصل إلى توافق سياسي.
الخروج الكبير
وخرجت مسيرات بالقاهرة والمحافظات فى ٢٨ يونيو تطالب برحيل مرسى فى جمعة «الإنذار الأخير».. وأعلنت تمرد نجاحها فى جمع ملايين التوقيعات، وفى صباح 30 يونيو بدت شوارع القاهرة شبه خالية من المارة ووسائل المواصلات والسيارات الخاصة. أغلقت المحال التجارية وأفرغ أصحابها محتوياتها وعتموا واجهاتها الزجاجية، خشية اندلاع أعمال عنف، لكن مع اقتراب غروب شمس اليوم، بدا للجميع أن ثورة غير مسبوقة تتهيأ، واحتفل ملايين المصريين على امتداد البلاد حتى منتصف الليل بنجاح دعوتهم.
 ٤٨ ساعة
وعصر اليوم التالي، وفى الأول من يوليو أمهل الجيش القوى السياسية 48 ساعة للاتفاق على مخرج من الأزمة التى تعصف بالبلاد، وشدد على أنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب فسيعلن خارطة للمستقبل وإجراءات يشرف على تنفيذها بمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية.
انتصار الشعب وخارطة الطريق
وفى مساء 3 يوليو ظهر الفريق أول السيسى فى بهو يحيط به قادة الجيش وممثلو حملة تمرد وقادة القوى السياسية وشيخ الأزهر وبابا الأقباط، وأعلن استجابة الجيش لمطالب ملايين المصريين الذين احتشدوا مجددا فى ميادين البلاد.