واجه الإرهاب الأسود ببسالة وشجاعة متناهية، لم يفكر لحظة في ابنه الرضيع، وابنه الثاني الذي سيولد يتميم الأب، فقط الدفاع عن الوطن وحماية زملاءه كل ما كان يشغل باله لحظة وقوع الحادث الإرهابي الغادر على 3 كمائن أمنية بمدينة العريش.
البطل الشهيد النقيب مصطفى عثمان، الذي أبكى أحباب حرموا من بسمته الصافية التي كانت لا تفارق وجهه وقلبه النقي وروحه الشفافة، كتب بدمائه الذكية بطولة أسطورية جديدة لأبناء مصر، دفاعًا عن أرض وطنه الغالي، محبة الناس له جعلت الشوارع يخيم عليها الحزن بعد إعلان خبر استشهاده، أثناء التصدي ببسالة للهجوم الإرهابي الغاشم.
الشهيد البطل، من مواليد ملوي محافظة المنيا ١٩٩٣، وكان مقيمًا في أسيوط وعرف بتفوقه الدراسي، وحسن خلقه، ومتزوج ولديه طفل، وكان ينتظر طفله الثاني، تخرج الشهيد النقيب مصطفى عثمان من كلية الشرطة عام 2017، وهو نجل اللواء محمد سيد عثمان لواء شرطة بالمعاش.
الطفل محمد، نجل الشهيد البطل، حرمته ظروف والده وعمله في سيناء من دفء أحضانه، فذكرياته مع والده الشهيد بالتأكيد قليلة، سيكبر محمد، وسيولد شقيقه الثاني، وستظل ذكرى لحظة استشهاد والدهما من أجل وطنه أجمل ذكريات الفخر لديهما.
"عشت راجل يا مصطفى، واستشهدت دكر في مكانك، وعمرنا ماهننساك، أنا مشفتش بني آدم في وشه قبول زيك، والضحكة مبتفارقش وشك، من أنضف الناس".. كانت تلك بعض كلمات من نعي أصدقاء الشهيد البطل، وقال آخر: "طفل أكمل عامه الأول ولم يرى أبيه ولا هيشوفه، هيكبر وملوش ذكريات معاه ولا أي حاجة.. أب ملحقش يفرح بـ ابنه ولا يشبع منه ويشوفه وهو بيكبر قدام عينه.. كل ذنبه إنه ضابط".
وكتب آخر: "البطل أنقذ قوتي كمين وليست قوة واحدة، لأن الهجوم كان في وقت تبديل الخدمات بالظبط، أهالي العريش بيترحموا عليه وبعضهم بيعيطوا بحرقة شديدة ومقهورين جدًا عليه، لأنهم كانوا يعرفوه معرفة شخصية، وكان من أسود (كمين الرفاعي) زي مابيقولوا عنه، وكانوا دايماً حاسين بالأمان طول فترة خدمته".
وكانت وزارة الداخلية، قد أعلنت في بيان اليوم الأربعاء، أن مجموعة من العناصر الإرهابية هاجمت منطقة تمركز قوات الشرطة جنوب غرب العريش شمال سيناء، حيث تصدت لها القوات، وأسفرت المواجهات عن استشهاد ضابط شرطة و6 مجندين، ومقتل 4 من تلك العناصر الإرهابية، حيث انفجر في أحدهم حزام ناسف كان يحمله، كما تم العثور بحوزة الإرهابيين على (أحزمة ناسفة - أسلحة آلية - قنابل يدوية)، ويتم حاليًا مطاردة العناصر الإرهابية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتتولى نيابة أمن الدولة العليا التحقيق.
