حكايات| انتفاضة الشوارع.. خريطة مصر في الطريق إلى 30 يونيو 

 انتفاضة الشوارع.. خريطة مصر في الطريق إلى 30 يونيو 
انتفاضة الشوارع.. خريطة مصر في الطريق إلى 30 يونيو 

من حكم بالقوة لا يُزاح إلا بالقوة.. بـ«7 كلمات» قدم المصريون، وتحديدًا في طريقهم إلى 30 يونيو، نموذجًا صلبًا في استعادة دولتهم من النظام الإخواني، لكن لم يكن ذلك يتحقق دون «خارطة طريق» بشوارع تظل مصدر أمن وأمان لهم في مظاهرتهم السلمية.

 

في 30 يونيو، سطرت مصر تاريخًا جديدًا يضاف إلى سجلاتها الممتلئة والمكتوبة بأحرف من دماء، إذ لم يسمحوا لعدو أو مستبد أن ينهي أحلامهم التي رأوها وقرروا كتابتها وتحقيقها على أرض الواقع، عندما ثاروا على حكم جماعة الإخوان الإرهابية التي لم تحترم العقول وانصاعت خلف توجيهات خارجية وكسبت عداوة شعب لم يعرفوا قوته إلا بعد عزلهم.

 

راهنت الجماعة الإرهابية في 30 يونيو، والفترة التي أعقبتها على رجالها في نشر العنف والرعب في الشوارع، التي وقف المصريون يدافعون عنها أمام البلطجية والإرهابيين بعد أن أصروا على استعدائهم، حتى صار كل شارع في قرية أو مدينة شاهدًا على إرهاب تلك الجماعة، ومحفورا بداخله آثار طلقات الخرطوش والأعيرة النارية. 

ودأبت عناصر الجماعة الإرهابية على تنظيم مسيرات وتظاهرات غير سلمية، اعتقادا منهم أن الشعب سينضم لهم، وهو الأمر الذي كان صدمة لهم، حيث فوجئ عناصر الإرهابية بتصدي المصريين لهم، وهم الأمر الذي خلف عددًا من الشهداء.

 

المطرية.. حي الشهداء

 

كانت منطقة المطرية شرقي محافظة القاهرة، هي الأكثر تعقيدًا والأكثر تواجدًا لعناصر جماعة الإخوان، حيث دأبت تلك العناصر على التظاهر يوميًا خاصة في منطقة عزبة النخل، حيث روعت الأهالي بطلقات الخرطوش والعبوات التفجيرية.

 

واستشهد جراء تلك الأعمال الإرهابية التي ارتكبها أعضاء الجماعة وكتائبها المسلحة، العقيد وائل طاحون، رئيس مباحث المطرية السابق، الذي استشهد في حادث اغتيال نفذه إرهابيان مسلحان كانا يستقلان دراجة بخارية، وأطلقا وابلاً من الأعيرة النارية لدى خروجه من منزله بحي النعام بالمطرية، وتوفي وسائقه قبل الوصول للمستشفى.

 

واستمرارًا لتلك التظاهرات التي استمرت يوميا لفترة ليست بالقصيرة، التحم المواطنون مع قوات الشرطة للتصدي مع عنف الإخوان، حيث حرص أهالي منطقة المطرية على إعادة فتح الطرق التي تم قطعها خلال تظاهرات الإرهابية.

 

 

وعلى خلفية تلك التجمعات، وجه أهالي المطرية تحذيرًا إلى عناصر الجماعة الإرهابية من ارتكاب أي أعمال عنف أو شغب، حتى قرر الأهالي التواجد في الشارع ومنع تلك التظاهرات ومطاردة العناصر الإرهابية منعًا لوقوع أي أحداث عنف.

 

حلوان.. بطولة الموجي

 

لا شك أن منطقة حلوان شهدت هي الأخرى، تظاهرات واسعة للجماعة الإرهابية، إلا أن صلاح الموجي هو الاسم الأشهر في تلك المنطقة منذ 2017، حيث حمل روحه على كتفه وقرر أن ينقض على أحد الإرهابيين الذين هاجموا كنيسة مارمينا.

 

صلاح الموجي الذي يعمل بـ«اليومية» في منطقة حلوان، انقض على أحد الإرهابيين الذي هاجموا كنيسة مارمينا، واستطاع بمساعدة الأهالي القبض عليه.

 

 

وانتشر فيديو صوره أحد أهالي المنطقة، لـ«الموجي» لحظة الانقضاض على الإرهابي الذي أصيب بطلق ناري، حيث جاء مسرعًا إليه دون الخوف من إصابته بطلق ناري أو أن يكون الإرهابي مفخخًا، ولم يفكر أنها قد تكون آخر لحظة له في الحياة.

 

وساعد الأهالي، صلاح الموجي في القبض على الإرهابي وانهالوا عليه بالضرب قبل أن يقيدوه ويسلموه لقوات الأمن.

 

لقطة صلاح الموجي، ما هي إلا واحدة من مئات اللقطات التي تجسد شجاعة أهالي حلوان، إلا أنه قد وقع الاختيار عليها لتكون عنوانًا لنهاية إرهاب الإخوان.

 

مصر القديمة.. هنا «عمرو بن العاص»

 

في كل شبر من القاهرة كان للإخوان أثرا فيه.. المطرية، وحلوان، والعمرانية، ومدينة نصر، وصولا إلى مصر القديمة، لم يتركوا مكانًا إلا وحاولوا بث الرعب فيه ونشر رسائلهم التي تحث على العنف.

في مصر القديمة، طرد الأهالي أعضاء الإخوان، خاصة أن الطرف الأخير واظب على خروج مسيراته من مسجد عمرو بن العاص، حيث تدخل الأهالي ونشبت مشادات كلامية بين الطرفين.

 

 

كان كورنيش النيل شاهدًا على جرائم الإرهابية، حيث دأبوا على تكسير الرصيف الموازي للكورنيش، وإغلاق الطرق ما سبب شلل مروري وتكدسات مرورية وهو ما أثار غضب الكثيرين.

 

وتعاون الأهالي مع الأمن لفض تظاهرات العناصر المخربة عند نفق الملك الصالح، حيث استخدمت الحجارة والغازات المسيلة للدموع في الاشتباكات.


بسيون.. في لوحة الشرف

 

كان لمحافظة الغربية نصيبا من لوحة الشرف، وانضمت للمحافظات والمناطق التي تصدت لجماعة الإخوان، خاصة مدينة بسيون.

 

وتمكن أهالي مدينة بسيون بالغربية من التصدي للعشرات من أنصار أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية خلال مسيرات قاموا بها في منطقة التنظيم.

 

 

وألقى الأهالي الطوب والحجارة على عناصر الشغب وتفريقهم، حيث تعاونت معهم قوات الأمن وألقت القبض على عناصر الإخوان.

 

أبو كبير.. بطولة الأهالي

 

في الشرقية، وخاصة في مدينة أبو كبير، وقعت اشتباكات بين أهالي المركز وجماعة الإخوان الإرهابية بعد هتافات من أعضاء الجماعة ضد قوات الأمن والمواطنين.

 

 

وأثار ذلك الأمر حفيظة الأهالي، حيث تسبب ذلك في وقوع اشتباكات بالأيدي والحجارة بين أهالي والإخوان لنفس السبب.

 

وانضمت الشرقية إلى محافظة الغربية، حيث ساهمت تلك الاشتباكات في دحر تلك الجماعة وأساليبها، وأصبحت مصر تضيق ذرعًا بهم.

 

ولا تعد تلك المناطق هي الوحيدة التي حاربت إرهاب جماعة الإخوان الإرهابية، بل هي الأبرز خلال الفترة التي تلت 30 يونيو، وكانت شاهدة على عنف تلك الجماعة التي اتخذت الإرهاب شعارا لها.