حكايات| بئر القطب الزاهد.. متبركون من اللعنات في حراسة المقابر

 بئر القطب الزاهد.. متبركون من اللعنات في حراسة المقابر
بئر القطب الزاهد.. متبركون من اللعنات في حراسة المقابر


تحمل السيدة وسط المقابر، وتسير بكل همة وحماس تجاه بئر يتوسط المدافن، تقف أمام حارس البئر ودون أي كلمات متبادلة يحمل كوبا من الصفيح ويقذف ما به من ماء في وجه الرضيع ثم يقول: «ببركة القطب».

قبل 240 عاما جاء ذلك الرجل الصالح الذي يدعى «القطب»، الذي بحسب روايات بعض أهالي أسيوط كان رجلاً متديناً سكن في موقع البئر الذي حفرها لتوفير الماء ساكنا للمقابر تاركا الدنيا لأهلها ومعبرا عن زهده بأن بئره هو كل ما يحتاجه عرف.

 

وتقول الرواية الدارجة التي يعتقد فيها المتبركون أن «القطب» كان يستعين بحفظ القرآن والتقوى والزهد، وكان الناس يسألونه الدعوات في كل زيارة للمقابر، وعُرف عنه أن دعوته مستجابة لكل من يُسقيه من الماء فتتحقق الأماني ولا يأخذ شيء، هي سبيل كل مار من المكان، ورحل الزاهد العارف الفقير ولم يعلم مكانه حتى وظلت البئر بعد عشرات السنوات من رغب شيء فليشرب ويتوضأ والله يحقق.

 

يذهب المتبركون إلى البئر من عدة نواحي في مدينة أسيوط عقب زيارة المقابر، ويتقدون فيه البركة فهناك من يتوضأ ومن يشرب ومن يتبرك فهي –حسب الاعتقاد- تقضي على النحس وتزوج العانس، وتشفي المريض، وتذهب مس الجان.

بئر لا تنضب

منذ ٢٤٠ سنة حفرها رجل صالح حسب رويات سكان مقابر أسيوط ورفض أن يدفن إلى جوارها أو أن يبني له مقاما بجوارها، ولكن من اراد إشعال الشموع وإطلاق البخور وفاءًا للنذر فعليه أن يتوجه إليها وعلى عتبات السبيل يشعل شموعه ويطلق بخوره ويوفي نذره، كان القطب رجلاً زاهدا عابد سكن وسط الاموات، ترك الدنيا وراءه وهي حتى الآن بها ماء لا تنضب.

 

الزيارات مواسم  

يقول محمد كمال (مواطن أسيوطي) إن سكان غرب البلد بأسيوط يأتون كل زيارة للمقابر في الجمعة الأخيرة من شعبان والعيد والزيارات الرسمية عند سبيل الشيخ القطب الذي يحوي البئر الخاصة به، ليشربوا ويغتسلوا ويشفوا من الأمراض حسبما وصلت إليهم المعلومة على مدار التاريخ فمقام القطب هنا منذ عشرات السنين والناس تتبارك بمياه البئر الجوفية التي نبعت مكانه.

 

السيدات أكثر إيماناً

ويضيف حسن سعد (مواطن أسيوطي) أن السيدات هي المؤمنات بكرامات الشيخ القطب بعد أن قالت الكثيرات عن مياه البئر أنها شفت ابنها أو زوجت بنتها أو خصبت بنتها التي لا تنجب منذ ٧ أعوام وقد تحول البئر لمزار موسمي مع زيارة المقابر من أجل البركة التي تأخذها من مياه البئر والسبيل وتغير حال من تبارك بها هذا أصبح عرف يسير عليه الناس في زيارة المقابر وفي غير الزيارة والدليل أن مياه البئر لم تجف.

كرامة من الله للشيخ

وتقول «أم عادل» وهي إحدى المتبركات: «إننا نأتي للشرب من هذه المياه معتقدين أنها بركة من عند الله أعطاها كرامة للشيخ حتى تحب الناس زيارته وكل الناس تعتقد في بركة هذه المياه وتأثيرها في الشفاء بقدرة الله ولدينا حالات أطفال ونساء شفيت وحملت وتزوجت بعد أن شربت من بئر القطب والله هو القادر على كل شيء وهو الذي بيده الأمر كلهۚ».

 

ومن جهته قال الدكتور مختار مرزوق عميد كلية اصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر فرع أسيوط قال النبى صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدى هذا والمسجد الأقصى"، أما  ما سوى ذلك فلا يجوز أن تشد إليه الرحال أما ما يفعله الناس فى مثل هذه الحالة أو فىي حالات مماثلة فهذا مرفوض دينا وعقلا، وأن الكرمات والأسرار التي اختص بها الله عباده الصالحين هي منح من الله والمنه والعطاء من الله وليس من البشر، ولا من الصالحين، لذلك يجب مراعاة مقام الله سبحانه في التعامل مع المعجزات حتى.