حتى لا ننسى جرائم الإخوان.. تفجيرات وحرائق وشهداء من الجيش والشرطة والقضاة

الطريق إلى 30 يونيو
الطريق إلى 30 يونيو

«يونيه».. شهر لا ينسى ليس فقط بسبب اندلاع ثورة 30 يونيه به، بل لأنه شاهد كبير على جرائم الإخوان المتتالية التى لم تتوقف منذ الإطاحة بحكمهم، فسقط المئات من الشهداء من الجيش والشرطة والمدنيين، واستمرت سلسلة التفجيرات والحرائق التي لم تسلم منها دور العبادة، بل وصل الأمر لاستغلال الأطفال والنساء والتضحية بهم.

جرائم لا يكفى لسردها ملف واحد بل تحتاج لسلسلة من الحلقات، حتى لا ننسى جميعا ما مرت به البلاد وما واجهته فى تلك المرحلة العصيبة، التي لا زالت بعض القطاعات تدفع ثمنها حتى اليوم، فعلى مدار عدة حلقات متتالية نفتح على صحفات «الأخبار» ملف جرائم الإخوان الأسود.

لم تفلت أي فئة من أيادي غدر الإخوان بين قتل واعتداءات وتعذيب مستخدمين أساليبهم لغسل عقول الشباب، وبدلوا أفكارهم ليكونوا أداة في محاولات تخويف الشعب وأخونة الدولة التحى فطن لها الشعب وواجهوها بصدور عارية رافضة تصرفات الإخوان خلال عام الحكم الذي سقط خلاله 470 قتيلا في 26 محافظة وفقا لمبادرة «ويكي ثورة» لتوثيق الأرقام والإحصاءات في ذلك التوقيت.

داء العظمة

مع خروج الإخوان إلى النور أصابهم داء العظمة وحاولوا أن يستولوا على مكاسب ثورة  يناير واستغلال الفوضى الموجودة وقتها لتحويل الدولة إلى ولاية إسلامية معادين كافة فئات المجتمع مستخدمين العنف الجسدي والمعنوي تجاه الجميع.

وخلال أعوام متتالية لم  تسلم مظاهرة أو اعتصام من حالات السحل والضرب والاعتداءات المختلفة سواء بميدان التحرير أو بمحيط قصر الإتحادية أو أمام مكتب الإرشاد التى صورت الكاميرات أعضاء الإخوان يضربون النيران تجاه المتظاهرين من داخل مقر الجماعة مخلفين إصابات جسيمة، فضلا عن أحداث بين السرايات والحرس الجمهوري واعتداءات كرداسة والتي راح ضحيتها العديد من ضباط الشرطة أشهرهم اللواء نبيل فراج الذى أصابته رصاصات الغدر على الهواء مباشرة.

وأبت الجماعة أن تترك ميزان العدالة على اعتداله فكلما شعرت بالخطر استهدفت القضاة والمستشارين فى حوادث متفرقة أبرزها اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات عقب خلعهم من سدة الحكم، وكذلك استهداف المستشار أحمد أبو الفتوح بسيارة مفخخة وزرع قنبلة تحت سيارة المستشار معتز خفاجي ومحاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز، ولم تكف الجماعة عن ذلك بل استهدفت سيارة تقل ثلاثة مستشارين بالعريش ليستشهدوا في الحال.

ولم يفلت الصحفيون من الإخوان فكان لهم نصيب وفير من ضرب وسحل وسرقة معدات خشية من إفضاح الجماعة واعتداءات بالجملة تجاههم والتي في مقدمتهم الشهيد الحسيني أبو ضيف الذي قتل أثناء تغطيته أحداث الاتحادية والذي كان بمثابة أول مسمار في نعش رحيل الإخوان عن السلطة المغتصبة وقتها، والشهيدة ميادة أشرف التي استشهدت أثناء تغطيتها أحداث عين شمس بعدما التقطتها أعين قناصة غادرة  وفى السطور التالية نناقش مع الخبراء تلك الفترة السوداء من تاريخ مصر.

تاريخ دموي

قالت الكاتبة سكينة فؤاد، إن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن تحلم بحكم مصر يوما من الايام وعقب ثورة 25 يناير شعروا أن هذه هي الفرصة الوحيدة للانقضاض على مقاليد الحكم والحصول على شرف رئاسة اكبر دولة عربية فى المنطقة.

وأشارت إلى أن جماعة الإخوان لم ينسوا تاريخهم الدموي في الاغتيالات السابقة ورفعوا شعارات دينية وهم يكذبون كما يتنفسون، لكن الشعب المصري تفطن لهذه الخديعة الكبرى مبكرا وكانوا يتصورون مثلما قال احد قادتهم بأنهم قادرون على حكم مصر 500 عام وتوهموا أنهم امتلكوا هذه الدولة ولم يكن في مخيلتهم أن هذا الشعب شعب واع ومن الصعب الضحك عليه طوال الوقت. 

وأضافت فؤاد أن الإعلان الدستوري كان هو بداية شرارة ثورة 30 يونيو لان هذا الإعلان أعطى الرئيس صلاحيات ونفوذا بالانفراد بالحكم وكان مسمارا في نعش هذه الجماعة التي أراد الله لها ان تنتهي في مصر مثلما أراد أن تكون مصر هي بلد الأمن والأمان في كتابه العزيز.

وأكدت أن المصريين استطاعوا فى ملحمة 30 يونيو ان يلفظوا هذه الجماعة من المجتمع المصرى لفظة بلا رجعة لدرجة ان جميع الوكالات الغربية فى وقتها أشارت الى ان هذه التظاهرات هى الاكبر على مستوى الثورات فى كل الدول سواء العربية أو الأوربية.

من جانبه يكشف النائب خالد عبد العزيز شعبان، وأحد أعضاء برلمان الإخوان في 2012، أن  جماعة الإخوان مارست العنف بكافة أشكاله منذ تدشينها في عشرينات القرن الماضي، وأنهم يزايدون على الآخرين في كافة المجالات، وأنهم خلال جلسات البرلمان الذي من المفترض أنه ضم صفوتهم كانوا يحاولون الاعتداء على الأعضاء المعارضين لدرجة تصل إلى الاشتباك بالأيدي وعدم السماح لهم بإلقاء كلماتهم خلال جلسات البرلمان.

ويضيف أن الجماعة تعمدت ممارسة العنف تجاه المتظاهرين الذين خرجوا اعتراضا على قراراتهم سواء بمحيط قصر الاتحادية أو بمحيط مكتب الإرشاد، وأن ذلك كان أكثر تعبير لفكر جماعة الإخوان في الاعتماد على مليشياتها المسلحة وعدم الاعتراف بفكر الدولة.

ويشير إلى أن الجماعة حاولت شراء أهالى الضحايا الذين سقطوا جراء عنفهم لإعلان أنهم ضحايا الإخوان إلا أن الأهالي رفضت، مستشهدًا بحالة شاب من أبناء دائرته يدعى محمد السنوسى لقي حتفه على يد الجماعة وحاولت الجماعة الاتفاق مع أهله، وأنه - النائب خالد عبد العزيز شعبان- تقدم في تلك الفترة ببلاغات للنائب العام ضد محمد مرسى ومحمد بديع وخيرت الشاطر، موضحًا أن الجماعة حاولت تنصيب نفسها كسلطة أعلى من مؤسسات الدولة وأخونتها.

هوية دولة

قال اللواء يحيى كدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن جماعة الإخوان حركة سياسية تستهدف السلطة أولًا وأخيرًا، لا علاقة لها بالدين، وخلال الفترة التى ساد فيها الحكم الإخوانى لم يشعر المواطن المصرى بأى روحانية في الإسلام، فلقد غير الإخوان كل شيء فى قيم وعادات وتقاليد الشعب المصري، بالإضافة إلى تحقيق أهداف سياسية معينة يتلقونها من خارج البلاد، ولكن قيام ثورة 30 يونيو انقذ هوية الدولة، فكانت جماعة الإخوان هى الأداة التى يتم استخدامها لتنفيذ المخططات الإرهابية وحدوث فتن طائفية طاحنة ينتج عليها تدخل أجنبى سافر وكل ذلك وفق مخطط الإخوان أنقذته ثورة 30 يونيو.

وأوضح كدواني أن جماعة الإخوان لم تكن متقبلة حدوث ثورة 30 يونيو وبدءوا في اللجوء للتخريب، لأن هذا هو أسلوب الجماعة في الوصول إلى السلطة، وتدخل الإخوان فى ثورة 25 يناير فخربوا مؤسسات الدولة وحرقوا المحاكم وأقسام الشرطة وغيرها من الجرائم التي تعد خير دليل على ذلك.

وأكد كدوانى على أن كل هذا فشل بسبب ثورة 30 يونيو التى أنقذت البلاد من هذه الفتنة التى كانت ستقضى على الأخضر واليابس فى البلاد، وحاليًا أصبحت الدولة تخطو  خطوات نحو التقدم والازدهار والمشاريع القومية الضخمة التى يتم إنشاؤها حاليًا، وهذا أكبر دليل على أن مصر قوية ولن تعود إلى الوراء فلدينا قوات مسلحة وشعب متماسك بالوطنية.

جرائم سياسية

أما  د. جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، فقال إن أنصار الإخوان هم من روجوا الأقاويل والشائعات أن الرئيس مرسى يتعرض لمؤامرة كبرى في فترة حكمه، والتي تهدف إلى إفشال مهمته وتعجيزه لخلعه من منصبه ، مشيرا إلى أن تلك الأقاويل التي رددها الإخوان لا أساس لها من الصحة، والتي تهدف إلى خلق سيطرة الرئيس لتخويف وإرهاب المنتقدين، وخلق مناخ عدائي وخنق الحريات والعودة إلى الاستبداد قبل ثورة 25 يناير.

وأضاف زهران ان الإخوان اكتسبوا من الجرائم السياسية مايجعل الشعب الذى يمثل الشرعية أن يطيح بهم، اولها الأخونة التى سيطرت على تفكيرهم ثم الجهل والغرور والغباء وذلك لاستعجالهم للاستحواذ على السلطة وعدم اتاحة الفرصة لشركاء الوطن للمشاركة في السلطة.