حوار| محمد سلطان: عبدالوهاب تنبأ بمستقبلي.. وفايزة أحمد «سرقت قلبي»

الموسيقار محمد سلطان والصحفيه وجيدة عبداللطيف
الموسيقار محمد سلطان والصحفيه وجيدة عبداللطيف

-عبدالوهاب تنبأ بمستقبلي الفني.. ووالدي فشل في إبعادي عنه

-فايزة أحمد «سرقت قلبي» من أول نظرة.. وفريد الأطرش «السبب»

-يوجد فقر في الساحة الغنائية الآن.. وهذا سر استدعاء «السادات» لي

 

فنان من الطراز الأصيل.. قدم للفن ألوانًا عديد من تمثيل، وألحان، وغيرها، ورغم تصنيفه ضمن نجوم الصف الثاني، إلا أنه ظل علامة بارزة في زمن الفن الجميل.. إنه الفنان محمد سلطان، إبن محافظة الاسكندرية، الذي تخرج في كلية الحقوق عام 1960، ثم اتجه بعد ذلك إلى التمثيل، وشارك في بطولة عدة أفلام منها «عائلة زيزى ومن غير ميعاد»، قبل أن يتفرغ للتلحين.


وفى حوار خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»، الصدفة هي التي لعبت دورًا كبيرًا في قصة عشق محمد سلطان وفايزة أحمد التي لم تنتهي حتى بعد وفاتها.. والتقينا الملحن محمد سلطان للحديث عن ذكرياته بين عالم الفن والحياة الزوجية، وعلاقته بفايزة أحمد، وعن سر استمراره في عالم الموسيقى، وإلى التفاصيل... 
 

-بداية.. حدثنا عن سر دخولك الفن ؟
مصر تعد منبع الفن، وأساس الموسيقى العربية، لذلك انطلقت فنياً من مصر أم الدنيا التي أعشق تراب أرضيها، أما أنا فأعشق الفن منذ نعومة أظافري.


-من هو مكتشف محمد سلطان ؟
الفنان محمد عبد الوهاب، فكنت أراه يجلس بمفرده دائما على شاطئ البحر بالإسكندرية، وكنت أنظر إلي عبد الوهاب وكان يسكن في «جليم»، وذات مرة اقتحمت عليه وحدته وكنت ارتدى شورت وقلت له «أنا بحبك»، وأسمى محمد سلطان، وطبطب عليا وقبلني وكنت أبلغ وقتها 11 سنة، وأحضر لي العود عزفت عليه، وتنبأ لى بمستقبل باهر وكبير جدًا.


وعبد الوهاب جاء ذات مرة لوالدي في منزلنا، وقال له: «أبنك له مستقبل كبير وناجح ولا تخفه وشجعه.. سيكون له شأن عظيم مثلي»، فرد عليه والدى قائلا: «مش للدرجة دي، أريد أن أبعده عن الفن وإدخاله القوات البحرية، لكن صمم عبد الوهاب إقناع والدي فتركني لموهبتى حتى لا يكون عقبة فى طريقي، ويوم وفاة عبد الوهاب تأثرت كثيرا وحتى الآن كل صباح ادعو له مثلما أدعو لوالدى تماماً.

 

-ننتقل إلى علاقتك بفريد الأطرش.. وزواجك من فايزه أحمد؟
ارتبط بفريد الأطرش وكنت دائماً عنده نسهر ونسمع الألحان وندندن حتى جاءت «فايزة أحمد» عنده في أحد الأيام، وكانت المرة الأولى الأولى للقائي بفايزة، خطفتني من أول نظرة، ونظرت إليها ولم استطيع إبعاد نظري عنها رغم أنني خجول، لكنها سرقت قلبي عند فريد الأطرش، وأحببته أكثر لأنه السبب بمعرفتي بمحبوبتى .

 

-ومن فايزة أحمد إلى علاقتك بنجوم الزمن الجميل وخاصة كوكب الشرق وحليم.. حدثنا عنها؟

كان يوجد مشروع تعاون لتلحين أغاني للفنان عبد الحليم والفنانة أم كلثوم ولكن لم يكتمل ولم يسعفنى الوقت، وكله بإرادة الله سبحانه وتعالى، والآن لو قمت بتلحين شئ في رأيي ألحن لسميرة سعيد وهاني شاكر وثروت ونادية مصطفي وغيرهم والكثير من المطربين.

 

-من الفنان الذي يمكنك اختياره ليجسد سيرتك؟
لا أستطيع أن أختار فنان تحديداً يجسد شخصيتي الآن، فأترك ذلك للمخرج، فأنا لا أتدخل في عمل احد وتخصصه، لكن لماذا لا يتم العمل وأنا على قيد الحياة وأجسد شخصيتي بنفسي، وأنا متواجد الآن وأرحب بتلك الفكرة جدًا.

 

-ما هى أغنية فايزة أحمد المحببة لقلبك؟
الأغنية المفضلة عندي وعند فايزة، هي «بكرة تعرف يا حبيبي»، وهي كلمات «عمر بطيشة» الله يعطيه الصحة، فهو كتب لي أغاني كثير حلوة وقصيرة، وهي من الأغاني اللي نجحت، وأيضًا أغنية «ست الحبايب» التي ترتبط بذكرى عيد الأم فى مصر من ألحان محمد عبد الوهاب وكلمات حسين السيد، قامت فايزة بغنائها قبل معرفتي بها، وهى أغنية معروفة لدى الجميع.


وقبل تلحيني لأي أغنية كنت دائما أشعر بها تحرك مشاعري وتحمسنى للتلحين، فالإبداع والموهبة من عند الله، فالله هو الوهاب فبداخلي أحاسيس موسيقية تخرج مع أغاني فايزة.


-هل أنجبت أولادًا من فايزه أحمد ؟
نعم أنجبت والدين «توأم» عاش مع والدي وأمي في الإسكندرية، وأنا وفايزه كونا منغمسون فى العمل ليل نهار، وبعد أن أخذوا التوجيهية سافروا إلى فرنسا، وأصبحوا أهم أطباء فى فرنسا وذلك كان حلم فايزه وحققته «الحمد الله».

 

-هل أولاد «محمد سلطان» متزوجين؟
فى الحقيقة لا أستطيع إجبار أحد منهم على الزواج، لأن لا أحد من أهلى أرغمنى على الزواج من فايزة، كان باختيارى، وأتمني أن يزفوا لي خبر زواجهم السعيد.


-هل انفصلت عن فايزة مثل ما قيل؟
لم أنفصل عن فايزة، كان هناك مجرد خلاف بين زوجين يومين فقط ورجعنا لبعض، لم استطيع البعد عنها ولا هي أيضا، فالشائعات ظلت تطاردنا.


  
-ما سر ارتباطك بالقطط السوداء؟
أنا محب لآثار بلدي وأمن بأن هناك سر في القط الأسود، لذلك كان أجدادنا الفراعنة يحترموه ويقدسوه، ولاحظت من عشرتي لهم أنني عندما أحزن يحزن قطي، وعندما أفرح يفرح، فأرتبط بهم بسبب لغز فيهم لا أعرفه، وأحب أيضا الكلاب، وكان لدي 17 حصانًا عربيًا أصيلًا احتفظ بهم، لكن للأسف لم أستطع رعايتهم، فبعتهم لخوفي عليهم . 


- ما الذي يبكي محمد سلطان ؟
أي شئ غير إنساني يبكيني، والفراق يبكيني أيضًا، فعند وفاة عبد الوهاب وفريد الأطرش وفايزة أحمد تأثرت، فأنا لا أتحمل أنا يتركني أحد، فأرتبط بالناس ذهنيا وعاطفيا وإنسانيا، «بحس أنهم قطعوا جزء من جسمي، ومرت فترة طويلة حتى تمكن من الرجوع إلى حياتي الطبيعية، فأنا لا أنسي المواقف الحزينة».
 

-من هو المطرب الشعبي الذي تحبه ؟
لا أستطيع أن أضع الوسط الفني تحت «ميكرسكوب»، فالوضع الآن تغير ولا يوجد عبد الحليم ولا فايزة، الآن يوجد فقر في الساحة الغنائية فالموسيقى والغناء واحد وله قدره وقيمته، فالراقي سيظل راقي ويستمر طول العمر ومدى الحياة، والجيل الحديث يفتقر إلى الثراء الكمى المتواجد قديما، وأتمنى أن يوجد فن كثير وأجيال حديثة فى نفس مستوى الأجيال القديمة.


ولكن هناك العديد من المطربين الجيدين من بينهم هانى شاكر، محمد ثروت ،نادية مصطفي ، سميرة سعيد ،وأصالة وغيرهم ولكن لا يكفوا الساحة الآن ، فنحن بحاجه إلى أشخاص أمثالهم كثيرون.

 

- ومن الفن للسياسة.. كيف كانت علاقتك بالرئيس السادات؟
طلب السادات يومًا مقابلتي فأرتبكت، وركبت معه سيارته المتوجهة إلى منزله بمدينة القناطر الخيرية، وقتها جلست بجانب رئيس مصر في السيارة، وإذ فجأة طلب مني أن ألحن وأغنى، فهو كان رئيس ذا ذوق فريد وممتاز، وبعد هذا اللقاء أصبحنا أصدقاء، فأمر عليه كل أسبوع في نفس المكان ونفس التوقيت.

 

-وأخيرًا.. ما هو التكريم الذي تنتظره؟
لا أنظر إلي تكريم ولا أنتظر مالًا، فتكريمي الحقيقى هو ألحاني وفني، وتخليد اسمي واسم فايزه أحمد، فلا يوجد تكريم أفضل من حب الناس لي.