أثري: الرياضة تحتل في مصر الإسلامية مكانة كبيرة وأشهرها لعبة «الكرة والعصا»

 الأثري سامح الزهار
الأثري سامح الزهار

كشف الأثري سامح الزهار، المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية، عن احتلال الرياضة في مصر الإسلامية مكانة كبيرة بين ما يمارسه المصريون يوميا، خاصة فيما يتعلق بالمباريات والسباقات ذات الطبيعة التنافسية.


وقال الزهار، في تصريحات، اليوم،  قبيل ساعات من انطلاق فعاليات بطولة الأمم الإفريقية - إن من أشهر الألعاب التي عرفت في مصر في العصور الإسلامية لعبة (الكرة والعصا) أي ما يعرف بلعبة (البولو) حاليا، حيث كان هذا الشكل من استخدام الكرة في الألعاب هو السائد في مصر، أو ما يمكن أن نطلق عليه اللعبة الشعبية الأولى، إضافة إلى ممارسة الطبقة العليا لها.


وأضاف أن لعبة (الكرة والعصا) اشتهرت في العصر المملوكي لكن لم تكن بدايتها في مصر، فقد اهتم أحمد بن طولون بتشييد ميدان كبير لممارسة تلك اللعبة خارج مدينة الفسطاط، كما احترف اللعبة الوزير (شاور) في العصر الفاطمي، وأنشأ لها الصالح نجم الدين أيوب ميدانا عرف بالميدان الصالحي.


وأوضح الزهار أنه في زمن المماليك خُصص للعبة أمراء أي ما يعادل وزراء حاليا يشرفون عليها، وكانت وظيفة الأمير تسمى (جوكندار) أي حامل العصا التي تستخدم في ضرب الكرة، حتى أصبحت مع الوقت تلك العصا هي رمز أو شعار لوظيفة (الجوكندار)، ووضعت على (الرنوك) الخاصة بهؤلاء الأمراء، وتوجد تلك (الرنوك) على عدد من الآثار الإسلامية في مصر، منها مدرسة قراسنقر المنصوري بشارع الجمالية، حيث يوجد في أعلى بعض شبابيك الواجهة (رنك الجوكندار) محفورا في الحجر.


وأكد أن لعبة (الكرة والعصا)، لم تكن اللعبة شعبية فحسب بل مارسها سلاطين المماليك مثل المعز أيبك والسلطان الغوري، وأعدوا لها الميادين، ويذكر المؤرخون أن تلك اللعبة كانت تمارس يوم السبت من كل أسبوع بشكل رسمي، وكانت مقاييس الملاعب غالباً طول ألف ذراع وعرض ١٠٠ ذراع، والأرض مستوية حتى لا تعيق الفرسان، كما كان ميدان الرميلة (القلعة) أحد أهم وأشهر الأماكن التي شهدت ممارسة تلك اللعبة، كما استخدمت منطقة صحراء المماليك في نفس الغرض.