خبراء: زيارة السيسي لرومانيا انطلاقة جديدة للعلاقات بين البلدين

خبراء: زيارة السيسي لرومانيا انطلاقة جديدة للعلاقات السياسية والتجارية
خبراء: زيارة السيسي لرومانيا انطلاقة جديدة للعلاقات السياسية والتجارية

أكد عدد من شيوخ الدبلوماسية المصرية على أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى العاصمة الرومانية بوخارست باعتبارها انطلاقة جديدة تعيد إحياء للعلاقات بين البلدين التى يمتد تاريخها لأكثر من 100 عام بالإضافة إلى وجود آفاق كبيرة للتعاون فى ظل تزامن رئاسة مصر للاتحاد الافريقى مع رئاسة رومانيا للاتحاد الأوروبى.


أكد السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق على أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى رومانيا باعتبارها تتزامن مع رئاسة رومانيا للاتحاد الأوروبى والرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى.

 

وتشمل القمة المصرية الرومانية بحث البعدين الأفريقى والأوروبى وتعزيز الشراكة بين القارتين فى كافة المجالات مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وهى قضايا تركز عليها مصر فى رئاستها للاتحاد الافريقى، واضاف ان زيارة الرئيس ومباحثاته فى رومانيا ستكون ناجحة مثلما كانت فى بيلاروسيا.


وأشار إلى أن علاقات القاهرة وبوخارست تخطى عمرها 100 سنة وتميزت بفترات من ازدهار العلاقات معتبرا زيارة الرئيس إلى العاصمة الرومانية انطلاقة جديدة لعلاقات البلدين، خاصة أن رومانيا كانت ولازالت من أكبر المؤيدين للطرح المصرى فى قضايا الأمن والسلم فى العالم والشرق الأوسط سواء على المستوى الاوروبى أوالدولى.


من جانبه، أوضح جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الزيارة تأتى فى إطار جهود مصر لاستعادة صلاتها بدول شرق أوروبا والاتحاد الأوروبى السابق، وتفعيل لملفات شبه مجمدة بعد سنوات من تراجع العلاقات المصرية مع تلك الدول، واعتبر أن العلاقات التاريخية مع رومانيا التى تخطت 100 سنة لها طابع خاص حيث كان لرومانيا دور فى الاتصالات بين الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين للتوصل إلى اتفاقية السلام 1979.


وأكد ان تزامن رئاسة مصر للاتحاد الافريقى ورومانيا للاتحاد الاوروبى تفتح الباب أمام مناقشة القضايا الإقليمية والدولية مثل مكافحة الهجرة غير الشرعية ومحاربة الإرهاب، وأشار إلى ان السوق الرومانى سوق جيد وواعد يمكن لمصر الاستفادة منه تصديراً واستيراداً فى ظل كونه جزءا من الاتحاد الأوروبى، إلى جانب ازالة العوائق التجارية والجمارك بين مصر والاتحاد الأوروبى.


وأكد السفير علاء الحديدى سفير مصر الأسبق فى رومانيا أن زيارة الرئيس السيسى تأتى فى إطار تحركات مصر على الساحة الأوروبية خاصة فى ظل رئاسة رومانيا للاتحاد الأوروبى وشارك الرئيس الرومانى فى القمة العربية الأوروبية فى شرم الشيخ وبالتالى من المهم استمرار التواصل مع رومانيا فى ظل العلاقات التاريخية بين البلدين وإمكانية احياء التعاون الاقتصادى والتجارى بين القاهرة وبوخارست.


وأشار إلى ان هناك آفاقاً كبيرة لإمكانية التعاون الصناعى بين البلدين خاصة أن الجرار الرومانى مشهور جدا فى الريف المصرى كما أن مصر من أكبر المستوردين للقمح الرومانى.


وفي نفس السياق أجمع خبراء الاقتصاد على أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى رومانيا، مضيفين أن لها مكاسب اقتصادية عديدة لمصر، بما ينعكس على التبادل التجارى وكذلك الاستثمارات، وأوضح الخبراء أن الزيارة تعكس توجه مصر من خلال توسيع التعاون المصرى مع دول شرق أوروبا وفتح آفاق جديدة للتعاون.


فى البداية أكد د. وليد جاب الله الخبير الاقتصادي؛ أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لرومانيا والتى تعكس التوجه المصرى من خلال توسيع التعاون المصرى مع دول شرق أوروبا، وأوضح، أن زيارات الرئيس الخارجية تكون فرصة لتوطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية والتجارية.


وقال إن التعاون الثنائى بين مصر ورومانيا يشمل المجالين الاقتصادى والتجارى اللذين شهدا تحسناً فى العامين الماضيين، ومن المنتظر أن يصل التبادل التجارى لأكثر من مليار دولار بنهاية هذا العام بزيادة 100٪ مقارنة بالعام الماضى، حيث تحتل مصر المرتبة الأولى للصادرات الرومانية فى إفريقيا والشرق الأوسط إلا أن العجز بالميزان التجارى لازال قائماً بسبب الارتفاع المُتزايد للصادرات الرومانية إلى مصر بقدر يفوق الارتفاع السنوى لقيمة الصادرات المصرية إلى رومانيا.


وأضاف أن رومانيا تحتل المرتبة «40» بين الدول المستثمرة فى مصر، وبلغ حجم الاستثمارات الرومانية حتى عام 2017 نحو 223.9 مليون دولار، موزعة على 60 مشروعا استثماريا متنوعا، وتحظى المشروعات السياحية بالنصيب الأكبر، حيث تساهم الاستثمارات الرومانية فى 8 شركات سياحية كبيرة، وفى القطاعات الصناعية تشارك رومانيا فى 14 شركة، وهناك 24 شركة خدمية، بالإضافة إلى أن حجم استثمارات فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وفى قطاع الإنشاءات ثم قطاع الزراعة.


ومن جانبها قالت د. نور الشرقاوى الخبيرة الاقتصادية؛ أن الزيارة تعتبر انطلاقة قوية وتأكيد على التعاون بين البلدين على المستوى الدولى والاقليمى وخطوة هامة لتعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين حيث تتولى رومانيا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبى، بينما تتولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى مما يدعم اتخاذ القرارات فيما يخص الاتحادين.


وأضافت أنها كذلك تأتى لتشجيع وتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتشجيع رجال الأعمال والشركات الكبرى وتحقيق الاستفادة القصوى من المزايا العديدة التى تمنحها مصر للاستثمار الأجنبى والاستفادة من الشراكة داخل السوق المصرى والأسواق الإفريقية.