حكايات| محمد سلطان.. موسيقار «تتسلطن» القطط والخيول بألحانه

محمد سلطان.. موسيقار «تتسلطن» القطط والخيول بألحانه
محمد سلطان.. موسيقار «تتسلطن» القطط والخيول بألحانه

رحل الثلاثي الأقرب إلى قلبه «فريد الأطرش، محمد عبدالوهاب، فايزة أحمد»، ثم أجبره التزامه بالوصية على إرسال ابنيه لدراسة الطب في فرنسا، حتى لم يتبق لمحمد سلطان شيئًا يلامس أطراف قلبه أفضل من ألحانه وذكرياته وعشقه غير العادي لتربية القطط والكلاب والخيول. 

 

قبل 82 عامًا، خرج إلى النور الفنان والملحن محمد سلطان بين أحضان الإسكندرية، وتحديدًا في يوم 20 يوليو 1973، ليتم الإعلان عن موسيقار أجيال جديد بخلفية قانونية و«محامي» عاشق لكلية الحقوق.

 

شاب وسيم لم ينتظر كثيرًا بعد تخرجه في جامعة الإسكندرية، لينضم إلى فريق فيلم عائلة زيزي، بعده انتهاء الدراسة بـ 3 سنوات فقط، وتحديدًا في عام 1963، حيث قدمه مخرج الفيلم كـ«جان الستينيات» أمام الفنانة الراحلة سعاد حسني؛ غير أنه ترك كل هذا خلفه، واكتفى بالتلحين صديقًا دائمًا له.
  


بين هرمين في التلحين، وجد «سلطان» نفسه واقفًا في منتصف دائرة موسيقية صعبة، إذ موسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب الذي اكتشفه، والصديق الأول فريد الأطرش، الذي كان بمثابة جسر ربطه بقلب الفنانة الراحلة فايزة أحمد.. قصة العشق التي لم تنته رغم سنوات من وفاتها.

 

اقرأ حكاية أخرى| فنان بـ«لسان مقطوع».. إنقاذ محمد رشدي من الموت للغناء

 

بكى «سلطان» مع كل مغادرة لأضلاع هذا المثلث، لكنه لا يزال ينفعل كل ما ردد أحدهم أنه انفصل عن «فايزة»؛ إذ يتحدث الرجل: «لم يحدث طلاق، كان مجرد خلاف زي أي زوجين ورجعنا تاني.. حبنا كان أكبر من أي خلاف».

 

 

غادرت «فايزة» دنيا محمد سلطان؛ لكنها تركت له طفلين ووصية، يفتخر بأنه حققها كل ما تركز كلماتها: «نفسي يطلعوا دكاترة.. الحمدلله تحقق حلم فايزة».

 

اقرأ حكاية أخرى| «زمارة» هاني شاكر.. «العندليب» يفضح أكذوبة الفنان الصاعد!

 

غادر الطبيبان ابنا محمد سلطان إلى فرنسا، إلا أن نجاحهما لا يزال يمثل «الأكسجين» الذي يتنفس منه هذا الفنان التسعيني، وإن كان يتمنى زواجهما، إذ يحرص على السفر إليهما دائمًا لرؤيتهما. 

 

 

حالة غريبة تربط الفنان محمد سلطان بالقطط السوداء، حيث يتحدث عنها، قائلا: «أنا محب لآثار بلدي جدًا، وأؤمن أن هناك سرًا في القط الأسود، لذلك كان أجدادنا الفراعنة يحترموه ويقدسوه، ولاحظت من عشرتي له ذلك، فعندما أحزن يحزن وعندما أفرح يفرح، ارتبط به بسبب لغز فيهم لا أعرفه».

 

اقرأ حكاية أخرى| «الكادر الأخير».. فنانون دفعهم الاكتئاب لـ«رقصة الموت الصامت»

 

حب سلطان للحيوانات الأليفة لا يتوقف عند القطط فحسب؛ بل يمتد إلى الكلاب والخيول.. «كان لدي 17 حصانًا عربيًا أصيلًا أحتفظ بها؛ لكن للأسف لا أستطيع رعايتها فبعتها لخوفي عليها».

 

 

يؤمن الفنان محمد سلطان بأن تواجد هذه الحيوانات في حياته كان داعمًا لصدق مشاعره في الألحان، فلا يوجد أوفى من الحيوان لصاحبه في العالم، على حد قوله.

 
«لا أتحمل أن يتركني حد ويمشي.. أرتبط بالناس ذهنيا وعاطفيا وإنسانيًا.. عبدالوهاب والأطرش وفايزة ماتوا وكل حد فيهم قطع حتة من جسمي ومشي».. لم يجد الملحن الكبير محمد سلطان أفضل من تلك الكلمات لتجسيد حياته.