«دُفعة» محمد صلاح.. ودولة البطولة

عمر البانوبي
عمر البانوبي

لم يكن يتخيل أحد، أن الجيل الذي استطاع التتويج بأمم إفريقيا لثلاث نسخ متتالية سيفشل في بلوغ نهائيات كأس العالم، حتى جاء الرابط الوحيد بين هذا الجيل وتاليه، فكان محمد صلاح، نجم مصر وليفربول الإنجليزي، بابا نويل الكرة المصرية الذي ربط بين جيلين، واستطاع أن يحمل على كتفيه مسؤولية حلم الجمهور المصري في العودة للمونديال بعد غياب 28 سنة في روسيا عام 2018.

 

محمد صلاح ودفعته من لاعبي منتخب مصر الذين شاركوا في أولمبياد لندن 2012، ثم تبعهم جيل جديد من الشباب، أصبحوا نواة منتخب كبير يحمل أحلام المصريين في العودة لمنصة التتويج بالمونديال الإفريقي، وإعادة الكأس التي غابت منذ العام 2010 عن خزائن الكرة المصرية الزاخرة ببطولات مماثلة.

 

خصوصية "دفعة" محمد صلاح في أنهم ولدوا من رحم المعاناة وخلال فترة توقف وفشل كبير لكرة القدم المصرية بين عامي 2011 وحتى 2016، هم أبناء جيل صدّق أحلامه فصدقت معه في وعودها بكتابة التاريخ، على الرغم من كل الأزمات والإحباطات ولحظات الإنكسار، وهو ما تبحث عنه مصر كلها في وقتنا الحالي على مختلف المستويات.

 

ولأن محمد صلاح هو ملهم هذا الجيل، نجح مع دفعته في قيادة منتخب مصر للعودة لأمم إفريقيا في نسختها السابقة بالجابون عام 2017 والوصول إلى المباراة النهائية، وقاد الفراعنة للظهور الأول في كأس العالم التي استضافتها روسيا في العام الماضي 2018، وحضرت الروح الغائبة عن كرة القدم المصرية في مشهد العودة بعد الإنكسار بتلقي شباك الفراعنة هدفًا سجله المنتخب الكونغولي قبل دقائق من نهاية مباراة التأهل للمونديال، وسقط الملهم أرضًا لكنه استعاد عافيته فورًا وحث الجماهير على الهتاف باسم مصر حتى سجل هدف التأهل والإنجاز.

 

تخطى محمد صلاح كونه أبرز لاعبي كرة القدم المصرية على مر تاريخها، ليصبح رمزا لبلاده وواجهة لها في مختلف المواقف أمام العالم أجمع، وهو أقصى ما يمكن لأي رياضي أن يصل إليه في مشواره مهما حقق من بطولات وأرقام قياسية.. وهنا تكمن قيمة محمد صلاح.

 

ليس مطلوبا من الجماهير أو اتحاد الكرة سوى رفع الضغوط عن هذه المجموعة من اللاعبين وأن يضع الجميع الثقة في محمد صلاح ودفعته من لاعبي المنتخب الوطني ومن انضم إليهم من الجدد والقدامى ليسطروا تاريخا جديدا لكرة القدم المصرية على أرض الهرم والنيل.

 

أمم إفريقيا فرصة للدولة ولنا، لنثبت للعالم أنها بطولة دولة وأننا سنظل دولة البطولة مهما كانت الظروف.. تحيا مصر.