قصص وعبر| المراهقة.. والاغتصاب الكاذب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الواقع أحيانا يكون أغرب من الخيال، حالة شاذة تطفو على مسرح الجريمة في مجتمعنا لم يكن يعرفها من قبل، حيث تمر الفتاة ابنة الـ١٧ عاما بأخطر مراحل المراهقة التي لا تستطيع خلالها تمييز مشاعر الحب الحقيقية وتملكتها نزعة تمردية تقودها إلى الانزلاق في هوة الانحراف وارتكبت جريمة أخلاقية بعدما وصل بها الحال إلى حد التولع بصديق أبيها الذئب البشري الذي يكبرها بـ٣٠ عاما ضاربا أيضا بعرض الحائط كل القيم والمبادئ وبعد أن ائتمنه أبيها ووثق فيه وأصبح صديق العائلة.


تعددت زيارات الصديق الذئب لأسرة الفتاة التي أعجبت به فحديثه ما أشهى ما يكون الحديث، وصوته يتدفق بنغمات تمتزج بالنعومة فيدق لها القلب، كلماته كقطرات الندى الذي يتساقط على أوراق الشجر، تأجج الحب في قلب الفتاة وانساب في عروقها، وأصبح في صدرها شيطان لا ينام تراود مخيلتها بأنه فارس أحلامها تبيت ليلتها في عينيها طموح استبق زمانها.

استغل الصديق الذئب حبها وشغفها به، ونسج خيوطه حولها ونشأت بينهما علاقة عاطفية في الخفاء فقدت على إثرها عذريتها.

جلسا سويا بعدما ارتديا عباءة إبليس ورسما خطتهما معتقدين بأنها طوق النجاة ويتمكن من الزواج منها.

 توجهت الفتاة وبصوت يجأر بالشكوى ومرارة تكتمها بين جوانحها تروي للمقدم كريم سمير رئيس مباحث قسم أول الشيخ زايد ماساتها مع ٣ أشخاص قاموا باختطافها واعتدوا عليها، وبذكاء رئيس المباحث وجه لها بعض الأسئلة بعدما أثارت روايتها الشك بداخله، وانتقل على الفور بمصاحبة معاونيه وإخطار اللواء محمد عبد التواب نائب رئيس الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وقام بتفريغ الكاميرات الموجودة والقريبة من مكان الواقعة، ومناقشة رواد المنطقة التي تعرضت بها الفتاة للاعتداء، واكتشف عدم وجود سيارة بنفس الأوصاف التي أدلت بها.

وحانت ساعة الصفر، وبأسلوب الواثق واجهها رئيس المباحث بما أسفرت عنه التحريات وعدم صحة أقوالها، وقام باستدعاء والدها الذي وقعت المفاجأة فوق رأسه كالصاعقة عندما انهارت الفتاة واعترفت بالحقيقة وذكرت بأنها تربطها علاقة عاطفية بصديق أبيها منذ فترة، وأنهما اختلقا واقعة الاغتصاب الكاذب، كي يتمكن الصديق الذئب ويتقدم للزواج منها بدافع التستر عليها حتى يقبل والدها رغم فارق السن بينهما.

تم تحرير المحضر اللازم واتهم والد الفتاة صديقه بأنه غرر بها والاعتداء عليها، وأحيلا إلي النيابة التي تولت التحقيقات.