المهندس عبد المنصف الرفاعي.. قصة «ترقية ميت»

 المهندس الراحل عبد المنصف الرفاعي
المهندس الراحل عبد المنصف الرفاعي

«الترقية والموت» عكسان متنافران يصعب تحققهما في حالة واحدة، «فالترقية» حب للحياة والموت دخول في العالم الآخر يغيب صاحبه عن دنيا الناس.. هذه كانت حالة المهندس عبد المنصف الرفاعي، رئيس جهاز الفيوم الجديدة الذي غيبه الموت اليوم الإثنين.

 

«ألف مبروك» كلمة لم يمر عليها سوى ساعة واحدة سمعها بأذنه من كثير من محبيه، فرح بها شعر بالتهاني من القريب والبعيد بالمنصب الجديد، لكنه كان لا يعلم أن هناك عبارة أخرى تنتظر أسرته وأقاربه لن يسمعها هو، هم فقط من يسمعونها، ففارق الحياة قبل أن يدخل مكتبه الجديد.     

 

لم يعلم وزير الإسكان، حين وقع قرار ترقيته أن هناك قرارا إلهيا آخر توافق صدوره في نفس اليوم والساعة، لم يعلم أنه سيصدر قرار تعيين لم ولن يتحقق، إنها «ترقية ميت»، اليوم الذي أعلن فيه «الرفاعي» عن ترقيته، هو ذات اليوم الذي أعلن فيه محبوه وأقاربه وكل من يعرفه أنه غاب عن الحياة.

 

حالة من الذهول والدهشة والحزن أصابت أقارب وأصدقاء رئيس جهاز الفيوم الجديدة، فبعد أن هنئوه بمنصبه الجديد وهو رئاسة لجنة البت بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، تبادلوا كلمات التعازي والحزن، يقول الكاتب الصحفي محمود الجندي، رئيس تحرير صحيفة «أسكان مصر» المتخصصة في الشأن العقاري، عبر «فيسبوك»: «أنا مش مصدق.. لسه خبر الترقية مكملش ساعة وقدر الله نفذ».

 

صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بدلا من أن تمتلئ بالتهاني على المنصب الجديد، لم يمهلها طائرة الموت، فأضحت صفحة عزاء ورثاء، على المقام الأخير، لتعلن أسرة الفقيد أنه سيتم تشييع الجثمان من منزله بمدينة العبور اليوم، وسيواري جثمانه بمسقط رأسه في مدينة زفتي بمحافظة الغربية.