الحرب على البلاستيك| عم عطية صانع الأكياس «بطل» من «ورق»

الحرب على البلاستيك| عم عطية صانع الأكياس «بطل» من «ورق»
الحرب على البلاستيك| عم عطية صانع الأكياس «بطل» من «ورق»

على كرسي مصنوع من الخشب وأمامه أفرخ من ورق الكرافت، وإلى جواره إناء من البلاستك بداخلة عجينة صنعة من مواد طبيعية.. هذه هي كل أدواته  لصناعة أكياس الورق.

 

فور وصولك شارع قصر الشوق بمنطقة الحسين التاريخية بالقاهرة، والتي دارت حولها أحداث الفيلم الشهير«قصر الشوق»، والذي حمل بين طياته مشاهد للحياة وقتها، هنا لا يزال عم «عطية» ذات الـ56 عاما، صانع «الأكياس الورقية» التي كان يُحمل فيها الخضروات والفاكهة، يذكرنا بالزمن الجميل في ذات المكان الذي يحمل عبق الماضي ورونقه، ليجذبك لحنين الذكريات، ويعود بذاكرتك 50 عاما للوراء، حيث كان الشارع ممتلئ بالحرف اليدوية والصُناع المهرة.

 

 

ففي عالم مليء بالأكياس النايلون، قرر عم عطية عبد العزيز محمد، أن يتحدى الزمن وأن يحافظ على الكيس الورق، من خلال مهنته التي ورثها عن والده ليكسب منها رزقه ويخدم البيئة التي يعيش فيها دون أن يقصد.

 

وبين أكوام من الورق يحكي لنا عم عطية ، رحلته مع الكيس الورق ، وكيف حافظ على مهنته وتصدى للكيس النايلون.

يقول عم عطية: "صناعة أكياس الورق توارثتها من والدي نقلا عن جدي، وبعد وفاة جدي بدأت أنزل الورشة مع ووالدي و شقيقي الأكبر، وتعلمت صناعة الأكياس الورقية منذ كان عمري 6 سنوات، ولكثرة الطلب على هذه الأكياس قبل ظهور الكيس النايلون من أصحاب محلات الجزارة والعطارة والبقالة تركت دراستي ولم أكمل مرحلة التعليم الأساسي".

 

وأوضح عم عطية وهو يتابع عمله في صناعة الأكياس الورقية، أن الصناعة تعتمد بشكل أساسي على ورق الكرافت، وآلة لتقطيع الورق، و «دقيق و نشا ومياه مغلية» لصناعة مادة طبيعة للصق الكيس الورقي، نموذج لحجم الكيس.

 

وتابع: "تتم مرحلة تصنيع كيس الورق على 5 مراحل «التفصيل- واللف- والتطبيق- والتنى- واللزق»، وأصنع عبوات من نصف كيلو إلى عبوة 10 كيلو".

«الكيس النايلون»

يوضح عم عطية: "عند ظهور الكيس النايلون بدأت صناعة الأكياس الورقية تندثر، واختفت معها الأيد العاملة ، حتى أنا قررت أن أدخل في صناعة الكيس النايلون لكن توقفت لأن الجميع يعرف صناعتنا للكيس الورق وبالتالي الطلب على الكيس النايلون كان ضعيفا".

 

وأضاف: "في السنوات الأخيرة بات الطلب على الكيس الورق، يصعد من جديد، فزبائني من العطارين وأصحاب المقالات وذلك لأن الكيس الورق لديه قدره على الحفاظ على القيمة الغذائية".

 

ويؤكد عم عطية، أن الأكياس الورقية صحية، وجميع المواد المستخدمة في صناعتها طبيعية ، والورق من الشجر و اللصق من النشا على عكس الأكياس البلاستيك.

 

يصمت لحظات؛ ويقول: "أكثر مخاوفي أن تندثر هذه المهنة نظرا لقلة اليد العمالة، فقد حاولت أن أستقطب ابني للعمل معي بالورشة للحفاظ على مهنة صناعة الورق، لكنه رفض نظرا لأن المردود المالي ضعيف".

 

ويختتم عم عطية حديثه، بفكرة يرى أنها المخرج للحفاظ على مهنته وهي أن تكون هناك في التعليم الثانوي الصناعي قسم مخصص لتعليم صناعة الأكياس الورقية.

 

«أخطار البلاستيك»

يقول رئيس المركز القومي للبحوث سابقا، الدكتور هاني الناظر، عبر صفحته على فيس بوك: "لا يوجد ضرر أو خطورة على الصحة من حفظ أي طعام أو فاكهة أو خضراوات طازجة في أكياس بلاستيك، ووضعها في الفريزر".

 

ويضيف: "الخطورة تأتي من حفظ الأطعمة أو السوائل وهي بحالة ساخنة في أكياس بلاستيك لأن الحرارة العالية تؤدي إلي تسرب مادة الدايوكسين من البلاستيك، وهي مادة خطيرة على صحة الإنسان،إذن لا خوف من حفظ أي طعام في أكياس بلاستيك في الفريزر".

 

وتتمثل خطورة المواد البلاستيكية في المواد المكونة للبلاستيك والمواد المضافة،  التي تدخل في العديد من الصناعات التي يستخدمها الإنسان بشكل مباشر والتي تتحول إلى المواد السامة عند تعرضها للحرارة أو لحرارة الأطعمة و الأشربة.

 

فتعرض البلاستيك للحرارة، يعرض الإنسان إلى العديد من الأمراض منها، الإصابة بمرض السكري، والإصابة بالعقم، واضطراب في الغدد والهرمونات، وضعف الجهاز المناعي ومشاكل جلدية.

 

أيضا من أخطار المواد البلاستيكية؛ زيادة تخزين الدهون، فالمواد في البلاستيك تذوب بسهولة في المواد الدهنية داخل الجسم.

 

وتعد مخلفات البلاستيك صعبة التحلل، مما يزيد من تراكمات القمامة في البيئة، وملوِّث للهواء والتربة والماء نظرًا لاحتوائه على مواد تتسرب فتسبب التلوث والتسمم وبالتالي موت الحيوانات والكائنات البحرية، كما أن دفنه يُفقد التربة خصوبتها وبالتالي يسبب تلف المزروعات، وانسداد المجاري المائية، مما يتسبب بالفيضانات وخاصة في أنظمة الصرف الصحي عند حدوث الأمطار.

 

«فؤاد الكيس الورق»

يوجد الكثير من المميزات التي تجعل الكيس الورق بديلا لكيس البلاستيك، أهمها أن الأكياس الورقية لا تحتوى على مواد ضارة قد تنتقل إلى المواد الغذائية، كما أن الورق  لا تتأثر جودته بالحرارة أو التجميد، وكل تلك الميزات جعلت من خيارا جيد ليكون بديل كيس البلاستيك.