حكايات| أفراحهم «في المشمش».. عيدية المحصول بعد غياب في جيوب أهل «العمار»

أهل العمار خلال جمع محصول المشمش
أهل العمار خلال جمع محصول المشمش

تعودنا أن نقول لأي شيء نستبعد حدوثه أن نقول «في المشمش» ، وقد تنطبق تلك المقولة على أغلب الحالات باستثناء أهل قرية العمار، فكل أحلامهم وأفراحهم ومشروعاتهم الحياتية تتحقق فقط «في المشمش»، وخاصة الموسم الحالي لأن إنتاج المشمش بقرى العمار الكبرى ومنشية وكفر العمار التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية.

 

هذا العام شهد تحقيق إنتاجية وفيرة، بعد ثلاث سنوات تعرض فيها المحصول للانهيار بسبب العوامل المناخية، وانتشار ذبابة الفاكهة والصرف المغطى الذي أصاب الأشجار بالجفاف، وتساقط الأوراق والأزهار وتكبد المزارعون خسائر كبيرة، وجاء الموسم الحالي ليعود بالمحصول إلى سابق عهده، ويقدم أحلى «عيدية» لمزارعيه، وأدخل الفرحة والبهجة والابتسامة على أهالي تلك القرى بعد السنوات الثلاث العجاف .

 

اقرأ حكاية أخرى| قرية نجريج «العالمية».. «الياسمين» الذي سبق محمد صلاح لأوروبا

 

ومن داخل قرية العمار الكبرى يؤكد لنا حجاج طلبة مزارع 55 عاما، أن المحصول تعافى هذا العام وأدخل الفرحة على المزارعين بعد الإنتاج المبشر بالخير، وبعد خسارة دامت 3 سنوات بسبب الهجوم الحشري وانسداد الصرف المغطى مما جعل المياه تطفو على سطح التربة وتحرق الأشجار بسبب الرطوبة، والتي أدت إلى تراجع الإنتاج أثناء فترة التزهير، ويوضح طلبة هنا أن «مشمش العمار» يعد الموسم الذهبي لأهالي القرية، ففيه يعمل الكبير والصغير، ويعتبره الفلاحون عيدا لهم، كما يعد موسم الزواج بالقرية، ويتم خلاله تجهيز العرائس للزواج.

اقرأ حكاية أخرى| حيوانات مفترسة في «غرفة الإنعاش»

ويشير إلى أن شجرة المشمش حساسة لا تحب المياه الكثيرة وتحتاج إلى فترة «فطام» 4 شهور لأن جذورها فى حالة خمول وتتم الرية الأولى فى الأول من فبراير، ثم تبدأ عمليات التزهير فى نهاية نفس الشهر،وتتم الرية الثانية فى الأول من مارس،وبعدها يكتمل التزهير،ويتم بعد أسبوعين رش الأشجار لحمايتها من البياض الدقيقى، ثم فى شهر إبريل رش الذبابة ثم الرشة الأخيرة فى أول مايو لحماية الثمرة والشجرة من تفحمها بسبب العنكبوت.

ويؤكد طلبة أن المحصول هذا العام أفضل بكثير من الأعوام الماضية ووصلت أسعار بشائره فى نهاية ابريل إلى 40 جنيها،ثم يظهر بكثرة بعدها بحوالى 15 يوما، ويباع من على الأشجار بأسعار تتراوح من 6 إلى 12 جنيها حسب النوع والحجم ويزيد سعره مرة اخرى فى نهاية الموسم،موضحا أن عمر أشجار المشمش يتراوح ما بين 60 إلى 100 عام ويختلف عن الأشجار الجبلية التى لا يتعدى عمرها 12 عاما،الى جانب الطعم واللون .

ويقول شقيقه كمال طلبة 46 عاما مزارع إن موسم المشمش نطلق عليه «الضيف الغائب» أو «الضيف العزيز» لأن مدته قصيرة لاتتعدى ال 25 يوما،ويشير إلى أن اهالى القرية بدأوا يعودون إلى زراعة المشمش واستنباط انواع جديدة هذا الموسم بعد ظهور الإنتاج المبشر بالخير مرة اخرى، موضحا أن القرية يوجد بها سوق رئيسى . فيما يلفت أحمد الجزار مزارع من القرية إلى أن شجرة المشمش تعتبر أفقر شجرة فى الخدمة لأنها لاتحتاج إلى مياه أو أسمدة كثيرة ،ويعد صنف «الكانينو» من أجود الأنواع وكان يتم تصديره بكميات كبيره إلى معظم الدول العربية وفرنسا لتميزه بطعمه الفريد، ويقول : تزامن الموسم الوفير والجيد هذا العام مع عيد الفطر، وعادة بعد انتهاء الموسم نحقق مشروعاتنا «،ويوضح لنا أن أكثر من 75 % من الزيجات بالقرية تتم بعد موسم المشمش مباشرة.