حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: حقا إنها أحلى عيدية

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

«أحلى عيدية دي ولا إيه».. تحت هذا العنوان نشر مواطن - وبكل أسف - مصري يتمتع بشرف لا يستحقه بحمل جنسية أم الدنيا.. ليشمت في شهداء كمين العريش الذي تعرض لهجوم إرهابي غادر فجر يوم العيد.. لن أجهد نفسي في الحديث عن هذا المَوْتور.. ولا عن التعبير الشامت الذي كتبه والذي أقل ما يوصف به أنه تعبير قذر خسيس مثل من يقوله أو يردده، فقد سارعت دولة الإمارات الشقيقة بضبطه وتم ترحيله إلى مصر لينال جزاء ليس شماتته فقط إنما ما كشفته وستكشفه التحقيقات عن انتماءاته وتحركاته.. لكني أعيد تأكيد هذه الجملة.. فحقا إنها أحلى عيدية.. صعود 8 شهداء إلى بارئهم ليجزيهم خيرا على صمودهم وثباتهم.. أحلى عيدية قتل 31 من الخونة كلاب النار المهاجمين للكمين تحت ستر الليل.. وهذه طبيعة فئران الإرهاب الأسود.. تخرج في جنح الظلام لأنها لا تطيق النور.. تضرب ضربتها خلسة لأنها لا تقوى على المواجهة.. وقد كانوا يفعلون فعلتهم هذه في الماضي.. يحيطون الكمائن من كل جانب.. ولا ينصرفون إلا بعد استشهاد كل أبطال الكمين.. ولا مانع قبل المغادرة من استعراض جبنهم وخستهم بصور وفيديوهات في مكان الحادث واحتفالا بجريمتهم النكراء قبل أن يغادروا ويصعب الوصول إليهم.

 

لكن ما حدث يوم عيدنا الأسبوع الماضي كان مختلفا كليا.. فها هى قوات الكمين تشتبك معهم بقوة.. وتسقط منهم 5 قتلى غير مأسوف عليهم.. ليس هذا فحسب.. إنما وقبل مرور 24 ساعة على الهجوم الغادر تتعقب قوات الأمن مرتكبيه.. وتحدد وبدقة أماكن اختبائهم.. ثم تصطادهم كالجرذان وتوقع منهم وفى أماكن اختبائهم بأحد المنازل المهجورة بحي المساعيد بالعريش 14 قتيلا وما استتبعها من عمليات نوعية قامت بها قوات الأمن للقصاص من العناصر الإرهابية.. في ثأر فوري لشهداء الوطن الأبرار.. وها هى الآية وقد تبدلت.. وبدلا من قيام العناصر الإجرامية بنشر صور وفيديوهات عملياتهم القذرة لهز ثقة الشعب في جيشه وشرطته.. نشرت هذه المرة وزارة الداخلية صورا وفيديوهات لاصطياد فلول الإرهاب الأسود لتسعد شعبها بالثأر وتؤكد أن ثقته في أبطال جيشه وشرطته بمحلها.

 

هذا التغير النوعي المهم هو - وبحق - أحلى عيدية من أبطال الجيش والشرطة.. والذي يؤكد أن معركتنا مع الإرهاب الأسود تسير في مسارها الصحيح.. وتحقق قواتنا على الأرض سيطرة تتزايد وتمتد.. فمخطئ من يعتقد أن نجاح قواتنا في حربها على الإرهاب سوف ينهي عملياته ويقضي على كل زبانيته بين عشية وضحاها.. وما قلناه ونكرره أنها معركة ممتدة لأنها مع فئران جبانة لا تقوى على الظهور والمواجهة.. بجانب أن هناك دولا خططت ونفذت وموَّلت واستغلت حالة السيولة الأمنية التي صاحبت ثورة يناير وبعدها فترة حكم الإخوان.. وزرعوا ألغامهم بكل مكان بأرض الفيروز.. وأطلقوا شياطينهم بجبالها وسهولها ومغاراتها بأعداد كبيرة ومخططات دقيقة ومحكمة.. ومن يراقب عدد العمليات بسيناء ونوعيتها يتأكد أن قواتنا - ولله الحمد - لها اليد العليا بتلك المعركة.. ليس هذا فحسب.. بل صقورنا التي تُسقط فرائسها الواحد تلو الأخر.. وآخرهم أحد رءوس الإرهاب هشام عشماوي الذي تسملته مصر من ليبيا.. فمن يعتقد أن كل تلك النجاحات لن يكون لها مردود تحاول به تلك الفئران ومن يمولهم رفع الروح المعنوية لجماعاتهم التي تهتز الأرض - بلا شك - تحت أقدامها.

 

وتبقى كلمة أخيرة.. فمن يتابع بعض التعليقات وعملية «الفَتْي واللت والعجن» عقب حادث العريش الإرهابي يشعر بغصة.. فهؤلاء الأبطال المرابضون دفاعا عن أرضنا المقدسة في سيناء ليسوا في انتظار من ينظِّر لهم.. ثم يلتقط أنفاس نرجيلته ذات مذاق الفواكه المختلفة بالمقاهي والكافيهات ليشرح خطط العمليات وأصول مواجهة تلك الفئران.. ثم ينزوي ليكمل دور «الطاولة» مع زمليه بعيدا عن حر شمس بسيطة أو لفحة هبة ريح ناعمة.. ولا يستحي على نفسه وهو يتحدث عن أبطال لا يهابون الموت.. مرابطين تحت لهيب شمس محرقة وسط جبال مكفهرة وصحراء قاحلة لمواجهة عدو لا ملامح له فمتى يعلمون أن صمتهم فيه كل الخير؟