حكايات| كيف استخدم المصريون القدماء «الفخار» لحفظ أرواح موتاهم ؟

إحدى مقابر المصريين القدماء (رويترز)
إحدى مقابر المصريين القدماء (رويترز)

يمسك الكاهن بمشرطه موجها إياه ناحية بطن الميت، يشق الجدار الخارجي للمعدة مخترقا الجلد ثم الشحم واللحم إلى أن يصل للأحشاء التي يزيلها بمقصه البرونزي بدقة ويحملها ويضعها في الأواني «الكانوبية» المقدسة.

 المعلومات المعروفة عن فن التحنيط المصري القديم، إن جسم الميت يتم تفريغه من الأحشاء، دون أن يسأل أحد نفسه ماذا يحدث لهذه الأحشاء رغم ما لها من قدسية ؟

كانت توضع الأحشاء في أواني فخارية ذات أغطية على هيئة رؤوس بشرية ثم وضعه في توابيت ومن أهم الأمثلة على ذلك التوابيت الصغيرة الخاصة بالملك توت عنج آمون المصنوعة من الذهب.

 

اقرأ حكاية أخرى| مومياء «الوشوم».. فرعونية غامضة أبكت الفرنسيين في الأقصر

4  أوان

والأواني الفخارية التي تسمى «الأواني الكانوبية» وهي أوعية استخدمها القدماء المصريون خلال عملية التحنيط لتخزين وحفظ أحشاء الموتى للآخرة.

كانت تصنع عادة من الحجر الجيري أو من الفخار، لم تكن الأحشاء كلها تحفظ في إناء كانوبي واحد، ولكن كان هناك 4 أواني كانوبية، كل منها لحفظ عضو معين: المعدة، الأمعاء، الرئتين، الكبد. والتي كان يعتقد أن الميت سيحتاجها في الآخرة. لم يكن هناك وعاء للقلب، حيث اعتقد المصريون أنه مقر الروح ولذلك كان يترك داخل الجسم.

تميزت الأواني الكانوبية في عصر الدولة القديمة بأنها كانت نادرًا ما تُنقش، وكان لها غطاء عاديًا. في العصور الوسطى أصبحت النقوش أكثر شيوعًا، كما أصبحت أغطية الأواني على شكل رؤوس بشر.

في الأسرة التاسعة عشر، صنعت أغطية الأواني الأربع بحيث أن كل منها يصور واحدًا من أبناء حورس الأربعة، كحراس للأعضاء داخل الأواني.

والأربعة أواني الكانوبية هي - أمستي (رأس أنسان) للكبد، وحابي (رأس قرد) للرئتين،و دوا- موت - أف (رأس ابن أوي) للمعدة، والرابع هو قبح – سنو – أف (رأس صقر) للأمعاء.

اقرأ حكاية أخرى| »ع واحدة ونص» بالفرعوني.. راقصات في حضرة الإله «بِس»

أبو قير

أما عن تسمية أواني الأحشاء باسم الآواني الكانوبية، فذلك يرجع إلي منطقة «كانوب»،  وهي مدينة أبو قير الحالية بعد الإغريق، وكان معبودها المحلي يأخذ شكل أوزير في هيئة أناء مصمت، تعلوه رأس أوزير. ولما كان هذا التمثال يشبه أواني الأحشاء.