عاجل

حكايات| عم سعيد «جينيس المنوفية».. إصلاح معدات الصنايعية من الإبرة للصاروخ

عم سعيد «جينيس المنوفية».. إصلاح معدات الصنايعية من الإبرة للصاروخ
عم سعيد «جينيس المنوفية».. إصلاح معدات الصنايعية من الإبرة للصاروخ

هنا على أطراف مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، أبى قطار عمل «عم سعيد» التوقف عند محطة الخروج على المعاش، لتصبح خطواته محدودة بين المنزل وأقرب مقهى له؛ إذ أصر الرجل على بدء مرحلة جديدة في حياته ربما تعيد لقلبه شباب العمر.

لم يستسلم سعيد النجار، هذا الرجل السبعيني، للمعاش وتوابعه، وبدأ فورًا البحث عن مهنة يجيد فنونها ويزيع صيته بين الناس بعيدا عن الاستسلام للعزلة وحيدًا، والآن صار الرجل أشهر أسطى تخصص إصلاح جميع الآلات، وإن كان المقابل لا يتجاوز 20 جنيهًا إلا أنه أفضل من الجلوس في المنزل.

في شبين الكوم يقف طابور طويل من الصنايعية أمام «عم سعيد» كل في انتظار إصلاح معدته، بدءًا من الشنيور وحتى الصاروخ، وكذلك الهزاز الذى يستخدم كأداة مخصصة لأعمال الحفر في الصخور، والمقابل المالي ليس كبيرًا ليحول الرجل السبيعي شعره الأبيض إلى خبرة تستمد قوة عملها من «إيد تتلف في حرير».

عم سعيد تحدث لـ«بوابة أخبار اليوم» عن تجربته، قائلا: «خرجت من التعليم مبكرا، وأخذني والدي للعمل مع شقيقي في مهنة النجارة، وشب عودي، وبعد إتقان جميع فنون النجارة سافرت إلى ليبيا وسوريا والعراق والسعودية، وكنت أدعو الله في صلات أن يرزقني شقة أسفل منها ورشة بسيطة والعروسة حتى أستقر وأبدأ حياتي».

وواصل ابن المنوفية حديثه، قائلا: «استجاب الله لدعائي وتزوجت وأنجبت ولدين وبنتين وسارت بي الحياة في معتركها، وكنت أعمل في إحدى الوظائف إلى أن بلغت الستين من عمري وخرجت معاش، وبعد ذلك أخذت أفكر في حياتي القادمة هربًا من العزلة أو الجلوس على المقهى أعيش فقط على الذكريات».

وبابتسامة رضا تصاحبها علامات فخر بكل خطوة في حياته، يضيف عم سعيد: «بدأت في جمع الخردة من المحلات وعلمت نفسي بنفسي أصول وأجول مع مهنتي الجديدة في إصلاح جميع الآلات، التي يستخدمها الصنايعية في أعمالهم وبمرور الوقت اشتهرت بينهم وذاع صيتي بالمدينة»

ويختتم ابن شبين الكوم حديثه عن تجربته بالتأكيد على أنه راضٍ بما قسمه الله له، مقتنعًا بالقليل، بل وينصح الشباب بعدم انتظار الوظيفة الميري وعليهم المغامرة في الحياة، مؤكدًا أن مصر بلد ينعم أهله بالأمن والأمان وينتظر شبابها فقط عدم وقف عجلة الإنتاج.