ترامب يناقش قضايا السياسة في ثاني أيام زيارته لبريطانيا.. واحتجاجات مرتقبة بلندن

صورة من رويترز
صورة من رويترز

 يخوض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء 4 يونيو، في قضايا سياسية في ثاني أيام زيارته لبريطانيا فيما يستعد آلاف المحتجين على زيارته للنزول إلى شوارع لندن.


وسيناقش ترامب أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومن المرجح أن يطلب ممن سيخلف رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حظر مشاركة شركة هواوي الصينية العملاقة في بناء شبكات الجيل الخامس. واحتفت الملكة إليزابيث وولي عهدها الأمير تشارلز بترامب في أول أيام زيارته للبلاد أمس الاثنين لينصرف الرئيس الأمريكي اليوم إلى إجراء محادثات في داوننج ستريت إذ من المقرر عقد مؤتمر صحفي الساعة 1245 بتوقيت جرينتش وحضور عشاء قد يشمل كبار المناصرين للخروج من الاتحاد الأوروبي مثل بوريس جونسون الأوفر حظا لخلافة ماي.


وينقل ترامب معه مطالب لبريطانيا أقرب حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا من بينها دعوات مبعوثيه إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي.


وخلال مأدبة فاخرة بقصر بكنجهام، أثنى ترامب على الملكة إليزابيث بوصفها "إمرأة عظيمة" وقال إن تحالفا راسخا يربط بين الولايات المتحدة وبريطانيا.


وقال ترامب "بينما نحتفي بانتصارنا وتراثنا المشترك، نؤكد على القيم المشتركة التي ستوحد بيننا طويلا في المستقبل، الحرية والسيادة وحرية الإرادة وسيادة القانون".


وتأتي زيارة الدولة التي يقوم بها ترامب حاليا وفاء بوعد قطعته ماي في يناير 2017 عندما أصبحت أول زعيم أجنبي يلتقي بترامب بعد توليه الرئاسة وتعد فرصة للاحتفال "بالعلاقة الخاصة" بين بريطانيا والولايات المتحدة وتعزيز روابط التجارة وإعادة التأكيد على التعاون الأمني.


لكن انهيار زعامة ماي بسبب أزمة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي وميل ترامب لتجاهل الأعراف الدبلوماسية العصرية يجعلان من الزيارة أحد أكثر زيارات الدولة غرابة في تاريخ بريطانيا الحديث.


وقبل أن تهبط طائرة الرئاسة الأمريكية على الأراضي البريطانية، أثنى ترامب على جونسون، وزير الخارجية السابق وأحد كبار الداعين للخروج من الاتحاد، وأوصى بخروج البلاد من التكتل يوم 31 أكتوبر سواء تم التوصل لاتفاق أم لا.


ودعا ترامب أيضا إلى أن يجري نايجل فيراج السياسي المفوه الداعم للخروج من الاتحاد المحادثات مع التكتل.


الخروج وبالون الرضيع ترامب والصين


يمثل الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي أهم خطوة جيوسياسية تقدم عليها المملكة المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية وإذا تحقق فإن بريطانيا ستصبح أكثر اعتمادا على الولايات المتحدة لأن علاقاتها ستنحسر مع الدول الباقية في التكتل وعددها 27 دولة.


وستتصدر شركة هواوي المحادثات في لندن بعدما تحدت الحكومة البريطانية على ما يبدو مطالب الإدارة الأمريكية وسمحت للشركة الصينية بدور محدود في بناء شبكات الجيل الخامس.


وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو "كنا واضحين: ما نطلبه هو ألا يفعل حلفاؤنا وشركاؤنا وأصدقاؤنا أي شيء يعرض مصالحنا الأمنية المشتركة للخطر أو يحد من قدرتنا على تبادل المعلومات الحساسة".


وطلبت إدارة ترامب من حلفاءها عدم استخدام تكنولوجيا وأجهزة الجيل الخامس من هواوي بسبب مخاوف من أنها ستسمح للصين بالتجسس على الاتصالات والبيانات الحساسة. وتنفي هواوي كونها أداة من أدوات المخابرات الصينية.


وعلى الرغم من التحالف الراسخ بين بريطانيا والولايات المتحدة فإن بعض الناخبين البريطانيين يرون في ترامب شخصا فظا ومتقلبا ويعارض قيمهم فيما يتعلق بقضايا عدة من تغير المناخ إلى معاملة المرأة. وسيحلق بالون عملاق يصور ترامب كرضيع في حفاضة يزمجر غاضبا أمام البرلمان البريطاني في لندن اليوم الثلاثاء قبل تنظيم احتجاجات من المتوقع أن تكون أحد أكبر التظاهرات في المدينة ضد أي زعيم أجنبي.


وفي وسط لندن، من المتوقع أن يشارك عشرات الآلاف من المحتجين في ما أطلق عليه اسم "كرنفال المقاومة" اليوم تعبيرا عن معارضتهم للرئيس الأمريكي. وسيشارك في الاحتجاج نشطاء في مجال البيئة ومناهضة العنصرية وحقوق المرأة.


ومن المقرر أن يلقي جيريمي كوربين زعيم حزب العمال المعارض كلمة أثناء الاحتجاج. وقال أنصار لترامب إن الاحتجاج يعد إهانة لزعيم أقرب حليف لبريطانيا.


وفي الوقت الذي سيحتج فيه بعض البريطانيين سيحضر ترامب وماي إفطار عمل في قصر سانت جيمس بحضور شركات أمريكية مثل لوكهيد مارتن وجيه بي مورجان تشيس ومجموعة جولدمان ساكس وشركة بكتل للإنشاءات وشركة سبلانك للأمن الإلكتروني وتحليل البيانات.