حكايات| كسر «شوكة» الأزهر الوطنية.. أمنية «اللورد كرومر» المستحيلة

اللورد كرومر أراد  كسر شوكة الأزهر الوطنية - رشيفية
اللورد كرومر أراد كسر شوكة الأزهر الوطنية - رشيفية

«جئت لأمحو ثلاثًا: القرآن والكعبة والأزهر»، هكذا تمنى وصرح إيفلين بارينغ، أو اللورد كرومر، الحاكم الفعلي لمصر بعد سقوط مصر في أيدي الإنجليز عام 1882م.

يروي محمد الجزيري، منسق عام مشروع حفظ التراث الإسلامي، والباحث بقسم الحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، تفاصيل حقبة كرومر لـ«بوابة أخبار اليوم»، قائلا إنه تواجد في مصر أيام صندوق الديّن في عهد الخديوي إسماعيل، وبالتالي كان يعرف كل تفاصيل القضية المصرية والشعب المصري.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| في الأزهر «الجديد».. «شباكنا ستايره حرير» بصوت المرأة ليس عورة

محو الهوية

وكان هدفه هو الحصول على مصر من خلال محو هويتها ولغتها، وبالفعل وحاول فعل ذلك من خلال تحويل كل المقررات الدراسية في مصر باللغة الإنجليزية، كما عين القسيس دانلوب مستشارًا لوزارة المعارف والذي أسس مدارس مدنية يتخرج منها الطالب ليعمل بالحكومة براتب أربعة جنيهات.

وأوضح «الجزيري» أنه بالتزامن مع تأسيس المدارس المدنية، أهمل تمامًا خريج الأزهر الشريف، والذي لم يجد أي وظيفة وقتها غير إمام جامع براتب 120 قرشًا.

كان الهدف سياسي، وتجفيف منابع الأزهر كان مقصودًا لعلم «كرومر»  أن قيادات الثورة العرابية وقتها كانوا من الأزهر وإن الأزهر هو شعلة العلم والحياة في مصر والعالم العربي.

مقولته الشهيرة «جئت لأمحو القرآن والكعبة والأزهر» بدأ يحققها عندما جعل الدين في مدارس دانلوب، يُدرِّسه مدرس اللغة العربية، وكانت حصة الديِن في نهاية الجدول الدراسي، حيث يستقبلها التلاميذ وهم في غاية التعب والضجر، فكان المنهج عبارة عن نصوص تُحفظ بدون أن يتعلم التلاميذ إقامة هذا الدين في نفوسهم، وكيف يقيمون الدين الإسلامي في نفوسهم والمُهيمن على التعليم بأكمله قس ؟!

اقرأ للمحررة أيضًا| من طبيب «إنستجرام».. تعويذة إلكترونية «قلبت جد»

رحيله

رحل كرومر ، وتعافي الأزهر من محنته واستطاع على يد علمائه من النهوض مرة ثانية، وفي ثورة 1919م كانت الشرارة الأولي للمظاهرات من الجامع.

فعندما طلب المندوب السامي البريطاني من شيخ الأزهر أبو الفضل الجيزاوي إغلاق الأزهر، رفض الشيخ الأمر رفضا باتا لا يقبل المناقشة، وبدأت أولى المظاهرات من الأزهر، ومن الأزهر كان أول شهيد في الثورة، وقام علماء الأزهر بتشكيل البوليس الوطني لحفظ الأمن وتنظيم المظاهرات والحفاظ على الثورة، وكانت اجتماعات قادة الأمة وزعمائها وممثليها تعقد في رحاب الجامع الأزهر، وقام علماء الأزهر بدور دبلوماسي وسياسي وطني متميز يعكس ادراكهم لمطالب الأمة المصرية.

اقرأ للمحررة أيضًا: حكايات| أزهريات في قلب الفاتيكان.. ملابس أنيقة ومعسكرات وقيادة السيارات 

قال محمد الجزيري، منسق عام مشروع حفظ التراث الإسلامي والباحث بقسم الحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر: «مضت 1079 عام على تأسيس الأزهر الشريف، ألف عام من ذاكرة هذه الأمة، ألف عام على مشاعل أنارت دروب الظلام، ألف عام علي حصن الشريعة الذي أوي إليه علماء بغداد بعد سقوطها ونزح إليه علماء الأندلس بعد فقدانها ، ألف عام علي أكبر جامعة اسلامية في العالم، ألف عام على كفاح وسِجل وطني حافل بالتضحيات لأجل تراب هذا الوطن»

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي