حكايات| «شبشب فايزة ومسمار الشيراتون».. عزيزة جلال تبدأ مشوارها في مصر بـ«مطبين»

 عزيزة جلال
عزيزة جلال

بملامحها البريئة، وابتسامتها الخجولة التي تضفي مزيدًا من الوقار لشخصيتها، ونظارتها الطبية الدائرية السميكة التي لا تزال تزين وجهها، عادت النجمة المغربية عزيزة جلال للأضواء من جديد بعد 3 عقود من الاعتزال، في أوج نجاح لأغانيها التي صارت ملء السمع والبصر.

متحدثة عن بدايتها ومحطات مشوارها الفني القصير، الذي بدأ بأول ظهور لها عام 1975 في برنامج "مواهب" بتقديم أغاني شادية وأسمهان، ثم انتقالها إلى الإمارات لتبدأ مسيرتها الاحترافية في الغناء، قبل أن تصل إلى "هوليوود الشرق" لتثبت أقدامها في الوسط الغنائي وسط عمالقة الطرب، أطلت "عزيزة" على جمهورها من جديد.

ثنائية الموجي والشناوي

 

 

البداية الحقيقية لـ"عزيزة" في مصر كانت على يد الملحن الكبير الراحل الشيخ سيد مكاوي، بأغنية "نتقابل سوا" ورغم أنها لم تحقق النجاح المطلوب إلا أنها رغم ذلك لفتت الانتباه لصوتها المميز، فالمطربة الصغيرة القادمة من المغرب كانت تتطلع لتعيش روح "أم كلثوم" الطربية، وهو ما نجحت في تحقيقه بألحان محمد الموجي، الذي أعاد اكتشاف مساحات لم تكن تدركها في صوتها، فكانت بداية التعاون بـ"أول ما اتقابلنا" مع مأمون الشناوي، والتي غنتها على المسرح في حفل افتتاح أول دورة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ثم الانطلاقة المدوية بـ"الحب لعبة" مع ذات الثنائي.

نجاح الأغنيتين كان وراءهما واقعتين طريفتين، روى تفاصيلهما المنتج الكبير محسن جابر، صاحب "عالم الفن"، وهي الشركة التي حققت معها "عزيزة" كل هذا النجاح في نهاية سبعينيات القرن الماضي، مع عمالقة التلحين والتأليف – آنذاك - بليغ حمدي ومحمد الموجي ورياض السنباطي وعبد الوهاب محمد ومأمون الشناوي، وحققت شهرة واسعة خلال فترة قصيرة لم تتخطى 10 سنوات هي عمر مشوارها الفني.

مسمار يفسد الظهور الأول

يحكي "جابر"، عن أول ظهور للنجمة الصاعدة -وقتها- وكان ذلك في حفل افتتاح أول دورة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في أغسطس 1976، بطلب من مؤسس المهرجان المؤرخ والكاتب الراحل كمال الملاخ، وبعد إتمام مراسم الحفل وإعلان اسم "عزيزة" مطربة حفل الافتتاح الذي أقيم بفندق "الشيراتون"، همت الفتاة الصغيرة للصعود على المسرح، وما إن خطت قدماها أولى درجات السلم إلا وتمزق فستانها من الخلف بسبب "مسمار" بارز، ولكن الموقف تم معالجته سريعًا في الكواليس على يد أحد أعضاء الكورال في الفرقة الموسيقية، والتي تمكنت من إصلاحه بـ"الدبابيس".

 

الواقعة الثانية الأكثر طرافة كانت بطلتها النجمة فايزة أحمد، بعد النجاح الكاسح الذي حققته أغنية "الحب لعبة"، والذي تزامن مع طرح أغنية "فايزة" الجديدة "مش كتير على قلبي"، يقول محسن جابر: "كل قنبلة بتتقدم من الأغاني لفنان جديد بتجيب عليّ مصايب من المطربين اللي عندي في الشركة"، ولكن ما لم يتوقعه المنتج الكبير هو رد فعل "فايزة" على نجاح عزيزة جلال وأغنيتها الجديدة.

شبشب فايزة أحمد

بدأت الواقعة باتصال من "فايزة" تطلب فيه الحضور إلى الاستديو للتسجيل، كان وقتها "جابر" يعاني من مشكلة في الشركة تطورت إلى تدخل الشرطة، فأغلق السماعة في وجهها، استشاطت النجمة الكبيرة غضبًا فهي لا تعلم كواليس ما يدور داخل مكتب منتجها، فنزلت من منزلها متوجهة إلى مقر "عالم الفن"، وما إن فتحت عليه باب مكتبه إلا وخلعت "الشبشب" الذي كانت ترتديه من قدمها وتوجهت نحو "محسن"، الذي لم يجد مفر منها إلا الاختباء أسفل مكتبه.

سحر عزيزة جلال

"بتقفل السكة في وشي.. آه علشان البت سحرالك.. البت عزيزة جلال سحرالك.. الدنيا كلها بتتكلم عنها وعاملها أفيشات كتير"، تلقى "جابر" سهام "فايزة" وبدأ في تهدئة الموقف قائلاً: "مدام فايزة أنا عامل لحضرتك أفيشات ضعفها"، فصمتت وحاولت الخروج من المأزق بالتحجج بعيوب في صورة الأفيش، التي كانت ترسم وقتها باليد، وطلب بعض التعديلات عليها واعتذرت له.