جرائم الإخوان| اغتيالات بمصر وتفجيرات بتونس وتقسيم السودان.. أبرز المخططات للإرهابية

جرائم الإخوان| اغتيالات بمصر وتفجيرات بتونس وتقسيم السودان.. أبرز المخططات للإرهابية
جرائم الإخوان| اغتيالات بمصر وتفجيرات بتونس وتقسيم السودان.. أبرز المخططات للإرهابية

اغتيالات.. تفجيرات.. اختطاف.. لم يخرج فكر جماعة الإخوان المسلمين عن هذه الأساليب منذ نشأتها عام 1928 على يد حسن البنا وعلى الرغم من الظاهر للجميع ان جماعة الإخوان هى مجرد جماعة دعوية الا انها لم يخل فكرها من الجهادية والتى انبثقت منها العديد من الجماعات المسلحة داخل الوطن العربى.

 

وكان الفكر الجهادى لسيد قطب احدى ركائز جماعة الإخوان فى بدايتها والسبب الرئيسى الذى جعل المحظورة تخطط لان يكون لديها أذرع مسلحة قد تستخدمها من حين إلى اخر ضد الانظمة التى تستهدفها وهو ما وضح فى العديد من الدول العربية مثل حركة حماس فى فلسطين الذراع المسلحة للإخوان المسلمين فى غزة.


لو تخيلنا بعد اليوم أن الشيطان وأعوانه صور وأرواح خفية- فما حدث وما يحدث وما سوف يحدث بالعالم يؤكد لنا أن أبناء الشيطان وأحفاده صاروا من بنى البشر، نفوس لا تعرف سوى الخراب والدمار والقتل والدم.. قلوب باتت قاحلة جرداء من الرحمة والسلام فما يحدث من تفجيرات واغتيالات واعتداءات على الشعوب جريمة لها بصمة واحدة تكرر فأظنها حددت وبدقة الهوية الإرهابية للجماعات التى تدعى أنها إسلامية وما هى إلا إجرامية ترتكب كل الموبقات باسم الدين والدين منهم براء فبأى ذنب تزهق ارواح بريئة وتتحول الدول إلى اكوام من الخيبات والاشلاء والعويل؟

 

فمنذ نشاتها فى مارس عام 1928على يد حسن البنا اتسمت بالعنف والتطرف فكريا وعلى ارض الواقع كانت الصورة بازغة بزوغ الشمس وعانت الدول من سلسلة الاغتيالات التى لن تنتهى والعمليات الارهابية التى اودت بحياة الاف الاشخاص على مر التاريخ.

 

اغتيالات فى المحروسة


ففى مصر تم اغتيال الوزير احمد ماهر رئيس الوزراء المصرى عام 1945 والقاضى الخازندار عام 1948 والنقراشى باشا ومحاولة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر وفشلت لتصيب الرئيس محمد انور السادات فى عام 1981 واغتيال النائب العام هشام بركات عام 2015 فهذه الشخصيات تمثل دولة ونظما ارادوا من خلال الاعتداء عليها مس هيبة الدولة وهدم مؤسساتها.. وتتطور الجماعة بفكرها الخبيث باذرع واقنعة خفية يختفى تحتها الإخوان باسماء جماعات اخرى مثل انصار بيت المقدس والجهاد ولواء الثورة والكثير إلى اخرهم تنظيم داعش.

 

وفى يوم 8 يوليو من نفس العام 2015 طافوا بمدينتى رفح والشيخ زويد بعربات دفع رباعى واسلحة ثقيلة ليبثوا الرعب فى نفوس المواطنين واستهدفوا نقطة تفتيش للجيش المصرى بمنطقة كرم القواديس ونادى وفندق للقوات المسلحة والكتيبة 101 بالعريش واستراحة لضباط الشرطة واخرى للجيش ليقع 38 عسكريا ومدنيا قتلى والعشرات ضحايا وبانتهاء سنة 2015 نفذت عدة هجمات على نقاط تفتيش وكمائن راح ضحيتها 50 شخصا بين رجال امن ومواطنين.

 

ويعترف التنظيم فى اخر 2015 بمسئوليته عن تفجير واستهداف الطائرة الروسية التى سقطت على ارض سيناء وفى 12 ديسمبر 2016 قامت الجماعة تحت مسمى ولاية سيناء كما كانت تطلق على نفسها بقتل او بالمعنى الصحيح ذبح 15 شخصا بتهمة التجسس لصالح الجيش المصرى وسموها عملية «حز الرقاب» ليظهر بعد مدة قصيرة سلسلة فيديوهات مصورة لعدة عمليات قتل وتعذيب اشهرها عملية «صاعقات القلوب» التى راح ضحيتها 172 شخصا منهم جنود للجيش ومدنيون قنصا بالرصاص ولا يقتصر الامر على جهاز شرطى او مؤسسة دولية لكن الاذى منهجية اساسية طالت كل كائن حى ولكل فئة.

 

فقد عانى اقباط مصر معاناة شديدة على يد جماعة الإخوان فاعترف الإخوان بحرقهم لاكثر من 82 كنيسة ودير فى المنيا والفيوم واسيوط كما اعلنوا مسئوليتهم عن نهب وحرق متحف ملوى والتفجيرات الانتحارية للكنسية البطرسية بالعباسية وتفجير كنيسة مارجرجس بمحافظة الغربية وكنيسة مارمرقس بالاسكندرية بالتزامن مع اعياد احد الزعف والتى راح ضحيتها عشرات الضحايا وكنيسة السيدة العذراء ومارمينا والمعمدانية والانجيلية بالمنيا التى تم حرقها ونهب ما بها وكنيسة الانبا موسى والانبا ابرام بسوهاج والامير تواضروس بالفيوم والقديسة دميانا ومارى يوحنا وغيرها فى ظل الحكم الإخوانى.

 

الذراع المسلحة


وتمتد اذرع الإخوان وتنظيمها لتظهر داخل فلسطين متمثلة فى حركة حماس التى تعتبر التطور الطبيعى لها داخل الدولة فمنذ عام 1983 حلت كوارث التنظيم واعماله الارهابية ضد استقلال الدولة وقامت الجماعة الارهابية بسلسلة تفجيرات برام الله وغزة راح ضحيتها الاف الضحايا من المواطنين كما تورط الإخوان فى قتل شخصيات من الامن الداخلى بفلسطين فكل الهدف تفكيك الشعب الفلسطينى لتظل السيطرة والهيمنة بحجة المقاومة.

السعودية والإرهاب


لم تسلم الاراضى المقدسة من دنس جماعة الإخوان والجماعات المتطرفة مهما تخفت باسماء والقاب اخرى فالجميع وجه واحد للارهاب والتخريب ففى فبراير عام 1999 كانت سلسلة من العمليات الدموية واشهرها تفجيرات جدة التى اوقعت عشرات من الضحايا والمصابين وابرزها اطلاق النار على حافلة نقل امريكية اودت بحياة 3 اشخاص واصابة فرد سعودى وفى مارس من نفس العام اطلق مسلحون النار على حافلة تقل اجانب بجدة لتبدأ عمليات التفجير بمكتب البعثة الامريكية بالرياض والذى اسفر عن مقتل 3 واصابة 80 اصابات بالغة وبعدها انفجار مدينة الخبر شرق المملكة العربية السعودية والذى تسبب فى مقتل 19 وجرح 386 شخصا.

 

وفى الرياض تم تفجير مروع بسيارة مفخخة «بشارع العليا» وعلى التوالى انفجار اخر بالرياض ايضا بسيارة اخرى مفخخة تودى بحياة عشرات من المواطنين لتنتقل إلى مدينة الخبر وجرير والاسواق التجارية لتشهد المملكة بعد تلك الحقبة سلسلة من التفجيرات غير مسبوقة ابرزها «تفجير المدينة المنورة» وقت صلاة المغرب بموقف سيارات بجوار الحرم النبوى والذى نفذ بحزام ناسف تزامنا مع تفجير القنصلية الامريكية بجدة وانفجار بالقرب من مسجد للشيعة بالقطيف ولا ننسى الانفجارين اللذين كانا بالحرم المكى سنة 1989 الاول بالممر المؤدى للحرم والاخر على الجسر العلوى المجاور للحرم والذى اوقع اصابات بالغة.

 

وفى عام 2017 أحبطت قوات الامن السعودى عملية ارهابية كانت تستهدف الحرم المكى عن طريق انتحارى فجر نفسه على مقربة كان يستعد لشن هجوم على المسجد الحرام وأصيب 11 شخصا بينهم خمسة شرطيين بجروح فى انهيار مبنى من ثلاثة طوابق كان إرهابى يتحصن به.


اليمن يتبخر

ها هى اليمن هى الاخرى تقع بين مطرقة الحوثيين وسندان ميليشيات الإخوان فلم يتركها الإخوان فالانتهاكات ضد الشعب اليمنى من قبل الجماعة جسيمة وصلت إلى حد الاعدام الجماعى لكل من يخالفهم والزج بالسجون والتنكيل والتعذيب بحجج واهية وهناك حركة تعرف باسم «ميليشيات الحشد اليمنى الإخوانى» قامت باكبر مذبحة لم تشهدها اليمن على مر تاريخها من حرق وقصف للمنازل والمساجد والمستشفيات وزرع قناصة طوقت المدينة القديمة جنوب مدينة «تعز» وتتوالى العمليات الانتحارية والتفجيرات لتصل إلى أربعة تفجيرات انتحارية بسيارات مفخخة استهدفت مواقع أمنية فى المدن الرئيسية اليمنية قتلت 35 جندياً وعشرات من المواطنين معظمهم اطفال ليقع انفجار اخر بمدينة «المكلا» وهى مدينة ساحلية جنوب شرق محافظة حضرموت وفى «عدن» قتل خمسة مجندين عسكريين وجرح سبعة اخرون كانوا فى طريقهم إلى قاعدة عسكرية عندما فجر انتحارى حزامه الناسف خارج مكتب حكومى للتجنيد.

 

تقسيم السودان


بدأت جماعة الإخوان المسلمين فى السودان عندما زار وفد من الجماعة فى مصر السودان بقيادة جمال الدين السنهورى فى ابريل 1949 وكانت هذه هى البداية لنشأة فرع جديد للجماعة فى السودان.

 

وكان تقسيم السودان فى يوليو 2011 هو ابرز جرائم تنظيم الإخوان المسلمين فى السودان بعدما انفصل الجنوب عن الشمال بعد الدور الكبير الذى لعبه حسن الترابى احد ابرز قيادات الجماعة ويسمى مهندس ثورة جنوب السودان للمطالبة بالانفصال فكان الترابى صاحب فكرة انفصال الجنوب عن الشمال بعدما حرض عمر البشير رئيس السودان المعزول على ضرورة الانفصال من اجل تطبيق الشريعة الاسلامية فى دولة الشمال دون اى عراقيل من الممكن ان يطلقها الجنوب والمعروف عنه انتشار الديانة المسيحية بين سكانه.

 

وعندما حدثت خلافات بين الترابى والبشير فى بداية التسعينيات قام الترابى بتحريض اهل الجنوب المسيحى على الانفصال بعدما قام بتأسيس حزب المؤتمر الشعبى المعارض لسياسات البشير.


ولعبت جماعة الإخوان المسلمين فى السودان دورا كبيرا فى الفوضى التى حدثت فى الخرطوم عام 1983 بعدما ايدت الجماعة قرار جعفر النميرى رئيس السودان انذاك باقرار الشريعة الاسلامية لتكون بداية الشرارة التى كانت سببا فى الحرب الاهلية فى الجنوب المسيحى والشمال المسلم.

 

وكانت السودان هى الملاذ الاول لفلول الجماعة الارهابية فى مصر عقب ثورة 30 يونيو بعدما فر منها العديد من قيادات الجماعة بتعاون كامل من الإخوان فى السودان بخلاف ان هناك العديد من اماكن لتدريب الارهابيين وخاصة فى الاماكن الحدودية مع مصر.

 

كيانات فى الأردن
نشأت جماعة الإخوان المسلمين فى الاردن عام 1945 بمبادرة من عبد اللطيف ابو قورة الذى قام بالاتصال بالمرشد العام ومؤسس الجماعة فى مصر حسن البنا .. لعبت الارهابية فور نشأتها بالاردن على مشاعر المواطنين الرافضين للاحتلال الاسرائيلى وعملت على التوغل داخل الشعب الاردنى من خلال القضية الفلسطينية.


وعلى الرغم من ان جميع العمليات الارهابية التى حدثت بالاردن لم تتم فيها إدانة جماعة الإخوان المسلمين الا انها حدثت من جماعات منبثقة من الفكر المتشدد للجماعة خاصة وان الفكر القطبى يعتمد على الجهاد للضغط على الحكومات.


ففى عام 1991 القت قوات الشرطة الاردنية القبض على مجموعة تسمى «جيش محمد» كانت تنوى احراق مكتبة المركز الثقافى الفرنسى واطلاق النار ليلا على بنك بريطانى وتفجير سيارة لاحد ضباط المخابرات العامة الاردنية بالاضافة إلى سيارة رجل دين مسيحى.


وفى عام 1994 ظهر الفكر السلفى المتشدد داخل الاردن والمنبثق منه تنظيما القاعدة وداعش وكان ابو مصعب الزرقاوى وابو محمد المقدسى ابرز قيادات السلفيين فى هذا التوقيت وتم اعتقالهما بتهمة تشكيل تنظيم يحمل افكارا جهادية.


وتم اكتشاف تنظيم جديد فى عام 1997 يطلق عليه تنظيم الاصلاح والتحدى والذى قام بمجموعة من الجرائم الارهابية ابرزها تفجير سيارة اسرائيلية وتفجير سور لمدرسة امريكية فى عمان بالاضافة إلى قتل رجال شرطة اردنيين وسطو مسلح مصحوب بالقتل فى عدد من العمليات.


فى عام 2004 احبطت قوات الأمن الاردنية عملية كبيرة كانت تدار من قبل مجموعة من الاشخاص اطلقوا على انفسهم خلية الجيوسى كانت تستعد لشن هجمات إرهابية حيث كانوا يستعدون لتنفيذ أول هجوم إرهابى بالسلاح الكيماوى يقوم به تنظيم القاعدة، وتم احباط الهجوم الذى كان يستهدف رئاسة الوزراء ودائرة المخابرات العامة والسفارة الامريكية بعمان وقد جهزت الخلية الإرهابية عشرين طنا من المتفجرات الكيمياوية كانت جاهزة لقتل 80 ألف مواطن وإصابة 60 ألفا آخرين بإصابات دائمة.


كان عام 2005 هو الاصعب فى تاريخ الاردن بعدما ضربت ثلاث عمليات ارهابية باستخدام احزمة ناسفة ثلاثة فنادق تقع وسط العاصمة الاردنية عمان واسفرت العملية عن مقتل 57 شخصا واصابة المئات وتم اعتراف تنظيم القاعدة فى العراق بتدبيرها وتنفيذها بعدما اعلن ابو مصعب الزرقاوى الاردنى تبنيه العملية الاهاربية.


تونس الخضراء
انطلق نشاط المحظورة فى تونس اواخر الستينيات تحت اسم الجماعة الاسلامية وعقد اول اجتماعاتها السرية عام 1972 وكان من ابرز مؤسسيها راشد الغنوشى وعبد الفتاح مورو وفى اغسطس 1979 اقيم مؤتمر مؤسس للجماعة الاسلامية تمت فيه المصادقة على قانونها الاساسى وتم تشدين حركة النهضة لتعبر عن الإخوان المسلمين فى تونس.


قامت الجماعة بأول عمل ارهابى فى فبراير 1981 عندما اختطفت على الحيلى عميد كلية العلوم بتونس واحتجزته واعترف راشد الغنوشى احد مؤسسى الحركة بمشاركة الاسلاميين في العملية.. وفى 2 اغسطس 1987 تم تفجير اربعة فنادق سياحية بالتزامن مع احتفالات عيد ميلاد الحبيب بورقيبة الرئيس التونسى السابق وقد شارك فى هذه العملية محرز بودقة وبولبابة دخيل وبتحريض من عبد المجيد الميلى المسئول عن التنظيم.

 


وكانت اخطر العمليات الارهابية لحركة النهضة عام 1991 والتى عرفت باسم حادث باب سويقة وكانت عبارة عن اقتحام مقر الحزب الحاكم انذاك فى العاصمة تونس واحتجاز حارسى المقر فتم قتل الاول واحداث عاهة مستديمة للثانى واعلنت الحركة مسئوليتها عن هذا الحادث وعللت ذلك لثلاثة اسباب كان الاستيلاء على الملف الخاص بابناء الحركة المتواجد داخل المقر والثانى رد الاهانة التى تلقاها عبد الفتاح مورو عند اعتقاله عام 90 بالاضافة إلى تذكير نظام بن على بأن الحركة متواجدة وبقوة.


جرائم فى الجزائر
جاءت نشأة الإخوان المسلمين فى الجزائر بعدما لعب حسن البنا مؤسس الجماعة فى مصر على رغبة الشعب الجزائرى فى التحرر من الاحتلال الفرنسى وكان يستقبل العديد من المواطنين الجزائريين فى المقر العام للجماعة بالقاهرة من اجل انشاء فرع للإخوان فى الجزائر.


نجح محفوظ نحناح احد شيوخ الجزائر انذاك فى نقل الفكر الإخوانى داخل ربوع بلد المليون شهيد إلى ان تم انشاء حركة مجتمع السلم الإخوانية عام 1990 ومنذ انشائها اندلعت العديد من الاحداث السياسية بين الكيانات المسلحة التى انبثقت من فكر حركة مجتمع السلم.


واصلت هذه الجماعة الإرهابية نشاطا مسلحا بدأته جماعات أخرى، عام 1992، ونفذت سلسلة هجمات خطيرة ضد أهداف مختلفة فى العاصمة ومدن أخرى.


لكن الضربات الأمنية الكبيرة التى تلقتها من الجيش الجزائرى فى السنوات الأخيرة، ونجاح المصالحة الوطنية فى استقطاب عدد كبير من المسلحين، ساهما فى إضعاف هذه الجماعات.


تدمير ليبيا
اصبحت ليبيا مقصدا للإرهابيين من دول الجوار وغيرها عقب سيطرة الإخوان المسلمين على الحكم من خلال حكومة السراج، وجاء المرتزقة من دول الجوار الأفريقى وخاصة من المتمردين التشاديين، فضلاً عن أن قطر وتركيا أسهمتا بدور كبير فى نقل الإرهابيين إلى الوطن العربى بأكمله للعمل على عرقلة جهود جيوشنا الوطنية فى تحرير الوطن واسترجاع سيادته.


ونلاحظ تسجيل تعداد وتوزيع الإرهابيين المنضمين ضمن ميلشيات طرابلس نحو 3000 مسلح من تنظيم القاعدة من مصراته والزاوية، وما يقرب من 4500 مقاتل مرتزق من مصراته تحت راية الإخوان، وحوالى 1400 فلول مجلس شورى المنطقة الشرقية الفارين إلى غرب البلاد، 2500 ميليشيات الإخوان والجماعة المقاتلة من طرابلس وضواحيها، و250 إرهابياً من جهة النصرة فى سوريا تم نقلهم عبر تركيا إلى ليبيا، وما يصل إلى 300 مرتزق من دول عربية مثل تونس ومصر والسودان والجزائر وسوريا مرتبطون جميعهم بجماعة الإخوان.

 


ارتكب تنظيم الإخوان الإرهابى أبشع الجرائم فى حق الشعب الليبى بدعم تركى وقطري. وتعمل الجماعة فى ليبيا من أجل السيطرة على مفاصل الدولة الليبية بالهيمنة على المجلس الرئاسي، وإصرارها على محاربة الجيش الذى أنقذ البلاد من الدواعش وغيرهم، حيث دعمت جماعة الإخوان التنظيمات الإرهابية لخلق الفوضى فى البلاد للسيطرة على مقدراتها.


سوريا والمعاناة
فى أواخر السبعينيات، كان صعبًا الحديث عن جماعة إخوان مسلمين سوريا متماسكة، بل كانت أقرب إلى تيار عريض يضم بين جنباته توجهات وأفكارًا متنوعة، وجاء ذلك فى سياق كفاحٍ عام خاضته أحزاب وقوى عديدة ضد استبداد نظام الحكم، من بينها يساريون وقوميون عرب ونقابيون، وإسلاميون متنوعون طبعًا، محسوبون فى مجملهم على التيار الإخوانى العريض إياه.


واجه نظام الحكم أشكال التمرد والاحتجاج آنذاك بقمع متفاوت الشدة، لكنه كان يحتاج بهدفِ تثبيت أركان حكمه إلى كبش فداء يخصه بقمعٍ ساحقٍ لا يترك مجالًا لأى مقاومة، وكانت الاغتيالات المتتالية التى طالت ضباطًا وشخصيات علويّة، وكان المتهمون بتنفيذها محسوبين على تيار الإخوان المسلمين رغم النفى المتكرر لقيادة الجماعة، ذريعةً لتصعيد اللهجة والعنف ضد التيار الإخوانى على وجه الخصوص.


كانت «مذبحة مدرسة المدفعية» فى حلب، التى ارتكبها النقيب إبراهيم اليوسف عام 1979، نقطة تحولٍ أساسية. وأيا تكن حقيقة ما جرى فى القاعة التى ارتكبت فيها المذبحة المروعة ضد طلاب المدرسة، فإن الرواية الأقرب للصحة، والتى حفرت عميقًا فى التاريخ السوري، كانت أن اليوسف قد حرص على أن يكون القتلى من الطلاب العلويين فقط.


ومن المفارقات أن اليوسف كان ضابطًا بعثيًّا أصلًا، لكن تنظيم الطليعة المقاتلة إخوانى المنشأ لم يتردد فى نسبة هذه العملية إلى نفسه، فى حين نفت القيادة الرسمية للجماعة أى علاقة لها بالهجوم، كما أنها كانت تنفى علاقتها بتنظيم الطليعة المقاتلة كلّه.


حدث آخر قاد إلى الاجتثاث، كان محاولة اغتيال حافظ الأسد التى نفذها محسوبون على التيار الإخوانى فى يونيو عام 1980.


لعقدين تاليين، كان على طلاب المدارس الإعدادية والثانوية فى سوريا، أن يتعاهدوا فى شعارات الصباح المدرسية على التصدى للإمبريالية والصهيونية والرجعية، وسحق «أداتهم المجرمة، عصابة الإخوان المسلمين العميلة»، وتم تصدير الإخوان المسلمين على أنهم الشيطان بين السوريين عمومًا، وأنهم «الآخر» والعدوّ الوجودى الذين ينبغى سحقه فى أوساط الأقليات، وعلى وجه الخصوص العلويين. فيما كانت كارثية سلوك الأجنحة المسلحة فى الجماعة، وخطاياها القاتلة وجرائمها، بابًا لتحميلها المسئولية عما آلت إليه الأوضاع فى البلاد، حتى من وجهة نظر كثير من تيارات المعارضة.