انتخابات البرلمان الأوروبي| 8 تحالفات بحظوظ متباينة في المشهد

صورة مجمعة
صورة مجمعة

ساعاتٌ قليلةٌ باتت تفصلنا عن بعض ماراثون انتخابات البرلمان الأوروبي، والذي سيمتد لأربعة أيام من الثالث والعشرين وحتى السادس والعشرين من شهر مايو الجاري.

 

وتتنافس عدة أحزاب في بلدان الاتحاد الأوروبي الثمانية والعشرين على شغل مقاعد البرلمان، البالغ عددهم 751 مقعدًا، في أكبر عملية انتخاب غير وطنية تُجرى في العالم كل خمس سنوات.

 

حزب الشعب الأوروبي

 

ومن أبرز الأحزاب المتنافسة في الانتخابات حزب الشعب الأوروبي بزعامة السياسي الألماني مانفريد ويبر، الذي يُعتبر من أبرز المرشحين لخلافة اللوكسمبورجي جان كلود يونكر في منصب رئيس المفوضية الأوروبية.

 

 

وينتمي حزب الشعب الأوروبي إلى تيار يمين الوسط، ويتبنى سياسات متحفظة تجاه الهجرة، وهو يطالب بتشديد الرقابة على الحدود، لكن في الوقت ذاته، يرفض خطاب اليمينيين الشعوبيين المناهضين للهجرة.

 

ويخوض ويبر حملته الانتخابية للبرلمان الأوروبي تحت شعار "يجب إعادة أوروبا للشعب"، ودائمًا ما وجه انتقادات للزعماء الأوروبيين على اعتمادهم على الطاقة الروسية.

 

تحالف الخضر

 

ثاني أبرز التحالفات الانتخابية، هو تحالف أحزاب الخضر يتقدمه السياسية الألمانية سكا كلير، والهولندي باس إيكهوت. وتخوض كلير الانتخابات للمرة الثانية على التوالي بعد مشاركتها في انتخابات 2014 مرشحةً عن تحالف الخضر أيضًا، لكنها لم توفق في تلك الانتخابات.

 

وتتبنى كلير خطابًا يدعو ضمان عدم معاناة شعوب العالم جراء سياسات الاتحاد الأوروبي التجارية، كما أنها ترجب بتواجد المهاجرين في أوروبا، بصورةٍ قانونيةٍ.

 

 

ويتمتع تحالف أحزاب الخضر بحظوظٍ وفيرةٍ في انتخابات هذا العام، وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيتصدر المشهد الانتخابي رفقة حزب الشعب الأوروبي.

 

وينشط حزب الخضر في عدة بلدان أوروبية على رأسها فرنسا وألمانيا والنمسا وهولندا والسويد، وتتبنى أيدلوجية سياسية داعمة للبيئة ومنهج سياسي يهتم بالطبيعة، ومعظم هذه الأحزاب تتبنى أيدلوجية سياسية اشتراكية يسارية، لكن بعضها له ميول لتيار الوسط ويمين الوسط، ويشتركون في النهاية في أرضية واحدة تتعلق بالحفاظ على البيئة.

 

تحالف الأحزاب اليمينية الشعبوية

 

ومع موجة صعود اليمين المتشدد، التي ضربت بعض بلدان أوروبا في السنوات الأخيرة، ارتأى للأحزاب اليمينية الشعبوية أن تتكل في تحالفٍ واحدٍ يضم أبرز 11 حزبًا سياسيًا، يتزعمهم نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني.

 

 

وأبرز الأحزاب اليمينية المنضوية تحت التحالف حزب الجبهة الوطنية الفرنسي وحزب البديل من أجل ألمانيا وحزب الحرية الهولندي، المعادي للإسلام، وحزب الحرية النمساوي، إضافةً إلى حزب رابطة الشمال، الذي يتزعمه ماتيو سالفيني.

 

وقالت ماريان لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي، خلال اجتماعٍ للتحالف اليميني في ميلانو، "قبل خمس سنوات، كنا في عزلة، لكننا اليوم ومع حلفائنا سنصبح أخيرًا في وضع يجعلنا نغير أوروبا".

 

ومن جهته، أعرب نائب رئيس الوزراء الإيطالي سالفيني عن ثقته في أن تحالفه، سيفوز بعددٍ قياسي من المقاعد في انتخابات البرلمان الأوروبي.

 

ولتفادي ذلك، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى التصدي للأحزاب اليمينية المتطرفة، واعتبر أن الحركات الشعبوية تريد تدمير قيم أوروبا الأساسية مثل مكافحة الفساد وحماية الأقليات، حسب رأيها، وقالت في حقهم "إنهم يريدون تدمير أوروبا".

 

تحالف الليبراليين والديمقراطيين

 

رابع التحالفات الانتخابية، سيتمثل في تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا، الممثل لتيار الوسط، ويقوده جي فيرهوفشتات، ويضم حزب الجمهورية إلى الأمام الفرنسي، الذي ينتمى له الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 

 

ويتبنى التحالف خطابًا ينادي بالحفاظ على القيم الأوروبية مثل المساواة والديمقراطية، كما يدعو لمواجهة التيارات اليمينية الشعبوية، والتي يعتبرها تهدد المبادئ الأوروبية الأساسية.

 

 ويخوض تحالف الليبراليين والديمقراطيين انتخابات هذا العام، وأعينهم منصبة نحو مواجهة كل أشكال العنصرية وبناء أوروبا أكثر ليبرالية.

 

التحالف الاشتراكي

 

وبالنسبة لمعسكر اليسار، يتواجد تحالف الاشتراكيين الأوروبيين، الذي يقوده وزير الخارجية الهولندي السابق فرانس تيمرمانز، ويمثل التحالف تيار يسار الوسط.

 

 

ويعتبر التحالف هو أقوى تكتل يساري في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، ولديه حظوظٌ في الحصول على عددٍ مقبولٍ من المقاعد في البرلمان الأوروبي، تمكنه من المشاركة بصورةٍ حقيقةٍ في صنع القرار السياسي في الاتحاد الأوروبي عبر غرفته التشريعية.

 

ويتبنى الحزب سياسةً أكثر انفتاحًا وترحيبًا تجاه اللاجئين والمهاجرين، ويدعو الاتحاد الأوروبي سياسة مختلفة وعادلة تجاه اللاجئين والمهاجرين، تعتمد على مشاركة المسؤولية والتضامن بين الدول الأعضاء.

 

تحالفات أخرى

 

وإلى جانب هذه التحالفات، يوجد ثلاثة تحالفات أيضًا، ولكن بحظوظٍ أقل في الفوز بهذه الانتخابات، وعلى رأسها تحالف المحافظين والإصلاحيين، بزعامة السياسي التشيكي جان زهراديل، والذي يدعو إلى إصلاحات في هيكل الاتحاد الأوروبي بما يقلل من مركزيته، ويمنح المزيد من الصلاحيات للدول الأعضاء، كما يطالب بتبنى سياسات نقدية متعددة في التكتل الأوروبي.

 

سابع التحالفات هو تحالف أوروبا الحرة بزعامة الأسباني أوريل جونكيرس، نائب زعيم كتالونيا السابق، والذي يخوض غمار الانتخابات من خلف القضبان في إسبانيا، حيث يواجه تهمًا تتعلق بالتمرد.

 

(للمزيد من المعلومات طالع: انتخابات البرلمان الأوروبي| زعيم أحد التحالفات يخوض المعترك من داخل السجون)

 

وهناك تحالف يساري آخر، هو تحالف حزب اليسار الأوروبي المتحد واليسار الأخضر الشمالي بزعامة السلوفينية فيوليتا توميتش. ويدعو التحالف أوروبا لتبني سياسيات مناهضة للرأسمالية، كما يطالب بأوروبا خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.