مقـامـات بـلا كـرامــــات!

مقـامـات بـلا كـرامــــات.. تصوير:عبد المنعم ممدوح
مقـامـات بـلا كـرامــــات.. تصوير:عبد المنعم ممدوح

آلاف الأضرحة الوهمية وسيلة للنصب والاستيلاء علي أموال الغلابة


تنتشر الأضرحة والمقامات في مصر بشكل كبير، في كل محافظة يوجد ضريح، يذهب إليه المهووسون من كل حدب وصوب، يتبركون بها اعتقادًا منهم بأن أصحاب هذه المقامات لهم كرامات في حل المشاكل والعقد، حتي إن عددها وصل إلي ما يقرب من 6 آلاف ضريح- بحسب إحصائيات وزارة الثقافة.

 بعض هذه الأضرحة مزيف لم يستدل علي صاحبه أو قصته، ومنها من نعرف أصحابها وقصصهم.. وهناك بعض الأضرحة التي لا تحتوي في الأصل علي رفات أموات وبالرغم من ذلك يتردد عليها المواطنون يطلبون قضاء حوائجهم ويجعله وسيطا في الدعاء بينه وبين الله، ويتم استغلالها للتربح بالحصول علي تبرعات المخدوعين وأموال صناديق النذور.. غرف يتوسطها مقام داخل صندوق خشبي كبير مصنوع من خشب الأرابيسك، وبداخلها براويز تحمل آيات قرآنية، أنفك تشتم رائحة المسك والبخور فور دخولك لتشعرك بهيبة المكان، أما السقف فدائما ما يأخذ شكل القبة المرتفعة مع اختلاف الأحجام والألوان.. إما عبارات «مدد يا سيدي»‬.. فستسمعها كثيرا إذا ما كنت من مريدي هذه الأماكن.. ولكن هل «‬تحت كل قبة شيخ»؛ خاصة أن هناك بعض الأضرحة في مصر اكتشف الأهالي عند تجديدها أنها بلا شيخ ولم يُدفن بها أحد من الأساس.. وأن عددا كبيرا من الأضرحة لا يوجد بها رفات للموتي، وهناك من يتربحون من ورائها إلي حد الثراء، ويقيمون الموالد كل عام حولها، وصناديق النذور، وإقناع الناس بأنها لأشخاص ذوي كرامات وقادرين علي حل جميع المشكلات وهم لا يقدرون علي خدمة أنفسهم ولكنهم يجمعون أموال النذور والتبرعات لأنفسهم بعيدًا عن إشراف وزارة الأوقاف.

في السطور التالية تفتح «‬الأخبار» ملف الأضرحة الوهمية والمزيفة وتتساءل هل هي «‬سبوبة» النصب علي البسطاء أم أنها فعلا بكرامات.. وترصد قصص وحكايات أضرحة أولياء الله الصالحين وتبارك المواطنين بهم وتقربهم وتعلقهم بهم.

سيدي المنوفي.. «‬ولي» لا يعرفه أحد!
خلف قصر عابدين العتيق.. تجد مقاما مغلقا يكاد الصدأ والأتربة تغطيان معالمه.. تأخذك قدماك إلي هذه الحارة الصغيرة والتي كانت باسم «‬حارة الزير المعلق» قديما؛ ولكنها غيرت باسم صاحب المقام الذي لا يعرفه أحد.. إنه محمد المنوفي أو «‬سيدي الأستاذ محمد المنوفي» كما كتب علي جدران المقام الذي يقع بجانب «‬حوش لفرز القمامة».. اللافتة التي عفي عليها الزمن كتب عليها أن صاحب هذا المقام هو محمد المنوفي أحد مريدي الطرق الشاذلية ولكن أغلب سكان المنطقة حتي القدامي منهم لم يعرفوه، الحاج عربي محمود أحد أقدم سكان المنطقة أكد أن هذا المقام موجود منذ ولادته ولا يعرف عنه شيئا سوي يوم 29 شعبان من كل عام وذلك عندما يأتي شيوخ الطرق الشاذلية للاحتفال بمولده؛ ويقومون بلم التبرعات من الناس ويأتي أناس غرباء عن المنطقة يتبركون في المقام الذي لا أعرف من صاحبه، ويلتقط منه طرف الحديث عم سيد من سكان المنطقة وصاحب مكان صغير لبيع المشروبات الساخنة والذي أكد أن هذا المقام لا يعرف من المدفون تحته وهل هو ولي من أولياء الله الصالحين أم أنها مجرد حيلة للنصب علي الناس باسم البركات؛ وطالب وزارة الأوقاف والأزهر الشريف بتوضيح موقفهم من هذه المقامات المنتشرة في القاهرة الكبري والمحافظات علي نطاق واسع، واختتم قائلا: الواحد ميعرفش إيه اللي مدفون تحت القبة دي؛ فمش دايما هتلاقي تحت القبة شيخ وممكن يبقي راس خروف أو أي شيء ولا بد من تعريفنا نحن أهالي المنطقة بهذا المقام الذي لا يعرفه أحد.

الأوقاف تريد ضمه من قبضة السيدتين
حمزة الصحابي.. منجم دهب لـ صباح ووفاء بوسط البلد!

هو حمزة بن محمد بن هبة الله بن عبد المنعم كما كتب علي لوحته العتيقة المصنوعة من الرخام اشتهر بحمزة الصحابي... ويقع ضريحه في شارع هدي شعراوي بوسط البلد، الضريح ملاصق لمسجد أو زاوية صغيرة وتزينه ألوان مبهجة، له شبابيك مزخرفة بخشب الأرابيسك وتعلوه قبة خضراء مميزة، تشعر وأنت داخل المسجد أنك في جامع كبير بسبب اهتمام خادمتي المسجد والضريح واللتين تعيران الضريح اهتماما بالغا، قابلنا إحدي هاتين السيدتين، حيث إنه يعتبر مصدر دخلهم الرئيسي، والمنتفعين من ورائه بكل الأموال التي يدرها هذا المقام الذي لا تتعدي مساحته المترين فقط، ومن هؤلاء الخادمات سيدة تدعي صباح والأخري وفاء، واصطحبتنا صباح داخل المقام الضيق والذي لا يسع إلا لـ3 أو 4 أشخاص وتتميز بعلو سقفها ويفصل بينها وبين المسجد من الداخل باب ومكان للوضوء.
وتقول صباح «‬خادمة المقام»: إن وزارة الأوقاف عينها علي هذا المقام الفريد من نوعه فهو يقع في وسط البلد ونقوم بتنظيف المكان وتطهيره من أموال صندوق النذر التابع للمقام وأهل الخير الذين يحبون هذا المكان ويتباركون به ويأتون من كل مكان»، وعلي الناحية الأخري توجد بعض المحلات والمقاهي والتي قابلنا فيها أحد مريديها، فيقول علي صبري «‬موظف»: «‬إن هذا المقام لا يعرف له صاحب؛ ويتساءل هل هو فعلا لأحد الصحابة أو أن هناك جثة مدفونة تحت هذه القبة أم أنها روايات قديمة فقط ولا نأخذ بها في الاعتبار»، وطالب وزارة الأوقاف والأزهر الشريف والثقافة والآثار بعمل حصر لهذه المقامات المنتشرة في مصر والاستفادة منها أو هدمها ورقابتها.

افتتحه الملك فاروق بنفسه والأعضاء لا يعلمون عنه شيئا
ابن عم السيد البدوي.. مقام داخل نادي الصيد!

هو نادي طبقة «‬الكلاس».. يحلم بعضويته الكثيرون.. إنه نادي الصيد الذي أنشئ عام 1939.. يطل علي شارع محيي الدين أبو العز وشارع نادي الصيد، يبلغ عدد أعضاء نادي الصيد 76 ألف عضو وتعتبر رسوم عضوية نادي الصيد من أغلي الرسوم في الأندية المصرية.. ولكن الغريب وجود مقام يحمل اسم «‬سيدي محمد البدوي» والذي يقال إنه ابن عم سيدي أحمد البدوي والذي يوجد ضريحه في مدينة طنطا.. نعم صدق أو لا تصدق نادي الصيد الذي يجمع عليه القوم بداخله مقام ولكن ما هي قصة هذا الضريح؛ قصته بدأت عندما لاحظ مؤسسو النادي وجود قطعة أرض مبني عليها مقام ولصاحبه كرامات كما يردد البعض، ولكن مكانه سيفسد الشكل الجميل للنادي الذي كان تحت الإنشاء، ولكون نادي الصيد أول نادٍ مصري يمتلك أرضه اشترط مالك الأرض علي مؤسسي النادي بحضور الملك فاروق ألا يتم هدم المقام الذي يعود تاريخه لمئات السنين، وهنا كان هناك حلان، الأول أن يكون المقام خارج أسوار النادي، والثاني أن يتم إدخال المقام داخل النادي علي أن يتم السماح لمريدي سيدي محمد البدوي صاحب المقام ومحبيه حق دخول النادي وإقامة مولد له في منتصف شهر شعبان من كل عام، وهو ما حدث بالفعل.
قابلنا أحد أعضاء النادي: «‬عمر عشري» والذي عبر قائلاً: »‬حد كان يتخيل إن أرقي ناد في مصر بداخله ضريح»؛ والتقط منه طرف الحديث أحد عمال النادي والذي رفض ذكر اسمه قائلاً:إن صاحب المقام كما سمع يرجع لابن عم أحمد البدوي والذي يقع ضريحه في مدينة طنطا وأن هذا المقام بني لأنه كان يدافع عن المنطقة من اللصوص لأنها كانت منطقة زراعات شاسعة المساحة، حتى بني له هذا المقام الذي أمر ملك مصر والسودان وقتها فاروق الأول بالسماح لمحبي الشيخ بإقامة مولد له مرة كل سنة.

نبيلة.. كانت تطعم المحتاجين
«‬الغني برضه ليه بركات»

كتب عليه مقام السيدة نبيلة فؤاد الحسينية الهاشمية رضي الله عنها.. ولكن أهل المنطقة لهم رأي آخر يفيد بأن هذا المقام ليس له علاقة بأولياء الله الصالحين وإنما هي سيدة عادية حديثة الدفن كانت تخدم الغلابة في المنطقة وكانت تطعم وتكسو الفقراء والمحتاجين وتكرم الزوار، المقام الذي بني بالرخام ومطلي بمياه الذهب بحارة تقع بجانب مقام السيدة نفيسة، ستجد عنده سيدة عجوزا أو أبا هو وأولاده يقرأون الفاتحة بجواره؛ وعند سؤالهم: »‬مقام مين ده»؟ ؛ يجاوبوا بكلمة «‬منعرفش أكيد مقام وعايزين ناخد البركة»، ولكن محمد زين «‬أحد سكان المنطقة» فكان له رأي مختلف رغم صغر سنه إلا أن مجال دراسته وحبه للآثار جعلته متمكنا مما يقول؛ بدأ حديثه قائلا:هذا المقام لسيدة كانت فاحشة الثراء؛ وأضاف:كانت توزع الأموال والطعام والشراب علي الغلابة والمحتاجين وغير المحتاجين ووهبت حياتها لخدمة آل البيت؛ ولكنها ليست صاحبة كرامات أو معجزات ومحبو السيدة نفيسة يتبركون بالمكان كله حتي إن مريديها يأتون إلي قبر السيدة نبيلة ويقرأون الفاتحة ويتبركون بها وهي ليست صاحبة بركات أو كرامات.

بئر الريحاني.. مغطس لعلاج الأطفال!
الشيخ الريحاني أو كما يطلق عليه أنصاره سيدنا الريحاني، أحد الأولياء الذين ذاع صيتهم وسط مهووسي الأضرحة، فقد اختلف المؤرخون حول تاريخ هذا الضريح الذي يقع في أحد أزقة منطقة عابدين علي مقربة من سوق الإثنين، حيث ذكر بعض المؤرخين أن صاحب هذا الضريح هو الصحابي أبو «ريحانة» الذي قيل إنه مولي الرسول صلي الله عليه وسلم، ومنهم من أكد أنه من نسل الحسين بن علي رضي الله عنه، بينما أكد أحد أهالي المنطقة أن هذا المقام خرافات، ويتخذه القائمون عليه كسبوبة ينتفعون من ورائها ببعض الأموال، وبالرغم من ذلك إلا أن مقام الريحاني يحظي بشعبية كبيرة جدا، حيث يعتقد الكثيرون أن البئر الموجودة في مقام الشيخ الريحاني تشفي الأطفال بمجرد غمسهم فيها، كما أنه يشفي العقم لدي النساء، وهو ما عرف عن بئر الريحاني منذ زمن، وما جعل العديد من الأشخاص يلجأون له تباركا به وثقة في كراماته، فقد ذكر أحد الزائرين أنه قصد هذا المقام منذ سنوات طويلة حين كانت تعاني ابنته التي لا يتعدي سنها الثلاث سنوات من التلعثم الشديد حتي إنها تكاد تكون لا تتحدث، فنصحني أحد جيراني بأن أزور مقام الشيخ الريحاني، وأن أقوم بغمس ابنتي بكامل جسدها في مياه البئر الموجودة بجانب المقام، وبالفعل نفذت نصيحتهم وبعدها أصبحت ابنتي تتحدث بطلاقة شديدة، ومنذ ذلك الحين وأنا حريص علي زيارة مقام سيدي الريحاني، حيث إنني أصبحت أتبارك به تباركا كبيرا، حاولنا التجول داخل الساحة البالية التي يطلق عليها مقام سيدي الريحاني، فوجدنا قبة تكسوها الشقوق، وبجانبها بئر ليست عميقة بها مياه بدا عليها الاتساخ، وتراكمت عليها الأتربة وبعض الحشرات، وفي إحدي الزوايا غرفة صغيرة بها سرير متهالك، وبقايا أغراض عرفنا بعدها أن هذه هي غرفة الحارس المسؤول عن فتح وإغلاق المقام، وكذلك جمع التبرعات التي يضعها الزائرون كرامة للشيخ الريحاني حتي تقضي حاجتهم.

يحقق الأمنيات ويشفي العقيم!
الحناوي.. «‬حنة» سحرية لفك العقد!

 بعد أن تجتاز عشرات الأمتار في الممر الأثري الجميل الذي تتفرع منه حارة ضيقة بها مدخل النساء لمقام السيدة نفيسة رضي الله عنها، تجد قبة تفوح منها رائحة الحنة عن بعد، وقف حولها عشرات النساء بعضهن باكيات وبعضهن شاكيات، يتسارعن في تلطيخ أجسادهن بحناء ذلك المقام المنسي الذي يدعي «‬مقام الشيخ الحناوي».
ذاع صيت هذا المقام الذي يعتبره كثير من النساء محقق الأمنيات ومزيل العقبات وحلال العقد، بعد أن انفرجت علي يده العديد من الكرب النسائية المنغصة لحياتهن، فإحداهن جاءت تشكو إليه عقمها وتضع الحناء علي بطنها تبركا به، وبعد أسابيع قليلة فوجئت بأنها تحمل في أحشائها طفلا بعد أن عجز جميع الأطباء عن علاجها، كانت هذه هي الرواية الأولي التي روتها لنا إحدي المتضرعات لمقام الحناوي، حيث أكدت لنا أنها دائما ما تلجأ للحناوي لحل جميع مشكلاتها وذلك بفضل بركة الحناء السحرية الملطخة بقبة مقامه، وأخري جاءت تشكو له هجر زوجها لها، بعد أن علمت زواجه من أخري كانت دائما ما تشاغله حتي وقع في شباكها، وثالثة جاءت تشكو له تأخر زواجها وتتوسل إليه أن يمنحها زوجا صالحا ووسيما وميسور الحال، بل وتعده أن تقيم ليلة يتحني فيها جميع نساء المنطقة ويدعون فيها للشيخ الحناوي محقق أمنياتهم وتذبح فيها الذبائح إكراما لروحه.

جاء لمحافظ القاهرة في المنام ثلاث مرات
الشيخ أشرف.. أصغر ولي في مصر عمره 4 سنوات!

تحت سفح جبل المقطم وبالقرب من مدخل منطقة »‬وادي المساكين» المليئة بمقابر الصحابة وأولياء الله الصالحين علي طريق الأوتوستراد يستقبلك مقام الشيخ أشرف أو الطفل الولي الذي لفت انتباهنا فور وصولنا.. وهو ضريح لطفل صغير صاحب أربع سنوات، والذي أطلق عليه الأهالي الطفل المعجزة صاحب المنح الإلهية السنية والفيض الرباني العالي، وصاحب مقام صوفي في مصر، وله العديد من الكرامات التي أثارت دهشة الجميع.. أبوه وأمه يعيشان بجانب قبره منذ أكثر من 45 عاماً.
عناقيد الزينة تنتشر بالضريح، وأعلي الحوائط توجد صور للطفل وبعض الوثائق عن نسب الطفل لآل البيت وحكايته التي قصها علينا الشيخ جابر محمد رضوان والد الشيخ أو الطفل أشرف حدثنا عن ابنه منذ ولادته في عام 1969، وكيف قضي حياته وعن تمكنه من حفظ كتاب الله وهو في الرابعة من عمره، وإجادته للغة العربية الفصحي، وكيف جاء لوجيه أباظة محافظ القاهرة في الحلم ثلاث مرات لنقل رفاته إلي مكانه الحالي.. ويقول الشيخ جابر: «‬ابني اشتهر وذاع صيته في السبعينيات وقامت لجنة من علماء الأزهر الشريف للتعرف علي هذا الطفل الولي، فحدثهم من القرآن ومن السنة وحاز إعجابهم ودهشتهم وتم بناء المقام الذي نحتفل فيه بمولد من أول رجب حتي منتصفه من كل عام، كما نقوم بعمل حضرة أسبوعية كل يوم اثنين، ويضيف الرجل السبعيني: «‬منذ أول يوم لولادته أخذ في فعل الخوارق والإتيان بالكرامات علانية أمام العامة وأهله.
يحوي جثمان وزير الإمام الحسين
الشيخ الدرديري.. حلال المشاكل!

وفي أحدي زوايا مقابر السيدة نفيسة يقع مقام الشيخ الدرديري والذي تعددت الروايات عنه ولعل أبرزها أن هذا المقام المجهول يحوي جثمان وزير الإمام الحسين بن علي، وهو الوزير المقرب له والمسؤول عن قضاء حوائج قاصدي الحسين وكذلك حل مشكلاتهم، كما روي أهالي المنطقة، أن هذا المقام كاذب وأن جثمان الشيخ الدرديري وزير الإمام الحسين مدفون بالقرب من مسجد الحسين في منطقة الأزهر، بينما أكد لنا الشيخ عاطف، أحد أقدم سكان منطقة مقابر السيدة نفيسة، أن مقام الشيخ الدرديري يقصده الزوار من كافة الأماكن حيث إنهم يؤمنون بصلاحه، ويثقون في كراماته التي كان لهم معها العديد من التجارب، مضيفا إنه من المعروف عن مقام الشيخ الدرديري أنه أيا كانت المشكلة التي لا تجد لها حلا، أو الأمر الذي تحتار في اختياره، أو الحاجة التي تسعي لقضائها، فإنك تدخل للشيخ الدرديري تلقي عليه السلام، وقد تشبعت نفسك بالحاجة التي تريدها منه، ثم تقول له: «‬يا سيدنا الدرديري اركب الحمارة واقضي العبارة» ثم تذهب لزيارة الإمام الحسين، تدخل تلقي عليه السلام، ثم تقرأ الفاتحة وسورة الإخلاص إحدي عشرة مرة، ولا تتحدث بعدها مع أحد مطلقا، وفي هذه الأثناء سيصلك الرد إما بحل مشكلتك، أو باختيار الأمر الأفضل لك، أو بدلائل لقضاء حاجتك، مؤكدا أن هذا ما يحدث مع كل من يقصد الشيخ الدرديري بالزيارة ثم يتوجه لزيارة الحسين، وهو ما أدي إلي شهرة هذا المقام.

أهالي المنطقة يعتقدون أن به جثمان أشهر مفسري الرؤي في التاريخ
ضريح ابن سيرين: أضغاث أحلام!

علي ناصية مدخل حارة البلأسي بحي الخليفة يقع منزل مكون من طابقين أسفله ضريح بسيط كتب عليه لافتة تحمل اسم «‬ابن سيرين مفسر الأحلام»، يلقي هذا الضريح اهتماما من أهل المنطقة، لاعتقادهم الشديد ببركة هذا الضريح الذي يحوي جثمان ابن سيرين أشهر مفسري الأحلام في التاريخ أحد ورثة نبي الله يوسف الصديق في تعبير الرؤي.. وبالرغم من اعتقاد أغلب أهالي المنطقة وتأكيدهم أن هذا الضريح هو المدفن الأصلي لابن سيرين مفسر الأحلام إلا أن البعض الآخر يؤكد أن ابن سيرين يرقد في موطنه الأصلي بالبصرة، وأن هذا المقام أنشئ منذ عدة سنوات ولكنه لا يحمل جثمان ابن سيرين، بل إن هناك حكاية منتشرة يعرفها بعض عجائز المنطقة، وهي أنهم حين حفروا للبناء في هذه المنطقة وجدوا طفلين عائمين علي وجه المياه، يرتديان جلبابا أبيض عليه أوشحة خضراء أحدهم كتب عليه محمد بن سيرين والآخر كتب عليه عبد الله بن سيرين، وعلي رؤوسهم قبعات خضراء، قيل إن هذين الطفلين كانا عمرهما اربع وست سنوات، كما أنهما ذرية بن سيرين مفسر الأحلام قد جاءا حينها لزيارة مصر مع أحد الصحابة، وماتا فدفنا في هذا المقام حين بدت كراماتهم، ولكننا لم نصل إلي حقيقة الأمر بعد تعدد الروايات التي سمعناها، إن كان هذا الضريح هو مدفن ابن سيرين مفسر الأحلام بالفعل، أم يحمل جثامين أبنائه، أم أنه مقام كاذب لا يمت لابن سيرين بصلة.