رغم محاولات الأوقاف السيطرة عليها..

عشوائية ِّمكبرات الصوت.. أبواق جهل تسىء للإسلام

الأزهر الشريف
الأزهر الشريف


يقول د. محمود مهنى عضوهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: إن استخدام مكبرات بغير حاجة فى المساجد يعد ضررا كبيرا يرتقى لإثم يحاسب فاعله، ولنا فيما قاله لقمان الحكيم وهويعظ ابنه كما ورد فى القرآن الكريم» وَاقْصِدْ فِى مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ» 19- لقمان.


 والله سبحانه أمر بعض الصحابة حينما كانوا ينادون على الرسول صلى الله عليه وسلم بأصوات عاليه أن يخفضوا من أصواتهم كما جاء فى سورة الحجرات «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ «2» إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ «3» إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ «4» الحجرات 


وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم على المسلمين وهم يقرأون القرآن فى المسجد بأصوات عالية فأمرهم بخفض أصواتهم حتى لا يُخطَّئ بعضهم بعضا.


وأوضح «مهنى» أنه يجب اتباع تعاليم الدين التى تحث على الهدوء والسكينة وحق الآخر فى عدم الإزعاج، وأيد أن تكون صلاة التراويح بسماعات داخلية حتى لا تسبب إزعاجا لأحد من المسلمين أومن الذين لا يدينون بديننا مطالبا بعدم المغالاة فى طقوس العبادة.


ويقول الشيخ فكرى حسن إسماعيل من علماء الأزهر الشريف: للأسف ظاهرة إزعاج مكبرات الصوت فى المساجد تنتشر بصورة كبيرة ويروج أصحابها لدى البسطاء بأنها جزء من الطقوس الشرعية وهوأمر مخالف تماما للدين، وخاصة فى شهر رمضان بصلاتى التراويح والفجر، وهو ما يزعج الناس بضرر لا يتفق مع الشريعة الإسلامية التى تحض على عدم إضرار الغير خاصة المرضى وكل ذى حاجة.


واوضح «إسماعيل» أن من تعاليم الإسلام أن يكون صوت المؤمن منخفضا حتى ولوفى الصلاة وعبَّر القرآن الكريم عن ذلك بقوله تعالى فى سورة الإسراء «ولاتجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا» صدق الله العظيم وأقول لمن يسيئون استخدام مكبرات الصوت ويؤذون الناس بها: إن كنتم تحبون هدى النبى صلى الله عليه وسلم والعمل بسماحة الشريعة الإسلامية طبقوا ما جاء به القرآن الكريم من عدم الإضرار بالناس وأقله عدم إزعاجهم فى بيوتهم. 


وتابع إسماعيل: يجب أن يطبق هذا الأمر على المساجد ويضاف إليه منع إساءة استخدام المكبرات فى الأفراح ومناسبة افتتاح المحلات لأنها بنفس الضرر خاصة وأن الإيذاء يستمر حتى ساعات مبكرة من الصباح. 


وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على أناسٍ جلوس فقال: «ألا أخبركم بخيركم من شركم؟» قال: فسكتوا، فقال ذلك ثلاث مرات، فقال رجل: بلى يا رسول الله أخبرنا بخيرنا من شرنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره» واعتبر النبى صلى الله عليه وسلم أن من الموبيقات الإضرار بالناس فى حديث آخر «إياكم والشرك بالله والإضرار بالناس» ومن يستخدم المكبرات لإزعاج الناس ويؤذى مسامعهم بها فهو يرتكب ذنبا يحاسب عليه يوم القيامة. 


ومن جانبه قال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف إن التعليمات واضحة بخصوص استخدام مكبرات الصوت فى المساجد حيث حددت الوزارة قصر استخدامها على الأذان وخطبة الجمعة فقط واستخدام السماعات الداخلية فى المسجد وعلى قدر الحاجة. أما ما يتصل بإلقاء الدروس والندوات وصلاة القيام فى شهر رمضان فىقتصر الأمر فيها على السماعات الداخلية دون مبالغة.


وأوضح «طايع» أنه حال احتياج بعض المساجد الكبرى كمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة إلى استخدام المكبرات الخارجية فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان نتيجة كثرة المصلين خارج المسجد فلا بد من الحصول على تصريح كتابى مسبق من رئيس القطاع الدينى بالوزارة بخاتم الوزارة، وتعليق التصريح فى مكان بارز بالمسجد.


وقال «طايع» إن الوزارة بصدد الانتهاء من التجارب النهائية للأذان الموحد والتى بمقتضاها يتم الأذان فى مسجد أم ويتم توصيله بالمساجد التابعة فى حيز المنطقة عن طريق الواى فاى منعا من تداخل الأصوات، وسيتم انتقاء أفضل الأصوات لهذه المهمة. وأكد على أنه سيتم تعميمها بجميع المساجد وأنه تجرى حاليا التجارب النهائية بأكثر من 115 مسجداً فى القاهرة الكبرى، وتم تلاشى بعض العيوب الفنية بمعرفة الشركة المنفذة، وبمجرد الانتهاء منها سيتم تعميم التجربة على مراحل، حتى تشمل جميع مساجد الجمهورية.


وأوضح «طايع» أنه على أى متضرر من إزعاج مكبرات الصوت بالمساجد أن يتقدم بشكوى لأقرب إدارة يتبعها المسجد وسيتم اتخاذ اللازم حيال ذلك فورا.