حكايات| «محشي وبط» بساحة برج «إيفل».. مائدة رمضانية على الأراضي الفرنسية

جانب من الإفطار
جانب من الإفطار

«الغربة سارقة».. 11 حرفًا كسرت العادات والتقاليد في عاصمة النور باريس، حين قرر مصريون إقامة مائدة إفطار أسفل برج إيفل في محاولة لـ«لم الشمل» 350 ألف مصري هم إجمالي عدد الجالية المصرية في فرنسا.

هنا في غرب أوربا، تمركزت مائدة طعام طولها نحو 3 أمتار، تنوعت عليها الأطباق المصرية «من كل شكل ولون»، فكانت «المحاشي والبط» الضيفين الدائمين على أغلب الموائد المصرية في أوائل أيام الشهر الفضيل حاضرة وبقوة على المائدة الباريسية.

المصري معروف بكرمه

كرم الضيافة المصري، دفع الطيور المصرية المهاجرة لعدم الاكتفاء بدعوة أبناء موطنهم، بل زادوا على ذلك وجعلوها «عزومة عربي» بدعوة نظرائهم من الجاليات العربية لمشاركتهم في الحدث الذي أبهر رواد المزار الفرنسي العالمي.

البداية من «فيسبوك» 

الفكرة بدأت عبر «جروب» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، دعا فيه أحد المصريين في فرنسا لإفطار جماعي تحت برج «إيفل» في محاولة لاسترجاع ذكريات رمضان في مصر، ومحاولة للتعارف وتقديم المساعدة لبعضهم البعض، فما إن نشرت الفكرة إلا ونالت استحسان الجميع، ولكن الغريب كانت مطالبة الجاليات العربية «الجزائرية، والمغربية، والليبية، والسورية» بالمشاركة في الإفطار.

أول جمعة في رمضان 

لم يكن الاتفاق على تحديد يوم للمائدة الرمضانية بالسهل على كثير من الراغبين في المشاركة بالإفطار الجماعي، فالارتباطات الأسرية ومواعيد العمل التي تختلف طبيعتها عن الدول العربية تُقيد غالبيتهم، ولكن رجح المصريون بأن يكون التجمع يوم الجمعة الأول في الشهر المبارك، لاسترجاع ذكرياتهم مع هذه المناسبة في بلادهم، لتأتي الموافقة بحضور أكثر من 30 فردًا لهذا التجمع الرمضاني العربي.

 

نوعية الطعام 

بعد الانتهاء من تحديد الموعد، بدأت مناقشات أصناف الطعام، وبالطبع رُجحت كفة المصريين، ليكون الإفطار بنكهة مصرية خالصة ليس هذا فحسب بل اتفق الجميع على أن يكون «أكل بيتي» بعيدًا عن وجبات المطاعم التي تقدم مأكولاتها للمصريين هناك.
فكرة «الأكل البيتي» لم يكن هدفها فقط استعادة ذكريات الماضي على المائدة المصرية، بل جاءت كمحاولة لتشجيع السيدات المصريات اللاتي تعملن في مهنة إعداد الطعام بالمنزل، فكانت المائدة عامرة بـ«اللحم الضاني، والمحشي بأنواعه، والرقاق، والبط» وغيرها الكثير من الأكلات المصرية المختلفة.

 

حديقة «شامب دي مارس» 

وأخيرًا وقع الاختيار على حديقة «شامب دي مارس» القريبة من نهر السين، حيث يقع برج إيفل، أحد عجائب الدنيا السبع، لتكون شاهدة على أن الجالية المصرية استطاعت أن تجمع الجاليات العربية في مكان واحد ليستعيدوا معًا أجواء رمضان في بلادهم.