«فيروس سى» فى طريقه للانتهاء من مصر.. ونجاح التجربة حديث العالم

حوار| رئيس هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية: مبادرات الرئيس في الصحة إنجاز عالمي غير مسبوق

د. محمد صلاح الدين زعتر
د. محمد صلاح الدين زعتر

- أجرينا 15% من عمليات قوائم الانتظار..و«المعاهد» الأولى فى عمليات القلب والعيون

- مبنى جديد للعمليات والرعاية المركزة بمستشفى الساحل.. ومصنع للأطراف الصناعية خلال شهرين

 

حوار: أحمد سعد - تصوير جون نجاح

 

لا توجد دولة فى العالم حققت هذا الإنجاز غير المسبوق الذى غيّر شكل الصحة فى مصر هكذا وصف رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية د. محمد صلاح الدين زعتر ما حققته المبادرات الرئاسية للقضاء على فيروس سى والأمراض غير السارية، ومبادرة إنهاء قوائم الانتظار للعمليات الجراحية، مما جعل ذلك حديث الأوساط العلمية فى العالم، فمصر تبحث حاليًا عن الأمراض وتمنعها بدلًا من علاجها فقط كما كان فى السابق.

 

ووصف رئيس الهيئة التى تعد الذراع التعليمىة والبحثىة لوزارة الصحة، والمماثلة للجامعات، فى حواره مع «الأخبار» ما تم من إنجاز وتطوير فى مستشفيات ومعاهد الهيئة القومية الـ24 على مستوى الجمهورية بأنه طفرة غير مسبوقة، جعلت الهيئة الأولى فى إجراء جراحات القلب على مستوى الجمهورية، حيث أجرت 15% من إجمالى الجراحات التى تمت فى المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار، وعالجت 6.5 مليون مريض خلال عام واحد فقط.. واعتبر التعديل الذى أجراه الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل عام على لائحة الهيئة أعاد لها هيبتها ومكانتها دورها العلمي، بحيث جعل منصب رئيس الهيئة يماثل رئيس الجامعة، وأن معاهد الهيئة هى التى تضع السياسات العلاجية التى تسير عليها باقى المستشفيات على مستوى الجمهورية.. وإلى نص الحوار..


مبادرات الرئيس
> أطلقت الدولة العديد من المبادرات الرئاسية التى ساهمت فى الارتقاء بالقطاع الصحى المصري..ما دور الهيئة فى هذه المبادرات؟

- فى البداية لا توجد دولة فى العالم حققت هذا الإنجاز، مثل ما حدث فى مبادرتى الرئيس عبدالفتاح السيسى للقضاء على فيروس سى والكشف عن الأمراض غير السارية «100 مليون صحة»، وانهاء قوائم انتظار العمليات الجراحية، فلا توجد دولة فكرت فى إجراء الكشف الطبى على كل مواطنيها، فهذا لم يحدث من قبل فى أى دولة سوى مصر وهى مبادرات غير مسبوقة فى العالم، ففى مصر كانت لدينا مشكلة كبيرة اسمها فيروس سي، وكنا نصل لمرحلة تتخطى إصابة 30% من الشعب المصري، وحاليًا المرض فى سبيله للانتهاء من مصر، وأصبحت الأوساط العلمية فى دول العالم تتحدث عن تجربة مصر ونجاحها فى ذلك بعد التخلص من الفيروس.


ليس هذا فقط فالمبادرات الرئاسية طورت الأداء الطبى للفرق الطبية سواء الأطباء أو التمريض، وذلك لأن معدلات العمليات الكبيرة فى تخصصات بعينها مثل القساطر الطبية والقلب المفتوح وزرع القرنية والقوقعة والمفاصل زادت بمعدل كبير، وبالتالي زادت من خبرة الاطباء المصريين، وأصبح لدينا فرق طبية وكوادر شابة متميزة فى هذا التخصصات بعد أن توقف الأطباء عن إجراء بعضها مثل زرع القرنية، بسبب الظروف القانونية والشرعية فى عمليات الزرع..واليوم تجرى القساطر الطبية للقلب على مستوى كل المحافظات فى مصر وبأعداد كبيرة، وهذه تزيد خبرات الأطباء وتدريبهم ومعدلات النجاح، ومع زيادة ساعات العمل وعدد العمليات يرتفع المستوى المهنى للطبيب ويعد ذلك تطورًا هائلًا فى مجال الطب فى مصر فى الفترة الاخيرة لأداء خدمة متميزة للمرضى وللأطباء أنفسهم برفع المستوى الجراحى لهم.


وبالفعل الرئيس السيسى غيّر مفهوم الصحة فى مصر، وفى السابق كنا نعالج الأمراض، وحاليًا نسعى لاكتشافها ومنعها.


> وما عدد العمليات التى أجرتها مستشفيات الهيئة فى مبادرة إنهاء قوائم انتظار العمليات الجراحية؟
- الهيئة بصفتها الذراع التعليمىة والبحثىة لوزارة الصحة-وعن طريق مستشفياتها ووحداتها.. لها مساهمة فعالة فى إنهاء قوائم الانتظار وكل العمليات الجراحية تجرى فى وحدات الهيئة على مستوى الجمهورية، وتحتل الهيئة المركز الأول فى إجراء عمليات القساطر والقلب المفتوح خاصة فى معهد القلب، وكذلك معهد الرمد التذكارى الذى يقوم بجميع عمليات ترقيع القرنية وعمليات زراعة القوقعة فى معهد السمع والكلام وتغيير المفاصل فى المستشفيات التابعة له.


وأجرت مستشفيات ومعاهد الهيئة الـ14 المشتركة فى المبادرة أكثر من 7 آلاف عملية فى المرحلة الأولى للمبادرة، و17 ألف عملية فى المرحلة الثانية أى بإجمالى 31 ألف عملية جراحية، تمثل 15% من مجموع العمليات التى أجريت فى المبادرة.


معهد القلب
> قلت إن معهد القلب القومى الأكثر إجراءً لعمليات القلب..لكن قرار وزيرة الصحة باقالة عميد المعهد السابق د. جمال شعبان أثار غضب الكثيرين..هل تأثر أداء المعهد جراء ذلك؟

- معهد القلب أكبر وأقدم وأعرق معاهد القلب على مستوى مصر والشرق الأوسط، وتتوفر به إمكانيات ضخمة سواء بشرية أو فنية على أعلى مستوى، وبالتالى المعهد يستمر دائما فى إجراء العمليات دون توقف، وسيظل يقوم بعمله وسط أبنائه وشبابه.


ومعهد القلب لم يتأثر بما حدث فى الفترة الأخيرة ويعمل بكامل طاقته فهو مكان متخصص على أعلى مستوى يقوم بأعداد كبيرة للعمليات الجراحية بمعدلات نجاح مرتفعة تتجاوز 90% وتعادل المعدلات العالمية، وكثرة أعداد العمليات رفعت من مستوى الاداء الجراحى للاطباء، فشباب الأطباء يقومون بالعمل وليس الكبار فقط، ويجرى المعهد يوميًا 10 حالات قلب مفتوح ومن 60 الى 80 عملية قسطرة قلب، فالمعهد به 8 وحدات لقساطر القلب وتم تعويضها فى باقى القساطر، ونهتم بكيان معهد القلب.


> هل هناك خطة لتطوير معهد القلب؟
- معهد القلب متوفر به كل الامكانيات حاليًا، وحدث به تطوير من الدولة من فترة قريبة والقوات المسلحة ساعدت فى ذلك، وأى طلبات يطلبها المعهد تجاب فورًا، فالهيئة وافقت على إنشاء وحدتين جديدتين للقسطرة تعدان الأحدث على مستوى مصر، ليصبح عدد الوحدات 10 وحدات، وتوجد بالمعهد غرف عمليات مخصصة لقلب الأطفال، ويتم حاليًا تخصيص مركز لقلب الأطفال فقط فى معهد قلب إمبابة وسيتم نقل عمليات الأطفال له قريبًا.


> تتحدث دائمًا عن التطوير..ما خطة الهيئة لتطوير المستشفيات؟
- يتم حاليًا تطوير 8 مستشفيات تابعة للهيئة، فبدأنا بمستشفى مبرة الإسكندرية التى انضمت للهيئة حديثًا وتم تطويرها بالكامل بتكلفة 250 مليون جنيه، وتم تطوير مستشفى دمنهور، وافتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى سبتمبر الماضي، وسيتم افتتاح مبنى جديد للطوارئ والجراحات بمستشفى شبين الكوم التعليمى ومكون 7 طوابق بها 60 سرير رعاية و8 غرف عمليات، كما سيتم افتتاح مستشفى بنها التعليمي، فى احتفالات ثورة 30 يونيو، وهو مبنى جديد للطوارئ والجراحات، يتكون من 7 طوابق، به 10 غرف عمليات وسيتم إضافة 60 سرير رعاية مركزة فى مستشفى بنها التعليمي، وتعد إضافة مهمة جدًا للطب فى القليوبية، حيث إن تحسين مستوى الخدمة الطبية فى المحافظات خارج القاهرة يخفض الضغط على المستشفيات والمعاهد المركزية فى القاهرة.

 

وافتتحت الهيئة 3 غرف عمليات فى مستشفى الأحرار بالشرقية وسيتم افتتاح 6 أخرى قريبًا، ويجرى تطوير فى الطابقين الخامس والسادس، ويتم تطوير مستشفى أورام الإسماعيلية وسينضم إلى منظومة التأمين الصحى الشامل يناير 2020 وهو مجهز بكل الامكانيات لعلاج الأورام فى منطقة القناة.. وتم تشغيل مبنى جديد بمستشفى الساحل التعليمى مكون من 4 طوابق، ويشمل 8 غرف عمليات وأسرة رعاية مركزة على أعلى مستوى بعد 20 سنة توقف، وتم إضافة 4 غرف عمليات فى مستشفى الجمهورية بأحمد ماهر.


ونسعى لإضافة اسرة رعاية فى معهد القلب القومي، لكن أسرة الرعاية تستلزم أطقماً بشرية، فلابد من وجود طبيب لكل 3 أسرة، على مدار 3 «شيفتات» يوميًا، فتوفير الأموال يعد أسهل ما فى الأمر لكن ذلك يستلزم قوى بشرية مدربة وهناك نقص فى أطباء الرعاية المركزة على مستوى كل المستشفيات.


> كل هذا التطوير ينعكس على تحسن الخدمة الطبية.. فكم بلغت تكفلته؟
- تكلفة هذا التطوير والإنشاءات بلغت مليار جنيه خلال العام المالى 2018/2019، وسيحدث هذا التطوير طفرة علاجية غير مسبوقة.


دور الهيئة
> معاهد القلب والرمد والكبد التابعة للهيئة الأكثر فى تقديم الخدمة الطبية..فأين دور باقى المعاهد التعليمية؟

- لدى الهيئة 14 مستشفى تعليمىاً و9 معاهد قومية تعليمية متخصصة لا يوجد لها مثيل مثل معهد التأهيل الحركى ومعهد السمع والكلام ومعهدى السكر والتغذية الذى يضع أنظمة الأغذية للأمراض المختلفة ومعهد الكلى ومعهد الحشرات.


اضافة على ذلك فالمعاهد التعليمية مركزية مشاركة فى مبادرات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهى التى تضع السياسات التى تسير عليها باقى المستشفيات على مستوى الجمهورية بخلاف دورها العلاجي، فمعهد السكر يضع السياسات العلاجية لعلاج مرضى السكر ويعطى دبلومة سكر متخصصة فى علاج المرض، وهو ما ستتجه إليه الدولة بعد القضاء على فيروس سى لأن السكر يعد أساس كل الأمراض.


> دائما ما نستورد الأطراف الصناعية من الخارج على الرغم من إمكانية التصنيع داخل مصر..متى يتم حل هذه المشكلة؟
- خلال شهرين سيتم افتتاح مصنع للأطراف الصناعية فى معهد التأهيل الحركى ونتعاقد حاليًا على الماكينات وستكون المرة الأولى التى يتم فيها تصنيع الأطراف الصناعية بعد توقف المصنع لأكثر من 15 عامًا.


> أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى تعديلًا فى لائحة الهيئة التى لم تعدل منذ 43 عامًا.. كيف أعاد ذلك للهيئة دورها؟
-الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية أعاد لهيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية استقلالها وتعظيم دورها بعد قراره بتعديل القانون الخاص بها وإعادة تنظيمها، فالهيئة انشئت بقرار جمهورى عام 1975، ومنذ ذلك الوقت لم تتغير لائحتها، لكن الرئيس السيسى أصدر قراراً جمهورياً بتعديل لائحة الهيئة، فأصبح للهيئة رئيس وليس أميناً عاماً، وهو بمثابة رئيس جامعة وله نواب، وصار هؤلاء النواب بدرجة نائب رئيس جامعة، وهو ما أضاف للهيئة هيبة وقيمة كبيرة.


> طبقاً للتعديل الجديد فدور الهيئة يتساوى مع دور الجامعات العلمي..كيف تساعد فى حل مشكلة نقص الأطباء وتدريبهم؟
- تعد الهيئة الذراع التعليمىة لوزارة الصحة فـ90% من حمَلة الدكتوراة فى وزارة الصحة موجودون داخل الهيئة، فالهيئة تمثل الجانب العلمى للوزارة بمعنى الكلمة.


هناك نقص عام فى الأطقم الطبية على مستوى الدولة كلها، ونحن لدينا مركز تدريب فى الأمانة الفنية للهيئة ينظم دورات للاطباء والتمريض لكل العاملين فى قطاع الصحة بصورة مستمرة فى كل التخصصات، ولدينا وحدات تدريب وأبحاث فى وحدات الهيئة مثل معهد الرمد يوجد به مركز أبحاث وتدريب افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونعقد دورات تدريبية حسب التخصصات، ونقوم بإعطاء دبلومة تصوير القلب للأطباء فى أمانة الهيئة وتعد الوحيدة على مستوى الشرق الأوسط.


الكوادر البشرية 
> وكم عدد الكوادر البشرية فى هيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية؟

- لدى الهيئة 1700 طبيب من حملة الدكتوراة والماجستير، و5 آلاف طبيب كادر عام، و6500 ممرضة، و430 طبيب أسنان و1400 صيدلى أى حوالى 16 ألفاً إجمالى الأطقم الطبية.


> وهل تكفى لسد احتياجات المستشفيات التابعة للهيئة ؟
- لا توجد لدينا تعاقدات من الخارج مع أطباء إلا فى أضيق الحدود مثل اطباء التخدير والرعاية ونقصها مشكلة على مستوى مصر، والهيئة تقوم على أبنائها ونادرا ما نتعاقد مع أطباء إلا فى التخصصات النادرة.


> وكم عدد المترددين على مستشفيات الهيئة الـ24؟
- 5 ملايين مواطن يترددون سنويًا على العيادات الخارجية، ومليون و300 ألف مواطن على الاستقبال، تجرى حوالى 300 ألف عملية سنويًا حيث يوجد بمستشفيات ووحدات الهيئة 5 آلاف سرير إقامة، و566 سرير رعاية و210 غرف علميات و500 ماكينة غسيل كلوي، بخلاف التطوير الذى تحدثنا عنه فى البداية.