من الفاطميين إلى محمد علي.. 5 محطات ترصد تاريخ الأزهر الشريف

الأزهر الشريف
الأزهر الشريف

- استغرق بناؤه سنتين

- أقيمت أول صلاة جمعة فيه 7 رمضان سنة 361

- تحول إلى منارة إسلامية وجامعة للعلوم


- "الأيوبيون" غيروا  المذهب الشيعي إلى السني

- المماليك نجحوا في إعمار الجامع ومنحوا طلابه الهبات 
-  إنشاء منصب شيخ الأزهر في عهد "العثمانيون"
- الحملة الفرنسية فشلت في خداع شيوخ الأزهر

- محمد على ينتصر للنهضة العلمية بسلاح "البعثات الخارجية" 

 

"عَـــبـرَ الـقــُرُون وطِـيــلــة الأزمــانِ  عَـيـن العَـنايــةِ والـهُدَى تــرعـــانِي، وعلى مدى الأعصارِ يَعلُو في الـورى  بعــنايــة الـمولى الـعظيم مكـانِي، وبــفضلِ ربـى لاحَ فَـضلى في الورى فـالـعلـــمُ رَمــزِي والهـُدَىَ عُـنوَانـي، وتَلـــــُوحُ فـــي أُفــُق العلوم شـواهِـدِي ويــَفــــُوحُ فـــي الــدنـيـا شذا بُنيَاني، أنــــا في عـلومِ الـشــرع نـجـمٌ مـزهرٌ، سـطعــت بشـــائـــره على الأزمــان، أنــا شـمسُ تـحــقــيقِ المعارفِ والهُدَى ربـى للــورى أهـدانــي"..  قصيدة نظمها الشيخ أسامة السيد الأزهري، في حب الأزهر الشريف، كتعبرا عن مدى الوفاء والانتماء لأحد روافد الحضارة المصرية فى عصرها الإسلامى والحديث، والذي لعب دورًا مهما فى الحفاظ على هوية مصر العربية والإسلامية، وكان وسيظل شاهدا على العصر للإسلام الوسطى.


تاريخ الأزهر   


في رحاب الأزهر الشريف، التقي ويلتقي وسيلتقي المسلمون على مر العصور، لمناقشة أوضاع حياتهم، ويتبادلون الحديث حول شئونهم العامة، ويتزوّدون من خلال الانتظام في حلقاته العلمية التي تؤكد على أهمية الدين في حياة المصريين.


الأزهر.. على مر العصور

يعود تاريخ إنشاء الأزهر الشريف إلى سنة (358- 567م/969- 1171م)، وتحديدا في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، حينما أرسل قائده جوهر الصقلى لفتح مصر، فسار بحملته حتى دخل الفسطاط في يوم 11 من شعبان سنة 358 هـ /يوليه 969م، ووضع أساس مدينة القاهرة في يوم 17 من شعبان سنة 358 هـ، كما وضع أساس قصر للخليفة المعز لدين اللَّه، ثم وضع أساس الجامع الأزهر في يوم 14 من شعبان سنة 359هـ / 970م.

 

واستغرق بناؤه قرابة سنتين، وأقيمت أول صلاة جمعة فيه في السابع من رمضان سنة 361 هـ / 972م، ثم تحول إلى منارة إسلامية وجامعة للعلوم، وعنوانًا على انتصار الفاطميين السياسي ودليلاً على سيادتهم الدينية، وأصبح في هذا الوقت معهدًا علميًّا لتدريس الفقه الشيعي على المذهب الإسماعيلي. 


الأيوبيون.. وتغيير المذهب 

وبعد زوال حكم الفاطميين وقيام الدولة الأيوبية عام (567هـ)، تحرك صلاح الدين الأيوبي وقيادات الدولة، لإزاحة المذهب الشيعى وطمس ملامح الدولة الفاطمية، وإحلال مذهب أهل السنة فى جامع الأزهر ، وفى عدة مدارس أنشئت لتعزيزه ومنافسته فى حركته المذهبية والعلمية الجديدة.


المماليك.. والنهضة العلمية

وبزوال الدولة الأيوبية وقدوم المماليك إلى رأس السلطة، اتجهت همة سلاطين المماليك إلى إعمار الجامع الأزهر، وإسباغ الرعاية على علمائه وطلابه بالمنح والهبات والأوقاف، وأتيح للأزهريين المشاركة فى النهضة العلمية والاجتماعية والثقافية فى الدولة ، وتصاعدت هذه المكانة إلى أن كان لهم دور أكثر فى توجيه سياسة الحكم في الدولة. 


العثمانيون.. ومنصب شيخ الأزهر

أما في عهد الخلافة العثمانية، وخضوع مصر لأوامر السلطان العثماني، تم إنشاء منصب شيخ الأزهر، وتحديدا فى أواخر القرن الحادى عشر الهجرى- السابع عشر الميلادى_ وحدت ركود نسبي إثر قيام السلطان سليم الأول العثمانى بترحيل عدد من علماء الأزهر إلى الآستانة عاصمة الدولة العثمانية.


الحملة الفرنسية.. وقرار بونابرت

وبقدوم الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م ، أدرك نابليون بونابرت مدى أهمية الأزهر، وقوة تأثير شيوخه على الشعب المصرى، فتودد إلى طائفة منهم ويتحدت إليهم فى موضوعات علمية حول بعض آيات القرآن، بعد أن أكد لهم احترامه للإسلام ونبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. 

وأنشأ "بونابرت" ديوان القاهرة، مركزا للشورى وتبادل الرأي، ضم إلى عضويته هؤلاء المشايخ، بعد أن حاول خداعهم إلا أنهم صاروا عليه حتى رحل الفرنسيين. 

 
محمد علي.. والبعثات الخارجية 

اتجه محمد على باشا إلى إدخال الحضارة الأوربية إلى مصر، وإرسال البعثات إلى فرنسا و إيطاليا وفرنسا وروسيا ، واختار أعضائها جميعا من الأزهريين، وبعودتهم تباعا انبعثت فى مصر -فى عهده وعهود أبنائه- حركة علمية ناشطة، وحدثت ثورة علمية في القانون والترجمة  والإعلام وجميع العلوم، وخلال هذه الفترة تم إصدار عدة قوانين لتنظيم العمل بالأزهر، بيبقي الأزهر جامع وجماعة ومنارة إسلامية تزين مصر على مر التاريخ.