جدل تقرير مولر لا ينتهي| ترامب يرفض النشر.. وكومي يتحدى: «فرصتنا لعزله»

جدل تقرير مولر لا ينتهي| ترامب يرفض النشر.. وكومي يتحدى: «فرصتنا لعزله»
جدل تقرير مولر لا ينتهي| ترامب يرفض النشر.. وكومي يتحدى: «فرصتنا لعزله»

الكثير من الجدل لا يزال دائرًا في واشنطن حول التقرير النهائي للمحقق روبرت مولر على الرغم من صدوره بشكل نهائي في شهر مارس، الأمر الذي قال عنه البعض إنه يحسم القضية إلى الأبد، وأنه لا داعي لعودة الحديث عن تورط ترامب في أي مزاعم تخص التورط مع الروس في الانتخابات الرئاسية السابقة.


لكن إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عدم نشر التقرير يؤكد عدد من الآراء الأخرى التي تشير إلى أن المُلخص الذي نُشر من خلال المدعي العام الأمريكي وليام بار، «به الكثير من المغالطات» وإن لم يكن الأمر بشكل مُتعمد.


ومن ضمن الآراء الرافضة، والتي تؤكد على أن تقرير مولر يمكن أن يحمل أكثر بكثير مما قدمه المدعي العام في ملخصة، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالية الذي أقاله ترامب، جيمس كومي، والذي أكد في حواره مع قناة CBS الأمريكية، الأربعاء 8 مايو، أن ترامب شخص مخادع، قادر على إيقاع كل من حوله في شبكة من الأكاذيب بمجرد جلوسهم معه، ومن يخالف آراءه أو حتى لم يبدِ موافقة عليها، يصبح على الفور ضمن معارضيه، والأكثر أنه يمكن أن يكون مُحاصرًا وتتم مهاجمته هو والجهة التي يعمل لها أو يمثلها.


وأضاف كومي أنه شعر بالكثير من الحزن والألم عندما وجد أن بعض السياسيين الأمريكيين وحتى المواطنين العادين انقلبوا عليه عندما استمعوا إلى تصريحات الرئيس الأمريكي والسياسيين من حوله والذين اتهموه بأنه «كان يتجسس على الرئيس الأمريكي» بحجة التحقيق في مزاعم التدخلات الروسية.


وقال كومي: «شعرت بالكثير من الإهانه، فمكتب التحقيقات الفيدرالية لا يتجسس على أحد ولكنه يقوم بالتحقيق في أمرٍ ما، ولم يكن ليسامحنا أحد إذا علم أنه كانت لدينا شكوك حول مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية ولم نقم بالتحقيق فيها، لقد قمنا بعملنا».


وأشار كومي إلى أن تلك التصريحات أثارت غضبه لان عوام الأمريكيين سيصدقون ما يسمعون حال جاءت التصريحات من الرئيس الأمريكي وعدد من السياسيين الذين يثقون بهم مثل المدعي العام، والذي يتساءل كل يوم كيف تمكن الرئيس الأمريكي من خداعهم وتحويلهم إلى أشخاص آخرين، ولعل وزير الدفاع السابق جيم ماتيس هو الاستثناء الوحيد لكل من عملوا معه، وفقًا لكومي.


وطالب الكونجرس أكثر من مرة بتسليم نسخة كاملة من تقرير مولر، وهو الأمر الذي يعارضه الرئيس الأمريكي الذي يعتقد أن الديمقراطيين ربما سيجدون في هذا التقرير فرصة لإثارة المزيد من غضبة من خلال الإقدام على محاسبته بأي من الطرق.


ووفقًا لتقرير سابق نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن الديمقراطيين يختلفوا حاليًا حول السبب الأول الذي يجب عليهم محاسبة ترامب من أجله؛ «فهل يجب عليهم محاسبته وفقًا للنتائج النهائية التي خلص إليها تحقيق مولر، أم يجب عليهم محاسبته بسبب محاولاته تعطيل عمل اللجنة من الأساس؟»


فوفقًا لتصريحات رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي والمعروفة بعدائها لسياسات الرئيس الحالي ترامب، فإن هناك حالة من عدم التوافق بين آراء النواب الديمقراطيين، إلا إنهم يجتمعون في النهاية على ضرورة محاسبته.


وأضافت بيلوسي أن الرئيس ترامب، «انخرط في سلوك غير أخلاقي ومنعدم الضمير إلى حد بعيد، سواء كان من الممكن توجيه الاتهام إليه حاليا أم لا.»، مشيرة إلى ضرورة التوصل للحقيقية من أجل ضمان الحرية والديمقراطية للشعب الأمريكي.


لكن الرئيس الأمريكي على الجانب الآخر وصف التقرير -الذي استمر التحقيق به 22 شهرًا متواصلاً- بأنه «احتيال» مشددا على أن القضية انتهت بشكل نهائي، مضيفًا، أن «أعداءه الذين قاموا بالترويج للكثير من الأشياء الشريرة ضده سيكونون دائمًا تحت المراقبة».


ومن داخل مكتبه البيضاوي بالبيض الأبيض، شدد ترامب على أنه لا يوجد رئيس في العالم يجب أن تتم محاسبته أو التحقيق معه استنادًا على روايات خاطئة و مغلوطة.


وكان كومي قد أصدر كتابا بعنوان A Higher Loyalty كشف فيه الكثير من الأمور فيما يخص الفترة التي قضاها في منصبة منذ دخول الرئيس الحالي إلى البيت الأبيض، مما عمق الخلاف بيه وبين ترامب.