مسلمو الروهينجا: «صيام المخيمات» يستدعى ذكريات الاضطهاد

مسلمو الروهينجا يصلون فى مخيمات الإيواء
مسلمو الروهينجا يصلون فى مخيمات الإيواء

تظل احتفالات مسلمى الروهينجا بالشهر الكريم مرفوعة من الخدمة، فهم ليسوا مجرد أقلية فى بورما أو ميانمار، بل إنهم يتعرضون لعملية تطهير عرقى، لهذا فإن معظمهم يصومون شهر رمضان فى المخيمات المؤقتة على حدود بنجلاديش، التى قد تحميهم من الموت، لكنها لا تمنع عنهم خطر الحر الشديد والعوامل المناخية الحادة.


على مدى عقود تعرضوا بشكل منهجى للتمييز على أساس العرق والدين. حيث تم تدمير أو إغلاق العديد من المساجد فى ولاية راخين، وظلت الضغوط تتزايد إلى أن اندلع العنف العرقى فى يونيو 2012، وبهذا أصبحت حرية الحركة والوصول إلى المساجد مشكلة فى حد ذاتها، وصارت الصلاة بإذن، خاصة الجمعة، فلم يكن لديهم خيار سوى الصلاة فى المنزل.

 

كما كان ممنوعا تجمع أكثر من 5 منهم فى وقت واحد، لاعتبار ذلك تجمّعًا سياسيًا أو دينيًا.. ويحق للشرطة اعتقالهم، وهو الأمر الذى يجعل الاحتفال برمضان مع بعضهم بالغ الصعوبة.. هذا بجانب القيود الموضوعة على طقوس الزواج وعدد الأطفال وغيرها.. ورغم كل هذا يحرص مسلمو الروهينجا على الإفطار مع أصدقائهم وعائلتهم مرة فى العام.

 

ومع بداية الشهر الكريم يسيطر على المسلمين المُهجرين الشعور بالكآبة، وأصبحت المناسبة مصدرا لاستحضار ذكريات مريرة، كل منهم يفكر فيما فقده منذ طردهم من ميانمار فى حملة عسكرية قام بها الجيش.


ورغم كل ذلك يشعر الروهينجا بأن صيامهم فى مخيمات كوكس بازار فى بنجلاديش مختلف، فيمكنهم الاحتفال بشهر رمضان المبارك دون خوف من الانتقام وأعمال العنف، التى ظلت تتصاعد يوما بعد يوم ضدهم، حتى وصلت أعداد الهاربين منهم إلى 2 مليون لاجئ، يقيمون فى 17 معسكرًا، إلا أن مخاوف أخرى بدأت تسيطر عليهم، منها عدم توافر الطعام الكافى للإفطار، وصعوبة مواصلة الصيام فى ظل درجات الحرارة العالية، مع عدم توافر مياه نظيفة، بجانب إمكانيات الحياة المتواضعة، التى تجعل بعضهم يشعر بالحنين للصيام فى بلده «ميانمار»، رغم حظر التجوال المسائى والقيود المفروضة على الصلاة.


وفى ظل كل هذه المعاناة والتطهير العرقى لمسلمى بورما الذين لا يتعدون 4% من السكان يجب على منظمات الإغاثة والمجتمع الدولى بحث كيفية تحسين الأوضاع ومضاعفة وتكثيف الجهود، لتوفير الغذاء والخدمات والمساعدات الأخرى اللازمة من أجل توفير حياة كريمة، أو الرجوع لبلادهم.