فيديو وصور| حبوب الغلة.. القاتل الصامت تحصد أرواح المئات في البحيرة

ضحايا حبوب الغلة
ضحايا حبوب الغلة

بعد سنوات من تداولها واستخدامها في حفظ الحبوب والغلال، حيث لايخلو منزل من منازل الريف في جميع محافظات مصر منها ، أصبحت حبوب حفظ الغلال أو مايطلق عليها "  حبة الغلة " حديث جميع الأسر المصرية مؤخرا وخاصة بعد الحادث الأخير الذي شهدته مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة وراح ضحيته 3 فتيات في عمر الزهور  من أسرة واحدة.

وبادرت كثير من الأسر بإخفاء تلك الأقراص بعيدا عن أولادهم خشية من استخدامها في التخلص من حياتهم بعد  أن أثارت حوادث الانتحار المتكررة القلق لدى الكثير منهم  وانتشار  ظاهرة الانتحار بين الفتيات والشباب وخاصة المراهقين من طلاب المدارس الثانوية والإعدادية ، عن طريق تناول حبوب "الغلة" أو مايطلق عليها أقراص الفوسيوكسين (فوسفيد الألومنيوم) واحتلت محافظة البحيرة نصيب الأسد في عدد ضحايا هذه الأقراص القاتلة،

كما طالب أولياء الأمور وأهالي الضحايا ، الدولة بسرعة التحرك وتقنين بيع وتداول تلك  الأقراص التي تباع لدى تجار المبيدات ومحال البقالة في جميع القرى والمدن دون وجود رقابة من أجهزة الدولة للحد من تداولها مطالبين بوضع ضوابط لبيعها وتشديد الرقابة على الأسواق وإدراجها ضمن الأدوية المدرجة بجدول المخدرات حرصا على حياة أولادهم.
 


 

ورصدت «بوابة أخبار اليوم» الظاهرة  والتقت بأهالي الضحايا وأسرة الفتيات الثلاثة دينا وإيمان وألاء بطلات واقعة الانتحار الأخيرة التي هزت الرأي العام داخل منزل الأسرة بكفر الدوار. 

أهالي  ضحايا  كفر الدوار: نحن أسرة  مترابطة ولا يوجد سبب لانتحارهن وننتظر تقرير الطب الشرعي 

داخل منزل بسيط  بأرض العمدة بشارع الجمهورية بمدينة كفر الدوار يقيم والد ووالدة المجني عليهن  " إيمان محمد محمد فاروق ، طالبة بالصف الأول الثانوي التجاري وشقيقتها ألاء محمد فوزي ، تلميذة بالصف السادس الابتدائي  ، وابنة خالتهم دينا  سمير عبد اللطيف ، طالبة بالصف الخامس الابتدائي حيث تحول المنزل لصوان للعزاء واستقبال المعزين من أهالي الحي والجيران، واكتست السيدات بالملابس السوداء حزنا على الفتيات الثلاثة، وروى والد إيمان وألاء قصه الحادث مؤكدا أنه يعمل أمين شرطة بنجدة الإسكندرية ويعيش مع بناته الأربعة حياة بسيطة مثل أي أسرة مصرية والزوجة ربة منزل ونسعى سويا لتربية بناتنا وتعليمهم ولا نبخل عليهم بأي شيء ويوم الحادث رجعت من عملي في الرابعة عصرا وبعد عودتي فوجئت بالجيران يطرقون الباب وعند فتح أبنتي الصغرى فوجئت بشقيقتها إيمان وابنة خالتها دينا في حالة إعياء على السلم الخارجي فحملتهم مع الجيران في سيارة جارى وتوجهنا إلى مستشفى كفر الدوار وبعد مماطلة لمدة ساعتين دون أن يتم أجراء أي إسعافات لهن أبلغت بوفاتهن.

وأضاف أنة عقب دفن الفتاتين وأثناء تواجده في صوان العزاء فوجئ بالجيران يخبرانه بوفاة أبنته الثانية ألاء حزنا على شقيقتها وابنة خالتها بعد تناولها مادة مجهولة، وأكد والد الضحيتين أن الإهمال هو السبب في وفاتهن وأضاف قائلا أنة عقب ذلك فوجئ بالأطباء يخبرونه بأن سبب الوفاة هو تناول المجني عليهن لقرص الغلة ، مؤكدا أنة لم يسمع عنه من قبل ونفى قيام الفتاتين بالانتحار ، لافتا أنهم أسرة مترابطة ولا يوجد لديهم مشاكل بخلاف المشاكل الحياتية التي توجد داخل كل منزل ولا يعرف سبب الوفاة حتى الآن أو الطعام الذي تناولته المجني عليهن وتسبب في وفاتهن  وينتظر تقرير الطب الشرعي وأكد أن زوجته لم تنتحر هي الأخرى كما تردد. 

ونفت والدة الضحيتين أصابتها أو محاولتها الانتحار والقفز من البلكونة حزنا على أبنتها وابنة شقيقتها مؤكدة أنها تؤمن بقضاء الله وقدره. 
 


والدة الضحية دينا 


ووسط دموعها التي لم تجف روت والدة " دينا سمير عبد اللطيف مأساتها قائلة ، كنت أعيش أنا وزوجي وأولادي "هدير ودينا ومحمد وملك " حياة بسيطة داخل منزلنا بمساكن التمليك بكفر الدوار حتى حدثت الكارثة التي حولت حياتي لجحيم بوفاة دينا وابنة خالتها إيمان ،وتلتهم ألاء  شقيقتها ،  مؤكدة أنها تعيش كأي أم من أجل أولادها وتعمل على توفير كل متطلباتهم وتوفير حياة مستقرة وسعيدة لهم ، ولكنها فوجئت بكم من الإشاعات التي تؤكد انتحار أبنتها وابنتي شقيقتها باقراص الغلة وانتحار شقيقتها عقب ذلك ، مؤكدة أنها لاتعرف حتى الآن سبب وفاتهن ولا أي مادة سامة تناولتها ، وطالبت أم المجني عليها رواد الفيس بوك بعدم ترويج الإشاعات وتوجيه الاتهامات لهن قبل صدور تقرير الطب الشرعي.
 

 بينما أكدت هدير شقيقة المجني عليها دينا سمير وابنة خالة المجني عليهن إيمان وآلاء أن الفتيات الثلاثة كانتا تتمتعان بحب الجيران والأهل وزميلاتهن في المدرسة مؤكدة أن صدمة موتهم كانت فاجعة كبيرة لهم ولكنهم فوجئوا  بكمية الشائعات التي تم نشرها على المواقع وصفحات الفيس بوك  والتي أساءت للأسرة كلها والمجني عليهن وطالبت هدير  رواد الفيس بوك بمراعاة مشاعرهم والكارثة التي ألمت بهم وتحري الدقة فيما يكتبون  وعدم الإساءة لهم والمجني عليهن.