حوار.. أبوريدة: نبحث عن حلول لأسعار تذاكر «أمم أفريقيا».. وهدفنا إسعاد الجماهير

أبوريدة مع الزميل ياسر عبد العزيز
أبوريدة مع الزميل ياسر عبد العزيز

- «أفريقيا 2019» بطولتنا.. ونخطط لخروجها فى شكل مبهر ومختلف

- «صلاح» ابن المنتخبات الوطنية وفخور به وأنتظره مع زملائه أبطالا للقارة السمراء

- أفكر بجدية فى الاعتزال.. وهذا الشخص خليفتى فى الجبلاية

 

هانى أبوريدة اسم كبير يحمل خبرات وتجارب كثيرة جعلته واحدا من ٤ أساطير إدارية بالفيفا يتحكمون ويصنعون ويعملون ويرسمون مستقبل الكرة فى العالم..يلقبونه بمهندس المناسبات والبطولات الكبرى لقدرته على إحداث الفارق فى التنظيم والتحضير واستقدام كل ما هو جديد على طريقة أساطير الساحرة المستديرة داخل البساط الأخضر.

 

جمع خبراته على مدار نحو ٢٠ سنة أمضاها فى التواجد والمشاركة فى تنظيم بطولات العالم للرجال والسيدات والناشئين والشباب والأولمبياد وذلك منذ تقلده لمنصب عضوية المكتب التنفيذى بالفيفا على حساب الداهية التونسى سليم شيبوب فى معركة يعرفها القاصى والدانى بأروقة القارة السمراء، ومنذ صعوده وهو يجلس فى مكانه بكل شموخ وكبرياء وقوة واهبا نفسه ومناصبه الدولية لبلده مصر باعتباره قادما من عائلة وطنية فهو شقيق الجنرال الشهير اللواء سعد أبوريدة ابن المؤسسة العسكرية ومحافظ البحر الأحمر الأسبق، ووضحت بصمات أبوريدة بشكل لافت للأنظار فى رئاسة للجنة المنظمة» كان ٢٠٠٦ « وهى البطولة التى استنسختها انجلترا بعد ٦ سنوات فى أولمبياد لندن ٢٠١٢ لروعتها تنظيميا وإداريا وكذلك تألق فى تنظيم مونديال الشباب ٢٠٠٩ فى مصر. وما أشبه الليلة بالبارحة فهو الآن يرأس اللجنة المنظمة لبطولة الكان ٢٠١٩ التى تستضيفها مصر يونيو ويوليو القادمين ونجح مع رفاقه فى أول اختبار له بالبطولة بعد خروج حفل القرعة فى شكل نال إعجاب العالم والدول الأفريقية المشاركة وبانتظار كان أروع مما كان.


وفى زمن أبوريدة عادت مصر للمشاركة فى نهائيات أفريقيا بعد غياب دام نحو 7 سنوات فى 3 دورات قارية متتالية ونجحت فى الوصول للنهائى وحصدت مركز الوصيف فى الجابون 2017 وكذلك قطعت تذكرة التأهل لمونديال 2018 بعد غياب استمر 28 سنة وبدأ الجمهور يعيش فى آمال التتويج بالبطولة القادمة التى تقام على أرضنا ووسط جماهيرنا.


ومن يعرف أبوريدة جيدا يتأكد أنه شخص لا يهتم بالميديا وبريق الكاميرات فهو يرفض أنوارها ونيرانها ويكتفى بالعمل فقط، ولأنه شخصية تحمل الكثير من الكواليس والأسرار فقد حرصت «الأخبار» على إجراء حوار مطول وخاص معه فتح خلاله عقله وقلبه وتحدث بجرأة وكشف عن الكثير والكثير بما فى ذلك ارتفاع أسعار التذاكر الخاصة بالبطولة بشكل مفاجئ.


وفى بداية حواره بدا أبوريدة وكأن هناك شيئا يشغله وخرجت منه إيحاءات وإشارات عن نيته واعتزامه اعتزال العمل العام بجدية، وعلى ما يبدو أنه أجّل هذه الخطوة لما بعد «كان ٢٠١٩»، فقد قال فى حواره إنه يتمنى التفرغ إلى أعماله وحياته الخاصة وانه يشعر أنه حقق كل ما تطلع له وأكثر ويريد الاستمتاع بحياته الخاصة مع أهله وأحفاده فى الوقت نفسه أشار إلى أنه يأمل فى تقديم بطولة مبهرة ترقى إلى مستوى الاهتمام غير المسبوق من الدولة المصرية خاصة وأن البطولة تتزامن مع اعتلاء الرئيس عبد الفتاح السيسى لرئاسة الاتحاد الأفريقى وهو حدث عظيم.. وواصل أبوريدة الحديث الممتع والذى دار على النحو التالى:

مصر ودول القارة كلها تترقب بطولة أفريقيا فكيف ترى هذا العرس الأفريقى ؟

- هو حدث عظيم ويستحق الترقب والانتظار،هى بطولتنا ﻷنها تقام على أرضنا ووسط جمهورنا، ونجحنا فيما مضى بداية من فوز مصر المشرف والقوى بتنظيم البطولة على حساب جنوب أفريقيا وما تحمله هذه الدولة المنافسة من اسم كبير فى القارة السمراء وكان فارق الأصوات الكبير عاكسا لشعبية مصر وثقة الدول الأعضاء بالقارة الأفريقية فيها، وتم تعزيز ذلك بالنجاح المبهر الذى شهده حفل قرعة البطولة وسط إشادات قارية وعالمية به وهو ما أبهرنى أنا شخصيا وكلنا امل وثقة فى مواصلة مصر السير بخطواتها المنظمة والهادفة لتقديم بطولة قارية أروع مما كانت عليها كل البطولات السابقة.


الجماهير انزعجت من ارتفاع الأسعار الخاصة بتذاكر مباريات البطولة فكيف ترى هذه الأزمة ؟

- بداية يجب أن يعرف الجميع اننا نضع مصلحة الجمهور فوق كل اعتبار ومن المؤكد اننا نريد إسعادهم ولكن هناك شركاء فى البطولة على رأسهم الاتحاد الأفريقى للعبة، وإذا قارنا الأسعار المعلنة مع البطولات السابقة سنجد ان فارق الدولار الذى قفز بشكل سريع فى مواجهة الجنيه المصرى هو احد اهم هذه الأسباب، وما لا يعلمه احد اننا فعلنا فى البطولة أمورا كثيرة نراعى خلالها الجمهور المصرى منها تخصيص مقاعد لذوى القدرات الخاصة وللشباب من طلبة الجامعات، ومع ذلك نبحث عن حلول منطقية وسنراجع الأمر مع الكاف والجهات المسئولة للوصول إلى نقطة ترضى الجميع، وسنبذل قصارى جهدنا من اجل تواجد وسعادة الجمهور المصرى فى كان 2019 وستكون المدرجات ممتلئة بالجماهير.
وأن اللجنة تقوم حاليا بمراجعة أسعار تذاكر مباريات البطولة بما يحقق أحد أهم أهداف تنظيم البطولة بعودة الجماهير بشكل كامل إلى المدرجات.. والمراجعة تستهدف بالأساس أسعار تذاكر الدرجة الثالثة بالنسبة لمباريات المنتخب الوطنى بما تمثله من عصب جماهيرى مهم للمنتخب والبطولة، بالإضافة إلى أسعار تذاكر مباريات المجموعات الأخرى التى نعمل من خلالها على تشجيع جماهير الكرة المصرية لملء مدرجاتها، لإظهار وجه مصر الحضارى أمام القارة والعالم. وأنه على تواصل دائم بالجهات المعنية فى هذا الشأن لتحقيق مصلحة الجماهير المصرية.


وماذا عن التحضير لعملية استقبال الجماهير؟

- جاهزون لاستقبال الجماهير وعمليات الدخول والخروج ستتم فى إطار منظم وحضارى، والجمهور المصرى هو شريك فى تنظيم البطولة ونجاحها، ثقتنا كبيرة فى وعى الجمهور وستكون أفريقيا ٢٠١٩ هى البوابة العملية لتواجد وعودة الجمهور إلى أماكنهم بالمدرجات.


خلال التجهيز للبطولة على مدار الأشهر الماضية ألم تواجهكم عقبات أو سلبيات ؟

- كل اللجان تعمل بشكل متواصل وعلى الوجه الأكمل فى ظل دعم مكثف وقوى من كل اجهزة ومؤسسات الدولة ويبذل د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء جهدا مشكورا فى دعم البطولة ود.أشرف صبحى وزير الرياضة يدعم ويساند ويتابع كل شئ بنفسه وجميع اللجان تعمل فى أجواء إيجابية.
تزامن توقيت حفل القرعة مع طقس متقلب تخللته أجواء ضبابية ورياح ومطر خفيف ألم تخش اللجنة المنظمة على إقامة الحفل فى مكان مكشوف بالأهرامات وهل كانت هناك خطة بديلة ومن كان صاحب فكرة إقامتها فى هذا المكان ؟

- أنا شخصيا صاحب فكرة إقامتها وكان لدىّ إصرار غير عادى على إقامتها فى منطقة الأهرامات الساحرة والحضارية لتخليد هذا الحفل وارتباطه بالمكان الفرعونى والحضارى الشهير، وبسبب عدم استقرار الجو عشت لحظات من الرعب والقلق خوفا على تأثر الحفل ولكننى وضعت خطة بديلة للطوارئ وجهزت قاعة عملاقة بفندق ميناهاوس لنقلها لو لزم الأمر، لكن التوفيق كان حليفنا وخرجت احتفالية القرعة بشكل رائع ونالت اعجاب الجميع.


وما سر غياب إينفانيتو رئيس الفيفا ؟

- أصاب الطائرة التى أقلته من امريكا إلى سويسرا عطل مفاجئ، وكان يرغب فى القدوم على طائرة اخرى، ولكننى فضلت عدم حضوره لأنه كان سيصل بعد بدء الحفل،وأخبرته تقديرنا لظروفه الخارجة عن إرادته لكنه سيكون على رأس الحاضرين فى الافتتاح.


وما هى آخر الترتيبات للبطولة ؟

- الأمور تسير فى مجراها الطبيعى طبقا لما تم التخطيط له، والأعمال والاستعدادات تجرى على قدم وساق فى كل الملاعب سواء الخاصة بالتدريبات أو الملاعب التى تستضيف البطولة وهى ستادات : القاهرة والدفاع الجوى والسلام والإسكندرية والإسماعيلية والسويس وقمنا بجولات ميدانية فى كل الملاعب والفنادق التى تستعد لاستقبال الضيوف وتلقينا اشادات مكتوبة من كل وفود الدول المشاركة عقب معاينتها أماكن التدريبات والمباريات والإقامة والإعاشة فى أعقاب قيامهم بجولات ميدانية بعد ظهور نتيجة القرعة.


وماذا عن حفل الافتتاح ؟

- نتمنى أن يكون على قدر الحدث ونجهز له للخروج فى أبهى صورة ولدى ثقة كبيرة فى أنه سينال الاعجاب والتقدير.. والعمل يسير بشكل جيد فى ستاد القاهرة الذى عاد إلى مكانته الكبيرة كتحفة رياضية وكصرح عملاق، والدليل ان ديلى ميرور كبرى الصحف الأوروبية رشحته مع ٥ ستادات عالمية لاستضافة نهائى دورى ابطال اوروبا إذا تم نقله خارج اوروبا وهذه شهادة دامغة ودولية لهذا الكيان الوطنى العملاق.


هناك أخبار تتردد بقوة عن رغبتك فى رئاسة الكاف ؟

- أشرت لك اننى اشعر بأننى حققت ما حلمت به فى عالم الكرة وأفكر جديا فى الاعتزال بعد كان ٢٠١٩، ولذلك فإننى أؤكد لك أن رئاسة الكاف مش فى «دماغى « لا تشغلنى وكل ما أفكر فيه هو تقديم بطولة راقية ومبهرة ومختلفة فى كان ٢٠١٩.
ولو افترضنا جدلا اعتزالك العمل العام من اذن ترشحه لخلافتك فى الجبلاية ؟

- مصر مليئة بالكفاءات، وأرشح لخلافتى ذلك الشخص الذى يمتلك خبرات تؤهله لقيادة السفينة التى تحتاج لمعايير وشروط معقدة، لابد أن يكون محبوبا ويتمتع بقبول الغالبية المطلقة من الأندية أعضاء الجمعية العمومية، ويمتلك تاريخا وسيرة ذاتية قوية.
فى بداية الحوار أعجبنى مصطلح « أفريقيا 2019 « بطولتنا..ماذا تعنى بهذا المصطلح ؟

- طبعا البطولة تقام على ارضنا ووسط جمهورنا، وهى بذلك بطولة كل المصريين، وعلى كل مواطن ان يتعامل معها من هذا المنظور الوطنى لما لذلك من آثار ايجابية فى نجاحها والوصول بها إلى درجة الإعجاب وكل المصريين حكومة وشعبا شركاء فى هذا العمل الوطنى، وأراها فرصة للتأكيد على عودة مصر الرائدة والقوية.


المصريون يتمنون أن تكون البطولة بطولتنا بانتزاع كأسها عن جدارة واستحقاف فماذا عن استعدادات المنتخب ؟

- الطبيعى ان تكون مصر بتاريخها القارى وأرقامها وألقابها القياسية فى صدارة المرشحين للفوز باللقب، وأنا شخصيا متفاءل بالمنتخب بقيادة المدرب العالمى أجيرى وجهازه المعاون وبالحماس الذى دب فى نفوس الجميع مع اعلان استضافتنا للبطولة والمتابع للمحترفين المصريين ولاعبى الدورى الممتاز يجد ان هناك تنافسا شرسا بينهم لنيل شرف الدفاع عن ألوان المنتخب الوطنى، والاستعدادات تصل إلى أعلى درجاتها وسنقاتل من أجل التتويج القارى مع الوضع فى الاعتبار أن البطولة لن تكون سهلة لوجود منتخبات كبرى مؤهلة ولدية نفس الطموح والأمل فى التتويج.


لكن اجيرى تعرض لانتقادات ومازال هناك تحفظات عليه ؟

- الانتقادات جزء اصيل فى عالم كرة القدم، وسبق وأن تعرض كوبر المدير الفنى السابق لها ومع ذلك قادنا إلى نهايى أفريقيا 2017 وصعد بالمنتخب للمونديال، أنا شخصيا ارحب بالانتقادات ولكننى متأكد انها ليست المقياس الحقيقى للفشل او النجاح.

تسلمت المنتخب وهو مهلهل ومهدد بالخروج من تصفيات افريقبا والمونديال، ماذا فعلت من اجل تكوين هذا الجيل ؟

- هو توفيق من الله، وما حدث من نجاحات كان بفضل العمل الجماعى والاستفادة من خبرات تجاوزت الثلاثين عاما فى ادارة المنتخبات الوطنية اضف إلى ذلك ان مصر ولادة وحافلة بالمواهب الكروية على مدار تاريخها.

وماذا عن محمد صلاح نجم وأيقونة مصر وليفربول ؟

- صلاح لاعب أسطورى وينتظره مستقبل باهر وكلنا فخورون به وبما يقدمه من عروض رائعة ومتميزة وهو ابن المنتخبات الوطنية منذ انضمامه لمنتخب الناشئين ثم الشباب والأوليمبى والأول وأنا اعتبره احد ابنائى وأتمنى له التوفيق ولكل نجوم المنتخب فى افريقيا 2019 التى نتمناها مصرية.


وماذا عن الدورى المصرى الذى يتزامن مع أجواء كان 2019 ومتى نعرف البطل ؟

- مسيرة الزمالك فى الكونفيدرالية ستحدد موعد البطل الجديد للدورى وهناك اتجاهين، فى حالة استمراره حتى النهائى سيتم تأجيل الإعلان عن البطل لما بعد الانتهاء من أفريقيا، اما فى الحالة الأخرى سيتم استكمال المسابقة فى مواعيدها المعلنة، ونحن نتعامل مع الزمالك والأهلى وكل الأندية بشكل واحد ونقف على مسافة واحدة من الجميع ودائما ندعم الفرق المصرية فى منافساتها الأفريقية ونلتمس لها الأعذار ومن هنا تأتى عملية التأجيل لبعض المباريات.