حكايات| مظهر عبد الرحمن يروي قصته مع «موناكو» وسر الرحيل والاعتزال المبكر

مظهر عبد الرحمن
مظهر عبد الرحمن

بزغ نجمه مع المقاولون العرب، وحصد معه البطولات، ولفت أنظار الجنرال الراحل محمود الجوهري ليصبح لاعبًا دوليًا في سن صغيرة، قبل أن يتعاقد معه النادي المصري البورسعيدي أملاً في المنافسة على بطولة، لكن المفاجأة الكبرى كانت بإعلان انتقاله رسميًا إلى صفوف موناكو الفرنسي الذي يعتبر واحد من أكبر أندية الكرة الأوروبية في الموسم 2001/02.. هو مظهر عبد الرحمن.

 

ذئاب الجبل

 

قدّم نادي المقاولون العرب مواهب رائعة لكرة القدم المصرية منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا، وخلال حقبة التسعينات كانت بصمة ذئاب الجبل واضحة بإهداء الكرة المصرية مواهب مثل عبد الستار صبري وعلي عاشور وغيرهم، لكن العام 1994 شهد تصعيد الشاب ذو البنيان القوي مظهر عبد الرحمن للفريق الأول، ليلعب إلى جوار صبري وعاشور، ويبدأ رحلة البطولات في سن الثامنة عشرة.

 

نجح مظهر المولود في الحادي عشر من نوفمبر عام 1976 في لفت الأنظار بشدة وحجز مكانه وسط تشكيل الذئاب الكبار منذ تصعيده، مستغلا قدراته البدنية الكبيرة وسرعته التي جعلته مميزًا بين لاعبي الدوري المصري، فتوج ببطولة كأس مصر مع الألماني مايكل كروجر، المدير الفني للمقاولون العرب وقتذاك في العام 1995، ثم تبعها ببطولة كأس الكؤوس الإفريقية عام 1996.

 

 

ويحكي مظهر لـ«بوابة أخبار اليوم»: «لعبت مع الفريق الأول للمقاولون العرب في سن الثامنة عشرة، وتوجت ببطولتي كأس مصر وكأس الكؤوس الإفريقية عامي 1995، و1996 على الترتيب، ثم انتقلت للنادي المصري مطلع العام 2000».

 

من بورسعيد إلى موناكو.. عبر ترانزيت إيطالي

 

يواصل مظهر :"كنت قد انضممت لمنتخب مصر في عهد الراحل محمود الجوهري، وكان حريصًا على منحي الفرصة، خصوصًا في الدورات الودية مع المنتخبات الأوروبية، ولعبت في دورة ودية أمام منتخبات كندا وكوريا الجنوبية وإستونيا وسجلت هدفًا في مرمى الأخير".

"لعبت للمصري البورسعيدي أشهر قليلة، قبل أن يتابعني وكيل إيطالي يدعى باتريشيو خلال الدورة الودية أمام منتخبات كندا وكوريا الجنوبية وإستونيا، وفاجئني بإحضار عرض إيطالي من نادي بريشيا الذي كان يلعب له روبيرتو باجيو في نهاية مشواره".

 

"وبالفعل سافرت إلى إيطاليا لقضاء أسبوعين معايشة مع نادي بريشيا، وبعد خوض التدريبات قرروا مشاركتي في مباراة ودية، وحينها لعب القدر لعبته، فكان المدرب المساعد للفرنسي ديدييه ديشامب في إجازة بمنزله بإيطاليا وشاهدني في المباراة الودية وسأل الوكيل باتريشيو عني، فقال له إن إدارة بريشيا قررت التعاقد معي بعد هذه المباراة".

 

لعبة القدر

 

ويروي مظهر بتقي تفاصيل حكايته قائلا: «رفض مساعد ديشامب انضمامي لصفوف بريشيا، وضغط على وكيلي الإيطالي، فتحولت وجهتي إلى موناكو الفرنسي، وبالفعل سافرت مع باتريشيو إلى موناكو، ووقعت العقود وقدمني النادي للجماهير، وبدأت خوض التدريبات».

 

 

 

"في البداية لم أكن مهتمًا بنجومية وأسماء لاعبي موناكو، فقد كان معظمهم في بداية مشوار النجومية، وكان ديشامب مدربًا صاعدًا بعد اعتزاله اللعب، وبدأت المشاركة الفعلية مع الفريق في الدوري الفرنسي الممتاز".

 

"موناكو حينها كان يضم أسماءً تحولت بعد ذلك لأساطير وعلى رأسهم باتريس إيفرا قائد المنتخب الفرنسي ونجم مانشستر يونايتد، والمكسيكي رافاييل ماركيز، نجم برشلونة الإسباني، وكذلك إيريك أبيدال، نجم برشلونة، والإيطالي فلافيو روما، حارس مرمى ميلان ومنتخب إيطاليا، واليوناني أكيس زيكوس، نجم منتخب اليونان، والأرجنتيني جالاردو، وغيرهم".

 

رسالة خاصة

 

وجه أكيس زيكوس، نجم موناكو ومنتخب اليونان السابق، رسالة لصديقه مظهر عبد الرحمن عبر فيديو مصور لـ«بوابة أخبار اليوم»، تحدث فيه عن ذكرياته مع مظهر عبد الرحمن.

 

وقال زيكوس خلال رسالته : «أهلا ميزو.. منذ فترة طويلة لم أرك.. ولكن من المستحيل أن أنساك.. وكنا نتحدث عبر الهاتف.. أنت أول شريك لي في غرفتي بنادي موناكو.. وأول صديق لي هناك».

 

واختتم: «أنت تملك شخصية مبهرة.. وعلى المستوى الشخصي أنت رائع.. أتمنى لك المزيد من النجاح.. وآمل أن أراك مجددًا يومًا ما.. كل التوفيق لك ولعائلتك».

 

بطولة وبطاقة حمراء

 

شارك مظهر عبد الرحمن مع موناكو في 7 مباريات منها 5 في الدوري الفرنسي الممتاز ومباراتين في الكأس، وحصل على بطاقة حمراء في الدوري أمام باستيا.

 

وتوج مظهر بكأس الدوري الفرنسي مع موناكو في الموسم 2002/03، ولم يسجل أي هدف، لكنها تظل المشاركة الأولى لأي محترف مصري في الدوري الفرنسي وكذلك البطولة الوحيدة للمصريين في فرنسا.

 

سر الرحيل

 

وعن سيناريو رحيله قال مظهر: «بعد مشاركتي في بعض المباريات، نشبت أزمة بيني وبين قائد الفريق وقتها جولي، ولم أكن أملك الخبرة في هذا التوقيت لقد كنت مخطئًا، كان من الأفضل أن أهادن اللاعبين، لأن النجوم الكبار وقتها اجتمعوا على ضرورة عدم استمراري».

 

 

 

وأضاف: «خضت فترة إعارة مع أحد أندية الدرجة الثانية وتألقت وسجلت أهدافًا، لكن اللاعبين الكبار طالبوا ديشامب بعدم استمراري في الفريق، ولأنه لم يكن قويًا بما يكفي في بداياته وافق على رحيلي، وتلقيت عرضًا من جينت البلجيكي، لكن فضلت العرض الصيني الذي تلقيته من جيانجسو».

«عندما أنهيت موسمي في الصين، تلقيت عروضًا كبيرة، لكن النادي رفض رحيلي، واضطررت للعودة إلى مصر فتلقيت عرضًا من الزمالك وقت الأزمة بين رئيس النادي الحالي، وكمال درويش، الرئيس السابق، ولأنني لا أقبل بإهانتي مزقت العقد ورفضت الاستمرار واعتزلت في سن الواحدة والثلاثين».

 

«بيزنس مان أمريكاني»

يختتم مظهر حكايته :"قررت الابتعاد عن كرة القدم تمامًا، ولم أكن أرغب في أن يكبر أبنائي وأضعهم في موقف رؤية انتقادات أو تجاوزات في حق أبيهم في الإعلام، واخترت بناء اسمي في مجال جديد، واتجهت لتأسيس شركة في الولايات المتحدة الأمريكية، للعمل في مجال إصلاح السيارات بعد الحوادث وإعادة بيعها، وكذلك نشاط آخر متعلق بالسيارات".

"تلقيت عروضًا كثرة للعمل الإعلامي هنا، لكن لا أرغب في العودة إلى كرة القدم في ظل هذه الأجواء، كما أنني لم أقبل أي عرض للتدريب بسبب عصبيتي الشديدة، فأنا عصبي جدًا".

 

"ألتقي بعض لاعبي جيلي ومنهم التوأم حسن وأشرف قاسم لأننا نسكن في المنطقة ذاتها، أما من لاعبي موناكو فقابلت باتريس إيفرا في إنجلترا وتحدثنا سويًا، وتربطني علاقة صداقة كبيرة بأكيس زيكوس وهو الذي عرض على نجلي بلال الاحتراف في باناثينايكوس اليوناني".