«تحرير سيناء».. من الحرب إلى السلام

«تحرير سيناء» من الحرب إلى السلام
«تحرير سيناء» من الحرب إلى السلام

أرض الفيروز سَيناءُ عُروس بَدَوية سَيناءُ خُيول عَربية، سَيناءُ حمَامات بِيض وَسَنابِِِل قََََمح ذَهبية، ستظل هي الأرض الغالية بما حباها الله من كنوز الفيروز والعقيق.

 

تاريخ سيناء حافل بالحروب والحملات منذ عهد الفراعنة إلى العصر الحديث، فهي البوابة الشرقية لمصر وبها طريق حورس الذي يمتد من قناة السويس غرباً حتى رفح على الحدود مع فلسطين شرقاً.

 

سيناء أرض الأنبياء والديانات السماوية، بدءاً من الخليل إبراهيم -عليه السلام- الذي عبرها، وموسى -عليه السلام- الذي أقام بها مع شعب بني إسرائيل فترة من الزمن، والعائلة المقدسة التي عبرتها وهي في طريقها إلى مصر.

 

يوم 25 أبريل سيبقى في وجدان كل مصري، وهو يوم تحرير سيناء وعودتها لمصر، ويحتفل جميع أبناء الشعب المصريّ كلّ عام بعيد تحرير سيناء، الذي يوافق ذكرى تحريرها في الخامس والعشرين من شهر أبريل عام 1982م، بعد التحرّر الكامل من الاحتلال الإسرائيلي، حيث جاء ذلك اليوم بعد صراع طويل بين مصر وإسرائيل، تمّ فيه رفع العلم المصريّ فوق شبه جزيرة سيناء.

 

شبه جزيرة سيناء

 

يحدُّ شبه جزيرة سيناء من الجهة الغربيّة خليج السويس وقناة السويس، ومن الجهة الشرقية خليج العقبة والنقب، ومن الجهة الشمالية البحر الأبيض المتوسط، ومن الجهة الجنوبية البحر الأحمر.

 

ويبلغ امتداد سيناء من الشرق إلى الغرب مسافة 210 كيلومتر، بينما يمتد من الشمال إلى الجنوب مسافة 385 كيلومتر، وتربط سيناء قارة أفريقيا بقارة آسيا، وتبلغ مساحتها 61.000 كيلومتر مربع.

 

الكفاح لاسترداد سيناء

 

قامت مصر بإستخدام الوسائل المختلفة من النضال، حيث نجدها إستخدمت القوات المسلحة لتكافح بحرب الإستنزاف، والتي إستمرت لستة سنوات على التوالي، وقد إستطاعت مصر أن تحقق النصر في حرب أكتوبر من سنة ألف وتسعمائة ثلاثة وسبعون.

 

هذا النصر الذي جعل معايير الحروب العسكرية تنقلب لما حققته القوات المسلحة المصرية من معجزة بتحطيم «خط بارليف» وهكذا إستطاعت مصر أن تسترد سيادتها الكاملة على قناة السويس وجزء من شبه جزيرة سيناء، وكانت هذه أولى مراحل النصر وتحرير سيناء.

 

 

ثم بدأت مرحلة ثانية من النضال، من خلال عقد مفاوضات سياسية وإصدار قرار 383 الذي يقر بأن يتم وقف كامل لكل المعارك العسكرية، وذلك في آخر شهر أكتوبر من نفس العام، وقد كانت الجهود الدبلوماسية التي قام بها الرئيس الراحل أنور السادات حينما زار إسرائيل وألقى كلمته الشهيرة بـ«الكنيست» وعرض مبادرة السلام.

 

كيفية تحرير سيناء

 

قادت معاهدة السلام الموقّعة بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء، وهكذا عادت السيادة المصرية إلى أراضيها، وقد تمّ وضع جدول زمني يُبين آلية الانسحاب الإسرائيلي من سيناء.

 

في السادس والعشرين من مايو عام 1979م، رُفع العلم المصريّ فوق منطقة العريش، وانسحبت إسرائيل من خط العريش، وشرعت في تنفيذ اتفاقيّة السلام.

 

وفي السادس والعشرين من شهر يوليو عام 1979م، وهي المرحلة الثانيّة من الانسحاب، أخلت إسرائيل مساحة قدرها 6000 كيلومتر مربع من منطقة أبو زنيمة إلى منطقة أبو خربة.

 

وفي التاسع عشر من شهر نوفمبر عام 1979م، انسحبت إسرائيل من مناطق سانت كاترين ووادي الطور، وتحتفل محافظة جنوب سيناء بعيدها القومي في هذا اليوم.

 

وفي الخامس والعشرين من أبريل عام 1982م، رُفع العلم المصري على حدود مصر من الجهة الشرقية، أي على مدينة رفح شمال سيناء، وشرم الشيخ جنوب سيناء، وقد استمر الانسحاب الإسرائيلي بعد احتلال دام 15عاماً.