رصد (أيون هيدريد الهليوم) في الفضاء لأول مرة

أيون هيدريد الهليوم في الفضاء
أيون هيدريد الهليوم في الفضاء

يعتقد علماء الفيزياء الفلكية أنه بعد حوالي 100,000 سنة بعد حدوث الإنفجار العظيم اجتمعت ذرات الهيدروجين المؤين وذرات الهليوم المحايدة لتكوين أيون هيدريد الهليوم (+HeH) لأول مرة، ويفترض أن يكون هذا الجزيء موجودا في بعض أجزاء الكون الحديث ، ولكن لم يتم اكتشافه أبدا في الفضاء حتى الآن.

وأعلن فريق من الباحثين من الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، مؤخرًا عن اكتشاف بصمة أيون هيدريد الهليوم (+HeH) في السديم الكوكبي NGC 7027 الذي يبعد حوالي 3000 سنه ضوئية من الأرض في كوكبة قيطس وذلك بإستخدام مرصد الستراتوسفير للأشعة تحت الحمراء (صوفيا) على متن طائرة تابعة لوكالة الفضاء ناسا.

وفقا لجمعية الفلكية بجدة، أيون هيدريد الهليوم (+HeH) موجود في الفضاء لكن كان بحاجة الى الأدوات الصحيحة التي تقوم بالرصد في المكان الصحيح ومرصد (صوفيا) كان قادرا على القيام بذلك بشكل مثالي .

من المعروف أن الكون اليوم ملئ بهياكل كبيرة ومعقدة مثل الكواكب والنجوم والمجرات ، ولكن منذ أكثر من 13 مليار سنه بعد الإنفجار العظيم كان الكون ساخنا وكل ما كان موجود كان عبارة عن أنواع قليلة من الذرات معظمها من الهليوم والهيدروجين، وعندما تجمعت الذرات لتشكيل الجزيئات الاولى تمكن الكون اخيرا من البرودة وبدأ التبلور، واستنتج علماء الفيزياء الفلكية أن أيون هيدريد الهليوم (+HeH) كان الجزئي البدائي الأول. فبمجرد أن يبدا التبريد يمكن أن تتفاعل ذرات الهيدروجين مع أيون هيدريد الهليوم (+HeH) مما يؤدي إلى تشكيل هيدروجين جزيئي وهو الجزيء المسؤول بشكل أساسي عن تكوين النجوم الأولى.

وواصلت النجوم صياغة جميع العناصر التي تشكل عالمنا الكيميائي الذي نعيشه اليوم، ومع ذلك فإن المشكلة هي أن العلماء لم يتمكنوا من العثور على أيون هيدريد الهليوم (+HeH) في الفضاء ، لذلك هذه الخطوة الأولى في ولادة الكيمياء لم تثبت حتى الآن. في عام 1925 كان الكيميائيون قادرين على إنشاء أيون هيدريد الهليوم (+HeH) في المختبر عن طريق إقناع الهليوم لمشاركة أحد الكتروناته مع أيون الهيدروجين.

بعد ذلك في أواخر سبعينات القرن الماضي، أعتقد علماء الفلك الذين يدرسون سديم NGC 7072 ان هذه البيئة قد تكون مناسبة لتكون أيون هيدريد الهليوم (+HeH)، فالأشعة فوق البنفسجية والحرارة من نجم عجوز تخلق الظروف المناسبة لتشكيل أيون هيدريد الهليوم (+HeH)، ولكن ارصادهم كانت غير حاسمة، والمحت الجهود اللاحقة الى انه يمكن أن يكون هناك ، ولكن أيون هيدريد الهليوم (+HeH) واصل التهرب من الاكتشاف. في عام 2016 تحول العلماء لتطلب المساعدة من مرصد الستراتوسفير للأشعة تحت الحمراء (صوفيا) ، حيث حلق الى ارتفاع يصل الى 13.7 كيلومتر ، ويقوم بالرصد فوق الطبقات المتداخلة من الغلاف الجوي للأرض وفي النهاية ومن خلال البيانات التي جمعت تم هذا الاكتشاف.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي