حوار| رئيس «الوطنية للانتخابات»: الشعب المصري بطل والاستفتاء ملحمة وطنية

المستشار لاشين إبراهيم خلال حواره للأخبار
المستشار لاشين إبراهيم خلال حواره للأخبار

شارك في الحوار: محمد سعد - عمرو خليفة - أسماء البكري

 

المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات:


مؤشرات التصويت ضخمة.. ولهذه الأسباب توقعت الإقبال الشديد


مؤتمر صحفي عالمي لإعلان النتيجة.. خلال أيام 


المرأة رمز النضال والشباب عاشق لوطنه والمصريون بالخارج رفعوا رايتنا عالية


الديمقراطية لا توجدها ثورة ولا ترسخها وثيقة.. وتقوي بالممارسة


تقييم تجربة اقتراع الوافدين.. ودراسة التصويت الإلكتروني في الانتخابات القادمة


٥٤٨ مراسلا تابعوا الاستحقاق ويسرنا عمل الصحافة والمجتمع المدني


إنتاج أغنية لتحفيز المواطنين جزء من الدور التثقيفي للجنة


نجاح تجربة بطاقات المكفوفين بطريقة «‬برايل» بالتعاون مع «‬أخبار اليوم»


أقول للإعلام:


رسالتكم تحفها هيبة وأوصيكم بنشر الحقائق


الشعوب تمنح الدساتير قوتها.. ولاخروقات في عملية الاستفتاء


مسئولون أمام الله والقانون.. ونمارس المهمة بضمير القضاة


غرفتا طوارئ لمتابعة المشاركة في الداخل والخارج في وقت واحد

 

منذ فبراير ٢٠١٨ والهيئة الوطنية للانتخابات دائما ما تكون حاضرة في قلب الأحداث الوطنية الكبري.. ومنذ الجمعة الماضي مع بدء تصويت المصريين في الاستفتاء علي تعديل الدستور والهيئة الوطنية تتصدر الحدث الكبير.

 

هيئة مستقلة لايتدخل أحد في عملها وتدير عملية التصويت بكل شفافية ونزاهة علي مرأي ومسمع من الشعب المصري والعالم أجمع.
ومع نهاية اليوم الثاني للتصويت علي الاستفتاء بالداخل أمس وقبل بداية اليوم الأخير.. حرصت »الأخبار»‬ علي أن تحاور الرجل الأول الذي يرأس الهيئة الوطنية للانتخابات.


القاضي الجليل لاشين إبراهيم الذي قضي نصف قرن من عمره في خدمة العدالة بالنيابة العامة والقضاء والذي يتحمل المسئولية بقلب مواطن مصري وعقل قاض.. يبحث عن العدالة وحدها وأن تجري الانتخابات والاستفتاء في نزاهة وشفافية، لتعبر فقط عن الإرادة الحرة للشعب المصري الحر.


ورغم مشاغله المتعددة وسط الإشراف الكامل علي كل صغيرة وكبيرة في عملية الاستفتاء.. فتح المستشار لاشين إبراهيم قلبه لـ «‬الأخبار» وأجاب عن كل الأسئلة بصراحة معهودة وبشفافية كاملة.


أكد رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات أن الاستفتاء تحول إلي ملحمة وطنية في حب مصر.. ملحمة بطلها الشعب شبابا وكبارا ورجالا ونساء، وأكد انه مع انتهاء تصويت المصريين بالخارج أمس يمكن القول انهم اثبتوا أن حب مصر أصيل في قلوبهم رغم بعد المسافة عن مصر وطول الاغتراب.


وأكد أن كل المؤشرات أكدت كثافة مشاركة الشعب المصري في عملية الاستفتاء، في كل المحافظات وكل اللجان الفرعية، مؤكدا أن الهيئة الوطنية تدرس إمكانية استخدام التصويت الإلكتروني في بعض المحافظات في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.


وأشاد بتعاون كل مؤسسات الدولة مع الهيئة الوطنية، وبالدور المهم الذي لعبته مؤسسة «‬أخبار اليوم» في طباعة بطاقات الاقتراع للمكفوفين بطريقة برايل.


وقال إن عملية الاستفتاء تمت وتتم في نزاهة وشفافية ولم تشهد أي خروقات، وان انتاج اغنية لدعوة المواطنين للمشاركة جزء من صميم عمل الهيئة في التوعية والتثقيف.


وأكد أنه سيتم إعلان نتيجة الاستفتاء خلال أيام في مؤتمر صحفي عالمي.


• في البداية سألنا المستشار لاشين إبراهيم كيف ترون الاستفتاء علي التعديلات الدستورية بعد اليوم الثاني للتصويت داخل مصر؟


- أراه ملحمة وطنية في حب مصر، بكل ما تحمله الكلمة من معني، أبطالها الشعب المصري بكل مكوناته، برجاله ونسائه، وشبابه وشيبه، ومسلميه ومسيحييه، بجميع أبناء مصر سواء الموجودون في مصر أو في الخارج، ملحمة رفع فيها اسم مصر ورفرفت أعلامها، وجرت في جو احتفالي مغلف بمشاعر وطنية.


المصريون بالخارج


• أمس أغلقت لجان الاقتراع أبوابها أمام الناخبين بالخارج.. فكيف كانت مشاركتهم؟


- الحقيقة أن المصريين في الخارج رغم بعد المسافة عن مصر وطول مدة اغتراب بعضهم عنها، إلا أنهم يثبتون دائما أن حب مصر أصيل في قلوبهم، وكما تشير الإحصائيات وكما شاهدتم عبر شاشات التلفاز، فإن المصريين بالخارج حريصون كل الحرص علي تحمل المسئولية الوطنية والمشاركة السياسية.


• وماهي الدول التي جري بها الاقتراع؟


- لقد أنشأت الهيئة الوطنية للانتخابات لجاناً فرعية للاقتراع في كل الدول التي يوجد بها مصريون وفق البيانات التي ترد إلينا من وزارة الخارجية ووزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، ولكن هناك عدداً محدوداً جدا من الدول لم يتم إنشاء لجان للاستفتاء بها لمرورها بظروف أمنية بالغة التعقيد والصعوبة تحول دون إمكان تأمين إجرائه فيها، وهذه الدول هي ليبيا واليمن وسوريا والصومال.


• وما نسبة الإقبال علي المشاركة في داخل مصر حتي الآن؟


- الأيام المقررة للاستفتاء تنتهي اليوم ولايمكننا إبداء نسب محددة إلا بعد انتهاء أيام الاستفتاء وحصر الناخبين وفرز أصواتهم، ولكن كل المؤشرات التي ترد إلينا  تؤكد أن الإقبال كثيف وأن الشعب المصري يشارك مشاركة فعالة في الاستفتاء.


إقبال كبير


• ما هي أكثر المحافظات التي شهدت اقبالا كبيرا من الناخبين خاصة أننا شاهدنا هذا الإقبال الكبير في كل المحافظات أمس وأول أمس؟


- محافظة جنوب سيناء لأن بها عدداً كبيراً من الوافدين كانت كثافة الحضور بها كبيرة جدا، والقضاة تحملوا ضغطاً كبيراً، وأول أمس أصدرنا قراراً بإنشاء لجنتين جديدتين لاستيعاب هذا الضغط الكبير، وفي لجنة واحدة خلال ساعات كان ٣ آلاف ناخب قد أدلوا بأصواتهم.

 

وتكررت الكثافات العالية في كل اللجان التي بها وافدون مثل البحر الأحمر والاسكندرية والعاصمة الإدارية، ولكن الملاحظة الأهم ان الزحام والحضور الكثيف كانا خلال أول يومين في كل المحافظات، كما شاهدنا نفس الزحام الكبير في اللجان التي استحدثتها الهيئة في محطات السكة الحديد والمطارات وغيرها من أماكن تواجد المواطنين، وفي عدد كبير من اللجان علي مستوي الجمهورية.


تم استنفاد بطاقات الاقتراع وأرسلنا فورا إلي القضاة بطاقات اقتراع أخري.


• وهل كنت تتوقع هذا الإقبال الكبير؟


- نعم توقعت هذا الإقبال الكبير من متابعتي للشعب والشارع، والحقيقة ان الاستفتاء هو عرس ديمقراطي وكان البطل فيه هو الشعب  المصري الذي توجه للجان الانتخابية.. المصريون شعب يشعر بالمسئولية ومارس ذلك بفرح وحب كانت مظاهر  في كل الشوارع وأمام كل اللجان بكل المحافظات.


تيسيرات الوافدين


• هناك تيسيرات أشاد بها الجميع لمشاركة الوافدين في عملية الاستفتاء.. فهل يمكن أن نراها في استحقاقات انتخابية أخري؟


- نعم أصدرنا قرارات لتيسير مشاركة المواطنين بالاستفتاء بالسماح لكل مواطن لا يتواجد داخل محافظته بأن يدلي بصوته في أي لجنة فرعية داخل المحافظة الموجود بها، وهذا كان محل تقدير وإشادة الجميع.. مع ملاحظة أن القاهرة محافظة والجيزة محافظة أخري، ودور الهيئة التيسير علي الناخبين للإدلاء بأصواتهم بكل حرية.


وبعد نهاية الاستفتاء سنقوم بتقييم التجربة ودراستها من كل وجوهها بكل الإيجابيات والسلبيات، ودراسة مدي إمكانية تطبيقها في أي استحقاقات انتخابية أخري.


تصويت إلكتروني


• وهل يمكن تطوير التجربة لنصل إلي التصويت الإلكتروني الذي يطالب به الكثيرون؟


- الهيئة الوطنية للانتخابات تدرس بالفعل إمكانية البدء في تطبيق التصويت الإلكتروني في بعض محافظات الجمهورية في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.


• هل تلقيتم أي شكاوي من الصحفيين والإعلاميين مصريين أو أجانب أو من ممثلي منظمات المجتمع المدني؟


- يجيب المستشار لاشين إبراهيم لم نتلق أية شكاوي ولم يحدث أي منع أو تعطيل لممارسة عملهم، وتعليمات الهيئة الوطنية للانتخابات بالتنسيق مع رجال الجيش والشرطة كانت واضحة بتقديم كل التيسيرات والتسهيلات لرجال الصحافة والإعلام والسماح لهم بممارسة عملهم بكل حرية في متابعة عملية الاستفتاء ونقل كل ما يحدث في كل اللجان العامة والفرعية للرأي العام داخل وخارج مصر.


لا خروقات


• وهل سجلتم أي خروقات أو مخالفات خلال عملية الاستفتاء داخل وخارج مصر؟


- كل تقارير القضاة المشرفين علي عملية الاستفتاء وتقارير الإعلام ومنظمات المجتمع المدني.. والتقارير التي تتلقاها الهيئة الوطنية علي مدار الساعة منذ بدء عملية الاستفتاء تؤكد عدم حدوث أي خروقات أو مخالفات تمس نزاهة وشفافية الاستفتاء.


أغنية جديدة


• البعض تساءل عن السبب الذي دفع الهيئة الوطنية للانتخابات لإنتاج أغنية تدعو المواطنين للمشاركة. وتساءل عن علاقة ذلك بعمل الهيئة؟


- يجيب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات نحن أنتجنا أغنية كما قمنا بتصوير أغنية أخري بالمشاركة مع التليفزيون المصري.. وهذا من صميم عمل ودور الهيئة للتثقيف والتوعية وحث المواطنين علي المشاركة في كل العمليات الانتخابية وليس الاستفتاء وحده.


كما قمنا أيضا بعقد لقاءات مع الشباب في مراكز شباب الجزيرة وأبوقير وغيرهما، وتنظيم دورات لتدريب رجال القضاء والنيابة العامة والهيئات القضائية.


كل ذلك من صميم الاختصاص القانوني للهيئة والذي نمارسه بكل شفافية.. فدورنا تهيئة كل الظروف لمشاركة المواطنين في الاستحقاقات الانتخابية ليعبروا عن ارائهم بكل حرية لتخرج النتيجة معبرة عن إرادة الشعب المصري وحده.


علي مدار الساعة


• هل كان سهلاً متابعة إجراءات الاستفتاء داخل مصر وخارجها في نفس الوقت؟


- لقد تطلب الأمر جهداً مضاعفاً منا، ولكن الاستعداد الدائم والإعداد الجيد يسهل كل صعب، فقد شكلنا غرفتي عمليات من أعضاء الجهاز التنفيذي بالهيئة للعمل علي مدار الأربع وعشرين ساعة إحداهما لمتابعة إجراءات الاستفتاء خارج مصر والأخري لمتابعة إجراءاته داخلها، وقد خصصنا لهما رقماً مختصراً لتسهيل الاتصال بهما، ووسائل لتلقي الاتصالات وإجرائها، وقد تلقت هاتان الغرفتان آلاف الاتصالات يومياً.


• وما دور هاتين الغرفتين؟


- دورهما التواصل مع لجان المتابعة الموجودة باللجان العامة والتواصل مع اللجان الفرعية للتأكد من سير عملية الاستفتاء وفق ما هو مرسوم لها، وتلقي اتصالات المواطنين المتضمنة أي استفسار والرد عليه أو شكوي والتواصل مع المختصين فورا لحلها.


• وما أبرز ما عرض عليكم لدي إشرافكم علي غرفتي عمليات الهيئة؟


- أهم ظاهرتين: أن هناك عدداً من الناخبين ممن تجاوزوا السبعين من العمر يتصلون بغرفة عمليات الهيئة لمعرفة بيانات لجانهم للإدلاء بأصواتهم حرصا منهم علي المشاركة السياسية، وهناك من يقرر برغبته في المشاركة وعدم قدرته صحيا علي التوجه للجنة ولذا نوفر له وسيلة انتقال تقله من بيته إلي اللجنة وتعيده إليه حتي يتمكن من الإدلاء بصوته، وهناك أيضا شباب بلغوا الثامنة عشرة من العمر حديثا يتصلون بالهيئة ليسألوا عن السن المقررة للانتخاب، وعما إذا كانوا مقيدين بقاعدة بيانات الناخبين من عدمه.


أجواء احتفال


• ما هي ملامح الاستفتاء علي التعديلات الدستورية؟


- أبرز الملامح تتمثل في الإقبال الكثيف علي المشاركة من المرأة والشباب وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، والأجواء الاحتفالية التي يجري بها، والروح الوطنية السائدة.


• وكيف ترون تعاون جهات الدولة معكم؟


- نري تعاونا تاما من كل الجهات في الدولة معنا، وكل ما نطلبه ميسر لنا.


برايل للمكفوفين


• وماذا عن تجربة بطاقات الاقتراع بنظام برايل للتيسير علي المكفوفين؟


- هذه تجربة رائدة وقمنا بتنفيذها مع مؤسسة »‬أخبار اليوم» وهي مؤسسة صحفية رائدة ومع »‬الأخبار برايل».. حيث طبعنا بطاقات التصويت.
بمطابع «‬أخبار اليوم» وتم اختبارها أولا، والتجربة أثبتت نجاحا كبيرا سيسمح لنا بتكرارها في كل الاستحقاقات الانتخابية القادمة.


استقلال كامل


• إن الهيئة الوطنية للانتخابات هي احدي ثمار ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، فما هي اختصاصاتها؟


- الهيئة الوطنية للانتخابات أول هيئة مستقلة في تاريخ مصر يعهد إليها وحدها -دون غيرها- بإدارة الاستفتاءات، والانتخابات الرئاسية، والنيابية، والمحلية، وتنظيم جميع العمليات المرتبطة بها، والإشراف عليها.


• وهل يمكن لأحد التدخل في عملكم؟


- قطعا لا، فالهيئة الوطنية للانتخابات هيئة مستقلة، وقد كفل الدستور والقانون لها الاستقلال الفني والمالي والإداري، ومحظور حظرا مطلقا التدخل في أعمالها واختصاصاتها، كما أن لها ميزانية مستقلة، ويتولي إدارتها مجلس إدارة يضم نخبة من شيوخ القضاة والهيئات والجهات القضائية، منتدبين ندبا كليا، فضلا عن جهاز تنفيذي مكون من مستشارين وخبراء منتدبين.


• ما هي الضوابط التي تحرصون عليها في عملكم بالهيئة؟


- نحن نباشر عملنا بضمير القاضي ونزاهته في الحكم، ونقف من موضوع الاستفتاء وقفة القاضي في حياده وتجرده في القضاء، ونؤدي عملنا في إطار قانوني ومهني وأخلاقي حاكم لنا، قوامه مجموعة من المبادئ الأساسية وهي: الاستقلالية، الحياد، النزاهة، الشفافية، الكفاءة، المهنية، سيادة القانون، المسئولية أمام الله وأمام القانون.


معايير دولية


• وهل لهيئتكم مثيل في دول أخري؟


- لقد أنشئت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر وفق أعلي المعايير الدولية في أساليب إدارة الانتخابات والاستفتاءات، حيث تبني الدستور والقانون المصري في إنشائها أسلوب الإدارة المستقل، في مقابلة الأسلوبين الحكومي والمختلط، اللذين أخذت بهما دول عدة من العالم، وهناك العديد من دول العالم التي تبنت النموذج المستقل شأن مصر منها: جنوب افريقيا، اندونيسيا، أرمينيا، كندا، جورجيا، الهند، ليبيريا، موريشيوس، نيجيريا، بولندا، تايلاند والأوروجواي، ودول أخري غيرها.


• وهل من تواصل بين الهيئة وغيرها من الهيئات القائمة علي إدارة الانتخابات والاستفتاءات في الدول الأخري؟


- نعم هناك تواصل دائم بيننا وبين الهيئات القائمة علي إدارة الانتخابات والاستفتاءات في الدول الأخري، وثمة لقاءات مشتركة سواء داخل مصر أو خارجها من أجل التعاون وتبادل الخبرات، ومن ذلك علي سبيل المثال: مشاركتنا في لقاء جمعنا بالهيئة الدائمة للانتخابات بدولة رومانيا، وآخر بمفوضية الانتخابات المستقلة بجنوب إفريقيا، وثالث بالهيئة المستقلة للانتخاب بالأردن.

 

فضلا عن مشاركتنا في المنتدي القاري الخامس لهيئات إدارة الانتخابات بدعوة من الاتحاد الافريقي وقد انعقد المؤتمر بدولة كوت ديفوار. ونستهدف من هذه اللقاءات والمؤتمرات نقل تجربة مصر إلي العالم والإفادة من تجارب الآخرين. وفي هذا المقام أود أن أؤكد أن التجربة المصرية كانت ومازالت محل إعجاب وتقدير من كل الدول المشاركة في لقاءاتنا ومؤتمراتنا.


مصدر السلطة


• وكيف ترون فكرة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية؟


- الشعب هو من يعطي الدساتير قوتها بالاستفتاء عليها، فيقر بسموها وعلوها عما عداها من القوانين، وهو أيضا من يملك تعديلها، والاستفتاء علي تعديل هو أحد مظاهر الديمقراطية وتأكيد الشعب علي أنه مصدر السلطات.


• ما سبب حرص الهيئة علي إجراء الاستفتاء علي مدار ثلاثة أيام داخل مصر وخارجها؟


- لقد أجازت المادة (43) من قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية إجراء الاستفتاء في يوم أو أكثر، ونظرا لزيادة عدد المواطنين المقيدين بقاعدة بيانات الناخبين، إذ قارب عددهم علي اثنين وستين مليون ناخب، ومن ثم لا مفر من إجراء الاستفتاء علي مدار ثلاثة أيام، منعا لتزاحم الناخبين أثناء الإدلاء بأصواتهم، وتيسيرا عليهم، فمن لم يدل بصوته في اليوم الأول أمامه فرصة للإدلاء به في اليوم الثاني، ومن لم يدل بصوته في اليومين الأول والثاني أمامه الفرصة للادلاء به في اليوم الثالث.


أغلبية مطلقة


• وما هي النسبة المقررة دستوريا لحسم أمر التعديلات الدستورية؟


- طبقا لنص المادة (226) من الدستور، فإن التعديلات الدستورية تتطلب موافقة الأغلبية المطلقة لعدد الأصوات الصحيحة للمشاركين في الاستفتاء.


• ومتي تنفذ التعديلات الدستورية إذا وافقت الأغلبية المطلوبة من الشعب عليها؟


- إذا وافقت الأغلبية المطلقة من الأصوات الصحيحة المشاركة في الاستفتاء كان التعديل الدستوري نافذا من تاريخ إعلان النتيجة.
إعلان النتيجة


• ومن المختص بإعلان نتيجة الاستفتاء؟


- وفقا للمادتين (3، 11) من القانون رقم 198 لسنة 2017 بشأن الهيئة الوطنية للانتخابات فإن الهيئة تختص وحدها دون غيرها بإعلان النتيجة النهائية للاستفتاء.


• ومتي سيتم إعلان النتيجة؟


- يتولي مجلس إدارة الهيئة إعلان نتيجة الاستفتاء بقرار يصدره خلال الخمسة أيام التالية لتاريخ تسلم الهيئة سائر أوراق اللجان العامة، ويضاف إلي هذه المدة ثلاثة أيام إذا قدمت تظلمات إلي الهيئة.


• وما عدد اللجان داخل مصر وخارجها والمشرفين عليها؟


- عدد اللجان العامة علي مستوي الجمهورية (368) لجنة، وعدد اللجان الفرعية علي مستوي الجمهورية (13.919) لجنة، تتوزع علي عدد (10878) مركزا انتخابيا، وعدد القضاة المشرفين علي الاستفتاء (20000) قاض، وعدد الموظفين المعينين أمناء للجان (130000) موظف، وعدد اللجان خارج مصر (140) لجنة موزعة علي (124) دولة.


• وهل تمكنت وسائل الإعلام من متابعة إجراءات الاستفتاء؟


- لقد تابعت أعمال الاستفتاء عدد (40) مؤسسة إعلامية محلية، فضلا عن عدد (548) مراسلا تابعا لعدد (152) مؤسسة إعلامية دولية.


• وماذا عن منظمات المجتمع المدني؟


- لقد تابعت إجراءات الاستفتاء عدد (22) منظمة مجتمع مدني دولية، وعدد (58) منظمة مجتمع مدني محلية.


رسالة للشعب


• وهل من رسالة توجهونها لشعب مصر بمناسبة إجراء الاستفتاء؟


- أقول للشعب المصري: لقد انتقلنا ووطننا من مرحلة إعادة بناء الدولة والتحول نحو الديمقراطية، إلي مرحلة ترسيخ الديمقراطية، فالديمقراطية لا توجدها ثورة، ولا ترسخها وثيقة، ولا تستورد من بلد آخر، إنما الديمقراطية توجد بإرادة شعبية نابعة عن إيمان بها، واقتناع بأنها السبيل الأوحد للمشاركة في إدارة شئون البلاد والتعبير عن الرأي، وقبول بها وبنتائجها، وتترسخ الديمقراطية بممارستها، وأسمي صور تلك الممارسة إبداء الرأي في الاستفتاءات والانتخابات.

 

شعب مصر العظيم، لم تكن الديمقراطية يوما محض شعارات يحويها الدستور بين دفتيه ويرددها القانون في نصوصه، إنما الديمقراطية واجب يؤدي، وحق يمارس.


• وما هي رسالتكم للمرأة المصرية؟


- إن المرأة المصرية هي من توجه لنا ولشعب مصر الرسائل، فالمرأة المصرية رمز النضال والصمود، والعطاء للوطن بلا حدود، وإن الشعب المصري يعقد آمالا عليك، وعلي وعيك، وحبك لوطنك، وعطائك لبيتك الكبير -مصر- قبل بيتك الصغير، فأنت نصف المجتمع لا ريب، فلا قوام لوطننا إلا بك.


• ما هي رسالتكم للشباب المصري؟


- إن الشباب المصري واع مثقف، مفطور علي حب الوطن والولاء له، قادر علي تحمل المسئولية، يقدم لوطنه كل غال، ويسعي لرفعته وإعلاء رايته، ولن ولم يتأخر عن تلبية نداء وطنه وممارسة الديمقراطية التي نادي بها وثار من أجلها، ولن يصغي شباب مصر لدعوات المقاطعة أو القعود عن المشاركة في الاستفتاء علي مشروع التعديلات الدستورية، ذلك أن الرأي لا يعبر عنه بالسكوت والوطن لا يبني بالقعود.


• ما هي رسالتكم لأبناء مصر من المقيمين بالخارج؟


- لقد كان المصريون بالخارج -كل منهم- سفيرا لمصر في البلد الذي يقيم فيه، رفعوا رايات مصر، ورددوا اسم مصر، هتفوا في حب مصر، لقد أثبت أبناء مصر في الخارج أنهم أبدا لا ينسون وطنهم، أبدا لا يتخلون عنه، أبدا لا يتأخرون عن تلبية ندائه متي ناداهم أنهم مهما طالت المسافات عن الوطن بعدا، ومهما طال الزمان عن الوطن غيابا، فإن ثمة رباطا وثيقا يربطهم بوطنهم مجدولا بمشاعر من الوفاء والاخلاص لا تزيدها المسافات والسنون إلا حنينا وشوقا.


القضاة والشعب


• وهل من رسالة للقضاة المشرفين علي الاستفتاء؟


- إن ثقة الشعب المصري بكم لا تحدها حدود، فكونوا عند ثقة شعبكم بكم، أدوا رسالتكم في الاشراف علي إجراءات الاستفتاء علي مشروع التعديلات الدستورية، متمسكين بتقاليدكم وقيمكم الراسخة فيكم، وأوفوا بأماناتكم متجردين محايدين كما أنتم في قضائكم، وأن تتموا رسالتكم بألا تغادروا مقار اللجان قبل أن ينتهي جميع الناخبين الموجودين بالمجمع الانتخابي من الإدلاء بأصواتهم.


• ما هي الرسالة التي توجهونها للإعلام بمناسبة إجراء الاستفتاء؟


- أقول لهم: رجال الإعلام، إن مصر علي موعد مع الديمقراطية، وإن لكم رسالة تحفها هيبة وتحوطها قدسية، ومن ثم نوصيكم -رجال الإعلام- حال أدائكم لرسالتكم في نشر الحقيقة، ولدي مسيركم المقدس إلي مصدرها ألا تنقلوا إلا ما تراه أعينكم، وأن تتخذوا من الوطن قبلة لأقلامكم، ومن صالحه غاية تنشدها كلماتكم.


- انتهي الحوار.. واليوم تنتهي عملية الاستفتاء ليتم إعلان النتيجة خلال أيام، لتنتقل مصر دستوريا من مرحلة انتقالية إلي مرحلة الترسيخ الكامل للاستقرار، والانطلاق إلي المستقبل الذي تستحقه مصر ويستحقه شعبها.