عشقتها عيون العالم.. 4 حرف تراثية مصرية تربط الماضي بالحاضر

الحرف التراثية
الحرف التراثية

تُجسد «الحرف التراثية» الذاكرة البصرية للشعب المصري على مر العصور، فمنذ عصر الفراعنة ابتكر المصري القديم طرقا فنية وإبداعية للتعبير عن نفسه، وتوثيق حياته، سواء بالنحت أو الرسم، كما أبهرت الحضارة الفرعونية وما تلاها من حضارات للشعب المصري العالم، بما اختصته كل مرحلة من أزياء وحرف تراثية معبرة عن كل مرحلة عاشها المصريون لتخرج أعمال تسرق أذهان واهتمام الناظرين لينبهروا ويتأملوا لروعة الفنون والحرف التراثية المصرية.

 

«الخيامية» إرث فرعوني للفنون القبطية والإسلامية
تعتبر حرفة الخيامية من الحرف القديمة تاريخيًا حيث ترجع  للعصر الفرعوني ونرى ذلك بوضوح  في بعض الملابس الفرعونية المزخرفة بشرائط مضافة عن طريق التطريز مثل رداء توت عنخ آمون الموجود بالمتحف المصري، ثم استمرت بعد ذلك في العهدين اليوناني والروماني واستمر الأقباط يعملون بالحرفة تحت الحكم العربي أيضا.

ويحكي المؤرخون أن صناعة الخيام قد بلغت رقيا كبيرا قبل الفتح العربي في الحضر والبادية على حد سواء وظهرت كساوي الأضرحة المطرزة بكتابات مثل «لا إله إلا الله» كذلك المعلقات الحائطية وأيضا ظهرت المفارش والستائر ذات الزخارف الدقيقة المنفذة بطريقة الإضافة.

وكان العصر المملوكي هو قمة الازدهار لحرفة الخيامية في ظل تسابق الأمراء والسلاطين على اقتناء كل غالٍ وثمين. ويعتبر شارع الخيامية بالقاهرة التاريخية معقل حرفة الخيامية.


   «الأرابيسك»..التطعيم بالصدف أهم ملامح التراث الإسلامي في مصر

فن «الأرابيسك» التطعيم بالصدف هو تثبيت مواد منتقاة في مكان يتم حفره على السطح الخشبي بهدف تجميله بزخارف معينة، ومن أهم المواد المستخدمة في التطعيم (الصدف والعظام بأنواعها والأخشاب الثمينة كالأبنوس والخشب الأحمر والنحاس والفضة).

وكان التطعيم والترصيع فناً شائعاً في شرق العالم الإسلامي وغربه على السواء طوال العصور المختلفة، حيث استخدم هذا الفن في صناعة الأبواب والمناضد والصناديق والالآت الموسيقية وكانت دمشق من أهم مراكز التطعيم .

واحتلت فنون التطعيم مكانًا مرموقاً بين الفنون الحرفية الأخرى لارتباطها بالنجارة العربية منذ بداية الحضارة الإسلامية في مصر.

 

«الحُلي» زينة الأغنياء والفقراء على مر العصور 
ترك لنا الأجداد روائع من الحلى ومن الأدوات الحياتية تحمل الكثير من القيم الجمالية والحس الفنى المنعكس فى صناعة متقنة دقيقة، وكان الفنانون المصريون يتوارثون هذه الصناعة الفنية مع تنوع أسلوب الأداء عبر العصور بالإضافة إلى ربطها بالمعتقدات المتنوعة طبقاً للتركيبة الاجتماعية للشعب المصري، وما طرأ عليها من تحولات . 

والحلي من الفنون التي ترتبط بالمجتمع ارتباطاً وثيقاً فأشكالها ومدلولوتها مستمدة من رمزية المعتقدات أو من عناصر الطبيعة المنتشرة في البيئة، لأن مصر بلد ذات حضارة عريقة وأكثرها استمراراً ونمواً أو ثراءً وتعتبر فنون الحلي في مقدمة  الفنون التي برع فيها الفنان المصري القديم من خلال أساليب اللحام والطرق والكبس والحفر والنقش والتفريغ والتشكيل والشفتشي المفرغ أو الملحوم على قاعدة حيث كانوا يشكلونها بمهارة في التصنيع والتطعيم بالعجائن الزجاجية والمينا  وفي العصر القبطي اعتمدوا على التشكيل البارز والغائر وفي العصر الإسلامي استخدموا أسلوب  التكفيت بالذهب على الفضة أو العكس أو النحاس أما بالنسبة للحلي الشعبي فقد استخدموا تقنية البارز والغائر وتركيب الأحجار وحتى الآن ما زالت الأساليب اليدوية مستخدمة في تصنيع الحلي.

«الزجاج المعشق» أبرز الفنون التراثية في العصر الإسلامي

تعتبر هذه الحرفة من أهم الحرف التي كانت تميز العصر الإسلامي سواء على مستوى الحياة الدينية أو العمارة المدنية وكانت تصنع من الرخام الرقيق الذي يتميز بشفافية مع انعكاس ضوء الشمس.

 وتطورت بعد ذلك حيث صنعت من الجبس المفرغ بدون زجاج على هيئة زخارف هندسية ، وتم إضافة زخارف نباتية وكتابية وبعد ذلك تطورت بإضافة قطع من الزجاج الملون لسد الفراغات فزادتها جمالا وأضفت على التكوين الهندسي إبهاراً. 

ويعتبر جامع أحمد بن طولون نموذجاً للزخارف الهندسية المفرغة الخالية من الزجاج المعشق . وانتشر بعد ذلك هذا الفن في العصر الفاطمي والعهد الأيوبي والعصر المملوكي والعثماني . 

ومن أشهر الأماكن الزاخرة بهذا الفن مسجد الصالح طلائع وضريح نجم الدين أيوب ومجموعة السلطان قلاوون ومدرسة جوهر القنقبائى


 

 

.