«معهد وردان» من هنا يبدأ تطوير السكة الحديد.. وهذه قواعد اختبار قائدي القطارات

معهد وردان.. من هنا يبدأ تطوير السكة الحديد.. وهذه قواعد اختبار قائدي القطارات
معهد وردان.. من هنا يبدأ تطوير السكة الحديد.. وهذه قواعد اختبار قائدي القطارات

مدير المعهد: طلابنا الـ 445 من أوائل الإعدادية.. وهذه ثمار زيارة «الوزير»

المهندس طه رجب: ندرب 35 قائد قطارات أسبوعيا.. وهذه تفاصيل ملف علاء فتحي

 

دائما ما تتجه الأنظار إلى منظومة السكك الحديدية بعد كل حادث، لكونها أساس حركة التنقلات اليومية، حتى أصبحت «أخبار النقل والسفر» مادة خصبة لقراء الصحف والمجلات وكذلك المواقع الإلكترونية، ما جعل الحكومة تسعى لتطوير ذلك المرفق، وجعل هذه المنظومة على قمة أولوياتها.

 

وبتولي الفريق مهندس كامل الوزير حقيبة النقل، ظهر الانضباط بمختلف أرجاء المنظومة، بعد أن كان «الإهمال المتكرر وتردي الخدمة المقدمة للمواطنين» عنوانا على ذلك المرفق.

 

معهد وردان.. مركز التدريب العملي 
مشغلو منظومة السكك الحديدية الذين يوجه إليهم أصابع الاتهام دائمًا بعد أي حادث حتى إن نجم عن «خطأ فردي»، كثفوا اهتمامهم خلال الفترة الأخيرة، إلى «عنصر التدريب»، وبالفعل تم عقد دورات تدريبية لقائدي القطارات والعاملون بجميع طوائف التشغيل في معهد وردان، الذي تم تأسيسه قبل حوالي 40 عاما، لدراسة كل ما يخص السكة الحديد، وتدريب جميع العاملين بالهيئة وتطوير قدراتهم.


«بوابة أخبار اليوم» انتقلت إلى معهد وردان بالقرب من طريق الإسكندرية الصحراوي، والذي يقع على مساحة 150 فدانًا، للوقوف على عملية التدريب بشكل كامل، ابتداء من مدرسة وردان الصناعية لتدريب الطلبة الحاصلين على الشهادة الإعدادية على المنظومة، أو المعهد الملحق بها، والخاص بتدريب عمال الهيئة ككل، باعتبار أن تلك المساحة هي النواة الحقيقية لتطوير السكك الحديدية.

 

قواعد التدريب

البداية كانت من مكتب المهندس طه رجب، مدير معهد وردان، الذي أكد لنا، أن وردان بمثابة مدينة صناعية متكاملة ملحقة بقرية أوليمبية، يتخرج فيها أي عامل بالسكك الحديدية قبل الالتحاق بوظائفهم، ويتم تدريبهم من آن لآخر داخل ورش المعهد التي تضم أجهزة محاكاة متطورة.


«رجب» أكد أيضًا، أن «وردان» ينقسم إلى قسمين، الأول خاص بمدرسة النقل بمعهد وردان، وهي تابعة لوزارة التربية والتعليم وتتولى تدريب طلابها، ولكن على الرغم من إشراف وزارة التربية والتعليم عليها، إلا أنها تعاني من عجز المدرسين، متابعا: وطالبنا مررا بذلك إلا أنا المسئولون يؤكدون لنا إرسال تقرير للوزارة دون وجود حل، لافتا إلى أن الطلاب يتخرجون حاصلين على شهادة «دبلوم سكة حديد»، وأن المدرسة كانت قد توقفت قبل سنوات، إلا أنه تم إعادة فتحها في قبل 3 سنوات، وبالفعل سيتم تخريج أول دفعة منها خلال العام الجاري 2019.

 

 

مدرسة صناعية.. والمعسكر الدراسي
وأوضح مدير معهد وردان أن طلاب المدرسة يقضون معسكرا دراسيا، يمتد حتى أسبوع كامل في المعهد، ويقيمون إقامة كاملة خلاله، فيبدءون في السابعة صباح كل سبت بحضور طابور الصباح، ثم التوجه إلى فصولهم لتلقي دروسهم في الصفوف الثلاثة، ومن ثم الحصول على «دروس مسائية» بعد انتهاء اليوم الدراسي، ثم تأتي مرحلة التدريب العملي على محاكايات القطارات والجرارت، وأخيرا ينطلقون إلى ممارسة الرياضة سواء في الملاعب أو حمام السباحة بالمدرسة. 

 

 

قوام المدرسة.. 445 طالبا 
وعن قوام المدرسة، كشف «رجب» أن عدد الطلاب يبلغ 454 طالبا،- وهم أوائل الشهادة الإعدادية-، وموزعين على 11 فصلا على أقسام «فني- عامل إشارة- مزلقان- تحويلة- مساعد قائد قطار- قائد قطار»، ويمكن لأي خريج العمل بالسكك الحديدية بالوظائف المطلوبة. 


وتابع: أما الجزء الثاني فهو خاص بالمعهد، ذلك المكان المكلف والمختص بتدريب جميع العاملين بجميع طوائف التشغيل بالسكك الحديدية، بدء من أصغر  عامل حتى قائد القطار. 

 

 

دورات تدريبية.. طلبة وعمال
وأشار «رجب» إلى أن المعهد ينظم دورات تدريبية لكافة العاملين بطوائف التشغيل، يتخللها تدريبات عملية على المحاكيات، وكذلك الاستعانة بمقاطع فيديو للحوادث سابقة سواء في مصر أو في دول أخرى، لتحليلها عمليا وبيان أسبابها، وتحذير العاملين من الوقوع فيها.

 

ولفت إلى أنه بعد انتهاء الدورات، تأتي عملية التقييم، موضحا أنه خلال العام الأخير، تم فصل  11 موظفا بطوائف التشغيل فصلا نهائيا بسبب عدم تمكنهم من اجتياز الدورات التدريبية، متابعا: «لازم الكل يجتاز الدورات والاختبارات العملية على مستوى عالِ». 

 

علاء فتحي.. والاختبارات
سألنا المهندس «طه» أيضا عن «علاء فتحي»، قائد جرار محطة مصر المنكوب، فأكد أنه لم يتدرب في وردان، بل في معهد تدريب السائقين بالفرز، لكنه حصل على دورة تدريبية بالمعهد، واجتازها بنجاح، موضحًا أنهم غير مختصين بتحليل المخدرات السائقين أو غيرهم، فالفيصل هنا هو الدورات والاختبارات العملية.


وذكر أن ملف علاء فتحي، وصل وردان وتم التأشير فيه علي تدريبه لمدة «يومين» فقط، ثم غادر المعهد.

 


وبشأن قواعد اختيار قائدي القطارات، أكد أنه يتم تدريب المستجدين لمدة 6 أشهر على نماذج المحاكاة، والتدريب على التشغيل وكهربة الإشارات ونظام التحكم والاتصالات والحاسب الآلي وإشارات لوحات المفاتيح، وفي حالة رسوب المتدرب المستجد في الامتحان مرتين، يتم فصله تمامًا، أما المتدرب الناجح فيتم تشغيله كمساعد قائد قطار لفترة بينية تتجاوز 12 عاما، فيحصل خلالها على دورات لرفع الكفاءة كل عامين، وبعد إمضاء الـ 12 عاما كمساعد قائد قطار يحصل على دورة تشغيل اعلى لتأهيله بعد اجتيازها للعمل كقائد قطار.

 

الطلاب.. القاعات والدورات 
فيما تجولت «كاميرا بوابة أخبار اليوم» في فصول الطلاب، وقاعات المحاضرات التي يتلقاها العاملون بالسكك الحديدية، فيها الدورات التدريبية، وكذلك اطلعنا على نماذج الماكينات «ماكيتات الجرارات الهنشل الألماني والكندي وجنرال الكتريك الأمريكي»، كما رصدنا العملية الكاملة للتدريب عليها بأرض الواقع.

 


رصدنا أيضًا رأي الطلاب في العملية التعليمية، فحضرنا اختبارًا عمليًا، وتحدثنا إلى الطالب أنطوي رشدي، بالفرقة الثالثة «قسم الإشارات»، فأكد أنه من محافظة كفر الشيخ، وحاصل على 97% بالشهادة الإعدادية، وقرر الالتحاق بمدرسة وردان الصناعية.


وأوضح الطالب «انطوي» أنه يتدرب مع زملائه على كيفية عمل ارتباط ميكانيكي بمحطات القطارات، حيث يعد طريقا لمرور القطار بالمحطة من خلال «خلو السكة» على الخطوط المفردة، لمنع السماح بمرور قطار آخر إلا بعد مرور الأول، لافتا إلى أنه بعد تكرار العملية والتأكد من كل معدلات الأمان، يتم تشغيل السيمافور الأخضر للقطار التالي، وهكذا تتواصل العملية. 


وذكر أنه أعد بحثا لتشغيل القطار بالهواء، وتم إسناد المقترح لكبير مهندسي الكهرباء بالمعهد للتفاعل معه، وإمكانية تطبيق المقترح على أرض الواقع.

 

تدريب قائدي القطارات.. السلامة والتشغيل 
وتوجهنا إلى قاعة المحاضرات الكبرى، حيث يتلقي قائدي القطارات دورتهم، وتحدث إلينا  أحمد، قائد قطار، قائلاً: إنه يتلقي دورة تدريبية عن عوامل السلامة والأمان، بشكل شبه دوري، ويتم استعراض عدد من الحوادث والأعطال من خلال شاشات عرض، للتعرف علي كيفية التعامل معها.


وذكر «أحمد»: ما ندرسه في المعهد نواجهه على أرض الواقع، لذلك ندرك طرق التعامل بطرف تحافظ على سلامة الركاب أولا، ثم تضمن سلامة القطار. 


واستطرد قائلا: نتدرب على المحاكي وسلامة التشغيل، وتنفيذ معاني علامات التشغيل وهي واجباتنا، مثل السيمافورات الحمراء والصفراء والخضراء، وكذلك طرق التعامل مع عمال التحويلات والمزلقانات وغيرهم، فضلا عن أنه يتم تأهيلنا نفسيًا، للتخلص من أي مشكلات تعكر صفو قائدي القطارات ومساعديهم.


وأضاف في نهاية حديثه: عقب انتهاء كورس التدريب، نتوجه إلى الورش والمواقع الميدانية، لتنفيذ ما تدربنا عليه واقعيًا.

 

زيارة الوزير.. وثمارها
وأخيرا، تحدثنا عن زيارة وزير النقل الفريق مهندس كامل الوزير، الأخيرة إلى المعهد، فعلق «رجب» عليها، قائلًا إن الوزير التقى الطلاب واختبرهم على الأمور الفنية، بعد أن شهد طابور الصباح وتفقد المعهد والمدرسة، وشدد على ضرورة انضباط الطلاب بجانب زيادة الاهتمام بالمستوى الفني وتوفير كل المعلومات كاملة لهم، لتخريج جيل جديد ينهض بالسكك الحديدية.

 

وتابع: أكدنا للوزير على أزمة عجز المدرسين، وبالفعل حل لنا المشكلة، وتواصلت بعد ذلك، معنا وزارة التعليم لتوفير مدرسين ومازلنا ننتظر وصولهم، كما شدد على تحويل المدرسة إلى معهد تكنولوجي حديث، متابعًا: «مستقبل وردان مُبشر». 

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا